الطريق
الأحد 19 مايو 2024 11:18 صـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

برلمان سريلانكا يختار خليفة راجاباكسا.. هل يشعل الرئيس الجديد الغضب الشعبي؟

متظاهرون يعتلون مكتب رئيس الوزراء في كولومبو
متظاهرون يعتلون مكتب رئيس الوزراء في كولومبو

صوّت أعضاء البرلمان في سريلانكا، الأربعاء، لصالح انتخاب الرئيس المؤقت رانيل ويكرمسينج، رئيسا جديدا للبلاد التي تعصف بها أزمتان اقتصادية وسياسية غير مسبوقتين، وسط توقعات باشتعال تظاهرات جديدة للمواطنين الغاضبين من النخبة السياسية الحاكمة خاصة أنه ينتمي إليها.

وبعد الانتهاء من عملية فرز الأصوات، قال الأمين العام للبرلمان السريلانكي: «انتخب رانيل ويكرمسينج رئيسا تنفيذيا ثامنا البلاد وفقا للدستور»، فيما وعد ويكرمسينج «ببذل الجهد لإخراج بلاده من الأزمات الخانقة التي تمر بها سريلانكا».

وأخفق المرشح الآخر في هذا التصويت، دولاس الاهابروما، رغم أنه ينتمي للحزب الحاكم ويلقى قبولا أكثر من جانب المتظاهرين والمعارضة على حد سواء، لكنه لا يملك خبرة سياسية في بلاد، تكاد تخلو من الدولارات اللازمة لتسديد ثمن المستوردات.

وربما يواجه انتخاب ويكرمسينج معارضة كثير من السريلانكيين، وربما يقود الأمر إلى تظاهرات جديدة بين السكان الغاضبين من النخبة السياسية الحاكمة خاصة أنه ينتمي إليها، بعد أشهر من النقص الحاد في الوقود والأدوية.

المشهد السياسي

وتوقع المحلل السياسي المختص بقضايا الأمن الإقليمي، محمد فوزي، أن استمرار ويكريميسينج الذي يعد حليفا للرئيس السابق في المنصب سيؤدي إلى مزيد من التوترات في المشهد السياسي.

وقال فوزي، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن قوى المعارضة في البلاد ترفض بشكل قاطع استمرار ويكريميسينج بمنصبه وهددت باستمرار الاحتجاجات في حال أعلن البرلمان ذلك.

وتتجه جميع السيناريوهات إلى مسارات أكثر قتامة دون التوصل إلى حل سياسي بالتوافق حول خارطة عمل موحدة لتجاوز الأزمة السياسية، وإنقاذ الوضع الاقتصادي أو توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.

وأكد المحلل السياسي أنه ما يتوجب فعله في الوقت الراهن هو إنقاذ الوضع الاقتصادي خاصة أن البلاد قد دخلت بالفعل في أزمة حادة تتعلق بنقص الغذاء والمستلزمات الطبية والمشتقات البترولية والخدمات، مع ارتفاع الدين العام إلى مستويات تاريخية.

ولا يرجح فوزي حلا قريبا في الأزمة السياسية بالبلاد بسبب تفاقم الوضع الاقتصادي واحتدام الاستقطاب السياسي، وانتخاب البرلمان رئيس الوزراء في منصب الرئيس وهو أمر ترفضه القوى السياسية.

الأزمة الاقتصادية

وقادت الأزمة الاقتصادية في البلاد، مع فقدان كولومبو للاحتيطاطيات النقدية الأجنبية، إلى احتجاجات صاخبة، أدت في نهاية المطاف إلى إطاحة حكم الرئيس جوتابايا راجاباكسا، واقتحم قصره الرئاسي، في وقت سابق من يوليو الجاري.

واضطر الرئيس السريلانكي جوتابايا راجاباكسا للتنحي عن الحكم تحت ضغط الشارع، وأرسل استقالته عبر البريد الإلكتروني إلى رئيس البرلمان.

وعُيّن رئيس الوزراء السريلانكي (رانيل ويكريميسنج) رئيسًا بالإنابة بعد فرار الرئيس جوتابايا راجابكسا إلى خارج البلاد -وفقًا لما ينص عليه الدستور- وسط مطالبة آلاف المحتجين بتنحي الرجلين.

من هو ويكرمسينج؟

وكان ويكرمسينج يشغل منصب رئيس الوزراء في ظل حكم راجاباكسا، وأجبر هو الآخر أن يتنحى عن منصبه في خضم الاحتجاجات، علما بأنه تولى رئاسة الحكومة 6 مرات.

وبدأت الأزمة الاقتصادية في سيرلانكا نتيجة الهجمات الإرهابية التي ضربت البلاد في عام 2019، إذ عصفت بقطاع السياحة المهم للبلاد، ثم تفاقمت الأزمة مع جائحة كورونا، واستفحلت مع سياسات جوتابايا، الي تمحورت حول إقرار تخفيضات ضريبية كبيرة، ما حرم البلاد من عائدات مالية كبيرة.

سريلانكا أو سيلان كما كانت تسمى سابقاً، جزيرة تقع في أقصي جنوب شرق الهند في المحيط الهندي وتشرف بحدودها الشرقية على خليج البنغال، وأقرب الجزر الأخرى إليها هي جزر المالديف التي تقع في جنوبها الغربي، وتبلغ مساحتها نحو 66 ألف كم مربع، ويبلغ عدد سكانها نحو 25 مليون نسمة، وعاصمتها مدينة كولومبو.

اقرأ أيضا: كيف سقط الرئيس السريلانكي بعد 15 عامًا في السلطة؟