الطريق
الإثنين 20 مايو 2024 11:23 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

من البراق إلى سدرة المنتهى ونهر الكوثر.. معجزات ربانية في رحلة الإسراء والمعراج

المسجد الحرام والمسجد الأقصى
المسجد الحرام والمسجد الأقصى

الإسراء والمعراج معجزة كرّم الله سبحانه وتعالى بها نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس بفلسطين، كما أعرج الله بنبيه الكريم إلى طبقات السماوات العليا، والوصول إلى مستوى يسمع فيه صوت الأقلام، كما أخبرنا بذلك صلى الله عليه وسلم، وتبدأ المعجزة الإلهية من ليلة اليوم الأحد حد فجر غدا الإثنين، حسبما أعلنت دار الإفتاء المصرية.

وأيد الله سبحانه وتعالى نبيه ببعض الإشارات والدلائل في قوله تعالى: "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ*عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ*عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ*إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ*مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ*لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ".

وخلال السطور التالية، نرصد بعض المشاهد من رحلة الإسراء والمعراج:

النبي يرى جبريل في صورته التي خلق عليها

رأى سيدنا رسول الله في رحلة المعراج المَلَكْ جبريل -عليه السلام- في صورته التي خلقه الله عليها، له ستمائة جناح، كل جناح منها حجمه مدّ البصر، وقد رآه النبي مرتين على صورته الحقيقة، حيث رآه في الأفق الأعلى، وعند سدرة المنتهى.

واعتقد البعض أن النبي رأى ربه، وهذا على غير الحقيقة لقول عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئلَّت عن ذلك قالت: إنه لم ير ربه، وقرأت قول الله تعالى: (لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ)، يعني: لا نرى الله في الدنيا، أما في الآخرة فسوف يراه النبي -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون يوم الحساب، وفي الجنة، بإجماع أهل العلم.

معجزة البراق

دابة النبي صلى الله عليه وسلم أو ما يعرف بـ"البراق"، رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، البُراق، وهو أبيض طويل أكبر من الحمار وأصغر من البغل، وهي الدابة التي ركبها النبي -صلى الله عليه وسلم- للانتقال من مكة المكرمة إلى بيت المقدس في رحلة الإسراء والمعراج.

سلام الرسول محمد على الأنبياء

ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خلال صعوده إلى السماء برفقة جبريل -عليه السلام- رأى في كل سماء نبيًّا أو أكثر من الأنبياء، وسلَّمَّ عليهم.

وورد في السنة النبوية، أن النبي رأى في السماء الأولى آدم عليه السلام، والثانية: عيسى ويحيى عليهما السلام.

السماء الثالثة: يوسف عليه السلام، السماء الرابعة: إدريس عليه السلام، السماء الخامسة: هارون عليه السلام، السماء السادسة: موسى عليه السلام، السماء السابعة: إبراهيم عليه السلام.

واتفق العلماء على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلّى في رحلة الإسراء والمعراج بالأنبياء إمامًا، ولكنهم اختلفوا متى تم ذلك، فمنهم من قال أنه أمَّهم عند مَقْدِمه إلى المسجد الأقصى، ومنهم من قال أنه أمَّهم وهو يعرج إلى السماء، واختار ابن كثير أنه قد أمَّهم بعد أن نزل من العروج إلى بيت المقدس.

رؤية مالك خازن النار

جاء في الأحاديث الشريفة، أن النبي رأى في رحلة الإسراء والمعراج المَلَك خازن النار؛ وهو مالك عليه السلام، حتى إن مالك هو الذي بدأ بالسلام على النبي الكريم.

البيت المعمور

هو بيت يصلّي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودوا إليه أبدًا، وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أثناء صعوده إلى السماء برفقة جبريل -عليه السلام- رأى البيت المعمور، حيث قال: (فَرُفِعَ لي البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: هذا البَيْتُ المَعْمُورُ).

رؤية سدرة المنتهى ونهر الكوثر

خلال معراج النبي صلى الله عليه وسلم، رؤية الجنة ونعيمها، ورأى سدرة المنتهى، ودليل ذلك قوله: (ورُفِعَتْ لي سِدْرَةُ المُنْتَهَى).

رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج نهر الكوثر الذي خصّه الله به وأكرمه به، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (بيْنَما أنا أسِيرُ في الجَنَّةِ، إذا أنا بنَهَرٍ، حافَتاهُ قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، قُلتُ: ما هذا يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا الكَوْثَرُ).

اقرأ أيضًا: تجلب الدمار والكراهية.. أول تعليق من شيخ الأزهر على الحرب الروسية الأوكرانية

عذاب أهل النار

خلال رحلة المعراج اطلع النبي صلى الله عليه وسلم، على بعض أحوال الذين يعذّبون في نار جهنم، ورأى أصناف متعددة منهم: الصنف الأول: الذين يخوضون في أعراض المسلمين، ويقعون في الغيبة، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لما عُرِجَ بي مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخْمِشون وجوهَهم وصدورَهم، فقلتُ: من هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومِ الناسِ).

الصنف الثاني: الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (مرَرْتُ ليلةَ أُسرِيَ بي على قومٍ تُقرَضُ شِفاهُهم بمَقاريضَ مِن نارٍ، قال: قلتُ: مَن هؤلاءِ؟ قالوا: خُطَباءُ أمَّتِكَ).

الصنف الثالث: الذين يأكلون الربا، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (رَأَيتُ لَيلةَ أُسريَ بي رَجُلًا يَسبَحُ في نَهرٍ ويُلقَمُ الحِجارةَ، فسَأَلتُ: ما هذا؟ فقِيلَ لي: آكِلُ الرِّبا).

موضوعات متعلقة