الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 11:57 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

تطبيع كامل يلوح في الأفق.. ماذا بعد لقاء أردوغان ومحمد بن سلمان في أنقرة؟

لحظة استقبال أردوغان لولي العهد السعودي في أنقرة
لحظة استقبال أردوغان لولي العهد السعودي في أنقرة

قررت تركيا والسعودية طي صفحة الماضي؛ وبدء حقبة جديدة من التعاون، ويستهدف البلدان التطبيع الكامل للعلاقات بينهما بعد توترات بينهما منذ عام 2013.

جاء ذلك خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تركيا، أمس الأربعاء، والتي تعد الزيارة الرسمية الأولى له لأنقرة.

من يحتاج إلى من؟

عودة العلاقات بهذا الزخم بين البلدين حتمتها ضرورات ومصالح مشتركة، حيث تسعى البلدين لتعزيز التعاون في العلاقات الثنائية بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية، كما أبديا رغبتيهما في العمل على تطوير مشاريع في مجال الطاقة.

وقال الدكتور عبدالله العساف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمام بن سعود الإسلامية في الرياض، إن زيارة بن سلمان لتركيا تمثل خطوة نحو إطلاق حقبة جديدة في العلاقات بين الرياض وأنقرة بشكل يخدم مصالح البلدين ويساهم في ضمان أمن واستقرار المنطقة.

وأضاف «العساف»، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن الجانبين يحتاجان كل منهما الآخر بسبب العلاقات التجارية والاستثمارات والمشاريع بين البلدين، حيث ناقشا تطوير شراكات إنتاجية واستثمارية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية والمدن الذكية، وكذلك تطلعهما للتعاون في مجالات الطاقة.

التطبيع الكامل

وتوقع أستاذ العلوم السياسية، أن تحقق الزيارة تطبيعا كاملا بين السعودية وتركيا واستعادة فترة ما قبل الأزمة، وبداية حقبة جديدة، حيث رفع البلدين القيود المفروضة على التجارة والرحلات الجوية وعرض المسلسلات التلفزيونية، مع إيقاف التغطية الإعلامية السلبية المتبادلة.

وبدوره، أكد البروفسور فواز جرجس أستاذ العلاقات الدولية ودراسات الشرق الأوسط بجامعة لندن، أن هذه الزيارة خطوة تأتي في وقت يسعى فيه أردوغان للحصول على دعم مالي من شأنه أن يساعد في تخفيف معاناة الاقتصاد التركي المحاصر بالمشكلات قبل انتخابات حامية.

الضغوط الاقتصادية

وقال «جرجس»، في تصريحات لموقع «الطريق»، إن أردوغان يحاول تخفيف الضغوط الاقتصادية والسياسية عن تركيا بعد أن تسببت سياساته في سوريا وليبيا وملفات أخرى في السنوات القليلة الماضية في عزلها بشكل متزايد.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية، أن هذه الزيارة تعد هي بين الأهم إلى تركيا منذ قرابة عقد من الزمن وأنهت الخلاف بين الرياض وأنقرة الذي يعود إلى العام 2013.

ويعاني الاقتصاد التركي منذ سنوات، وتعرضت الليرة لأزمة في أواخر 2021 بسبب اتباع سياسة نقدية غير تقليدية يدعمها أردوغان مما دفع التضخم للارتفاع لأكثر من 70%.

التضخم وانهيار العملة

وأشار «جرجس»، إلى أن أنقرة تسعى إلى اتفاق مع الرياض على غرار اتفاقات قائمة لمبادلة العملة مع الصين وقطر وكوريا الجنوبية والإمارات تبلغ قيمتها 28 مليار دولار إجمالا.

ويكثّف أردوغان المبادرات لتطبيع العلاقات مع قوى إقليمية بينها السعودية وإسرائيل والإمارات قبل أقل من سنة على الانتخابات الرئاسية المقررة في منتصف يونيو 2023، وفي وقت يقضي التضخم على قدرة الأتراك الشرائية.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن أردوغان وضع كبرياءه جانبا، فهو لديه هدف وحيد وهو الفوز بالانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن الرئيس التركي الذي زار الإمارات في منتصف فبراير الماضي يسعى بشتى الطرق إلى استقطاب استثمارات خليجية، في ظل الضغوط الكبيرة التي تواجه الاقتصاد التركي.

اقرأ أيضا: السيسي وبن سلمان يوقعان على اتفاقيات استثمارية بـ145 مليار جنيه