الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 03:25 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«جكرانده» منصة جديدة لمناقشة قضايا الفن والثقافة بالجامعة الأمريكية

المطربة المغربية سارة مولابلاد خلال حفل إطلاق منصة «جكرانده»
المطربة المغربية سارة مولابلاد خلال حفل إطلاق منصة «جكرانده»

أطلق مركز التحرير الثقافي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة منصة جديدة أطلق عليها «جكرانده» لمناقشة قضايا الفن والثقافة خلال حفل أقيم بحديقة الجامعة وسط القاهرة غنت خلال المطربة المغربية «سارة مولابلاد».

ويتناول طارق عطية الإعلامي البارز ومدير مركز التحرير الثقافي بالجامعة عددا من القضايا عبر المنصة الجديدة مؤكدا أنه لا مجال لحراس البوابة في مجال الفن حاليا «مرحبا بكم في العالم الجديد: حيث يستطيع أي شخص أن يكون فنانا حيث لا حراس على البوابات ولا حواجز تمنعك من إطلاق طاقتك الإبداعية.

ويشير إلى أن الفن أصبح يصنع بسرعة ومعدل غير مسبوقين فسواء كان موسيقى أو سينما أو فنا تشكيليا أو فوتوغرافيا سواء كان فنا مفهوميا أو تشخيصيا أم تقليديا أم طليعيا فإن انتشار وإتاحة أدوات إنتاج الفن وطرق ووسائل نشره وإذاعته على الجمهور تجري بسرعة ذرية بل كمية (نسبة إلى فيزياء الكم).

ويوضح طارق عطية مفهومه أكثر: أننا نتقدم إلى الأمام وإلى الخلف في الوقت نفسه عندما يتعلق الأمر بالفن. متسائلا في الوقت ذاته: هل نحن مستعدون؟ هل نعرف ماذا سوف نفعل بكل تلك السيناريوهات غير المنشورة، كل تلك اللوحات غير المعلقة، كل تلك الأفكار المخمورة، المسطولة، المجنونة -أو ربما العاقلة الرزينة- التي تتدفق على العالم الرقمي وتحفظ للأجيال القادمة ولكل العصور؟ بعضها سوف يحظى بحفنة من «اللايكات» والآخر سوف ينال الملايين منها. وقد نكتشف أن ثمة مواهب، مدفونة، هناك لم تسنح لها فرصة الظهورمن قلب.

ويطلق طارق عطية شعار الفن للجميع «هل يظهر فقط أن الجميع من دون أدنى شك يمكن أن يصيروا فنانين أو نقادا للفن هذه الأيام؟ لعل أبرز ما تقوله هذه اللحظة -أكثر من أي وقت مضى -هو أن الفن للجميع- ويمكن أن يأتي من أي مكان. في القوت نفسه نجد الجميع من شتى الأطياف من الحرس القديم الرافض الذي يحاول بذل أقصى جهده من أجل الحفاظ على المؤسسة أو على هيراركية الفن إلى السابحين مع التيار يستخدمون كل تلك الطرق والوسائل الجديدة من أجل وضع رغبتهم في التعبير داخل أشكال قابلة للعرض باحثين عن أكبر عدد من المتابعين و«اللايكات». وتابع: العباقرة أصبحوا في كل مكان هل تنتظر لينون جديدا؟ لا تنتظره. إذا ظهر سيختفي بعد لحظة مع حركة إصبعك على «إنستجرام» ركز وستجدهم: جون لينون، وبيتهوفن، وأم كلثوم، في كل مكان حولك، طوال الوقت من الآن فصاعدا.

بينما يطرح المترجم والكاتب إيهاب عبد الحميد قضية جوهرية وهى إدعاء البعض امتلاك الحقيقة وحدهم في تقييم الفنانيين الجدد وهو ما سماهم حراس البوابات «في عام 2020 شكلت أغاني المهرجانات تهديدا لـ«حراس البوابات» وشن حربا بدت هجومية غير أنها في الحقيقة دفاعية يدافعون فيها عن مكانتهم مدعومين بقطاع من الجماهير (الأكبر سنا غالبا) يحن إلى أيام كان فيها المطرب يمر عبر «فلاتر» مختلفة قد تكون «مخرومة» أو «قديمة» أو «صدئة» لكنها تظل فلاتر تمنع من الغناء «كل من هب ودب» فلتر «لجان الاستماع أو شركات الإنتاج الكبيرة أو النقاد السينمائيين أو الرقابة أو المسئولين في الإذاعة والتلفزيون.

وتابع: الآن تنتقل الموسيقى مباشرة من غرفة صغيرة في منطقة شعبية /عشوائية إلى فضاء الإنترنت الشاسع ليسمعها كل من أراد ويقيمها حسبما يرى. هكذا صارت الحال مع وسائل التعبير الحديثة من السياسة إلى الفن. الحنين إلى الماضي لن ينتج إلا صراخا متحسرا. مشيرا إلى أن الجيل الذي أطلق أغاني البوب التي سرعان ما وصفت بأنها أغاني شعبية أصبح في خريف عمره الجيل المتمرد أصبح كلاسيكي. الأغاني التي كانت توصف بأنها «رقص وتنطيط» أًبح ينظر إليها الآن أنها «طرب أصيل» هذه حال الدنيا

كما يطرح عبد الحميد قضية أخرى وهى الراقصات الأجنبيات غير المحملات بالتراث الكلاسيكي للرقص الشرقي مشيرا إلى أنهم سرعان ما استوعبن الموسيقى الجديدة ورقصن عليها بحركات أكثر نشاطا وأقل انسيابية. بينما الراقصات المصريات المخضرمات «حارسات بوابات الرقص الشرقي» هاجمن الرقص الجديد متوقعا في الوقت ذاته لأغاني المهرجانات أن تتطور ولو ببطء لتصبح أكثر انسجاما مع الأذن المصرية الحالية.