الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 04:37 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مات رميا بالرصاص.. من البطل الحقيقى لفيلم الفتوة؟

فريد شوقي من فيلم الفتوة
فريد شوقي من فيلم الفتوة

منذ انطلاقته الأولى في عالم الفن، كان النجم الكبير فريد شوقي مقتنعا بأن الفنان لا بد وأن يكون له دور مهم ومحوري فيما يجرى حوله من أحداث كبرى، ولذا سنجد أنه كان من أوائل النجوم الذين يسارعون لتقديم عمل جديد يتناول قضية شائكة أو حدث جلل يشهده المجتمع.

من هذا المنطلق سنجد فريد شوقي أول من يقدم فيلما عن كفاح الشعب المصري في ملحمة "بورسعيد"، وهو أيضا من الأوائل الذين تصدوا لقوانين الإصلاحية، وكذلك فكرة السابقة الأولى التي تناولها في فيلم "جعلوني مجرما" وتسبب في تغيير القانون، وهو نفس ما تكرر في فيلم "كلمة شرف" والذي كان سببا مباشرا في تغيير قانون السجون، حيث سُمح بعدها بخروج السجين لساعات معدودة إذا كان هناك ظرف طارئ يتوجب خروجه.

ولا ينسى أحد لوحش الشاشة تجربته مع فيلم "الفتوة"، الذي أراد من خلاله التطرق إلى فكرة الاحتكار، فتصدى في العام 1957 لإنجاز تلك التجربة التي جرت عليه المشاكل وأوصلته إلى المحكمة.

دارت أحداث الفيلم حول هريدي (فريد شوقي) الذي يصل إلى سوق الخضار بحثا عن فرصة عمل، وبعد العديد من المحاولات، يجد عملا لدى المعلم أبو زيد (زكي رستم)، الذي يعد أكثر التجار سطوة في السوق بأكمله، وبعد فترة ينفصل هريدي ويتزوج من المعلمة حسنية (تحية كاريوكا)، ويشكل معها ومع منافسي المعلم أبو زيد تحالفا مضادًا لأبو زيد، ولكن ما أن تقوى شوكة هريدي في السوق بمساعدتهم زوجته وشركائه حتى يتبدل حاله للأسوأ.

ورغم أن الليلة الأولى للعرض مرت بسلام إلا أن فريد شوقي فوجئ بعدها بأحفاد المعلم محمد زيدان الشهير بـ "ملك الفاكهة" يحاصرون دور العرض ويمنعون دخول الجمهور، بحجة أن العمل يتطرق إلى سيرة المعلم "زيدان"، فيما قرر أحفاد المعلم إقامة دعوى قضائية لمنع عرض الفيلم.

في المحكمة وقف وحش الشاشة يدافع عن الفيلم ويشرح للقاضي كيف أنه بصفته منتج العمل سيعاني خسائر فادحة من تعطيل العرض، فيما طلب من المحكمة أن تبحث وراء المعلم زيدان لتعرف كيف وصل إلى هذا الثراء بشكل سريع، مضيفا أنه لم يقدم سيرته في الفيلم.

أصدرت المحكمة قرارها برفض الدعوى التي أقامها أحفاد "زيدان" وبدأت الصحف تتقصى حقيقة "ملك الفاكهة" لتصل في النهاية إلى أنه جمع ثروته من علاقات مع السرايا وبعض أصحاب النفوذ في عهد الملك، بينما ركزت صحف أخرى على طريقة موت "زيدان" في عام 1952، حيث كان عائدا إلى بيته، فخرج عليه 3 رجال على كوبرى عزبة حافظ رمضان في القليوبية، وفتحوا عليه النار حتى مات بتسع رصاصات، وظل من وقتها الجاني مجهولا ولم يعرف أحد من قتل "ملك الفاكهة" ولماذا اختار تلك الطريقة تحديدا للتخلص منه؟

صورة المعلم زيدان