الطريق
الخميس 28 مارس 2024 11:34 صـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هل تمني الموت حرام ؟. الافتاء تجيب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لن تذهب هذه الدنيا حتى يمر الرجل بقبر أخيه فيتمرغ عليه ويقول ياليتني كنت صاحب هذا القبر وليس من الدين البلاء، فكثرة البلايا جعلت الإنسان الضعيف الإيمان يتمنى الموت.

وفي هذا الإطار وصلت لجريدة الطريق عدة أسئلة تشمل في مضمونها "حكم تمني الموت" حيث اجابتنا دار الإفتاء على هذا التساؤل.

أكدت دار الإفتاء أن تمني الموت لضر أو بلاء من الأمور المنهية عنها وقد يكون هذا البلاء ضيق في الرزق أو فشل في التجارة أو الدراسة أو عدم وجود الزوج أو الأمراض والمحن فلا يجوز لمؤمن أن يتمني الموت لضر نزل به لقول رسول الله "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به وإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي".

وبينت الافتاء أن تمني الموت هو اعتراض العبد علي قضاء الله وقدره وهذا ليس من الإيمان (قال يا رسول الله ما الإيمان، قال إن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره).

ذكرت الافتاء أن هناك حالتين فقط فيهما تمني الموت مباح أولهما أن يخاف الإنسان على دينه أو يفتن فيه، ليس قنوتا من رحمة الله أو يأسا من فضل الله أو تألما لمرض بل خوفا على إيمانه وعقيدته فهذا التمني لا حرج فيه ولا يدخل تحت التمني المذموم، فكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا أردت بعبادك فتنة فأقبضني اليك غير مفتون، رواه الترمذي ، وروي الأمام مالك" أن عمر بن الخطاب لما كبر سنه وضعفت قوته لجأ الي ربه وقال" اللهم كبر سني وضعفت قوتي وأنتشرت رعيتي فأقبضني اليك غير مفرط ولا مضيع)
اي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تمني الموت خوفا على نفسه من كثرة الفتن التي حوله، وثانيهما أن يتمني العبد الشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فمن تمني الشهادة صادقاً من قلبه نالها ولو مات على فراشه).

وختمت الافتاء حديثها أن لا يتمنى العبد الموت فالخيرية عند الله وليس عند العبد فإن أفضل العباد عند الله من طال عمره وحسن عمله، وأسوء العباد عند الله من طال عمره وساء عمله.