الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 04:09 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

لماذا فكر الإنجليز في خطف أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب؟

عبدالوهاب وأم كلثوم
عبدالوهاب وأم كلثوم

إذا قررت أن تجمع بين أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب فى محرك بحث واحد، فالأكيد أنك ستحصل على عدد لا بأس به من الأخبار التى ستشرح لك كيف كان لقاء السحاب بينهما، وستجد أخبارا أكثر تحدثك عن كم المشاكل والأزمات التى وقعت بينهما فى أكثر من مناسبة.

بداية الأزمة

بدأت الأزمة بين الثنائى حين تصدى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب لتلحين أغنية "غاير من اللى هواك"، حتي تغنيها أم كلثوم، غير أنها حين عرضها عليها عبدالوهاب رفضتها، فما كان من موسيقار الأجيال إلى أن غناها بنفسه، لتبدأ بعض الصحف وقتها فى إشعال النيران بين الطرفين، حتى زادت المشاكل بينهما ووصلت إلى ذروتها فى الأربعينيات، خصوصا بعد أن بدأ كل واحد منهما يروج لأنه الأفضل على الساحة، وابتعد بعدد من الشعراء لنفسه لضمان تقديم الأغانى الأفضل.

محاولة الصلح تنتهى بأزمة جديدة

فى تلك الأثناء وبينما نطاق الحرب يزداد اتساعا بينهما دخل رجل الاقتصاد الأول وقتها طلعت باشا حرب على الخط، وحاول حل الخلافات بين أم كلثوم وعبدالوهاب، عن طريق تقديم فيلم جديد معا، وتصور الكل وقتها أنه مع موافقة الطرفين على الجلوس والاتفاق على تفاصيل الفيلم سيذوب جبل الجليد بينهما، غير أن الواقع ضرب تلك التوقعات فى مقتل، حيث اشتعل خلاف جديد بينهما بسبب تمسك كل منهما بتنفيذ التعديلات التى طلبها على الألحان والسيناريو، لينتهى مشروع الفيلم إلى غير رجعة.

من الأحق بالنقابة ؟

كذلك كان قرار إنشاء أول نقابة للموسيقيين، فى الأربيعنيات سببا فى زيادة الخلافات بين الطرفين، خصوصا بعدما قررت أم كلثوم الترشح على منصب النقيب بصفتها صاحبة اقتراح إنشاء نقابة تجمع الموسيقين، ليبدأ عبد الوهاب فى مهاجمتها بحجة أنه لا يجوز أن تتولى سيدة منصب كهذا، ليتم اللجوء إلى حسم الأمر عن طريق الانتخابات والتى فازت بها أم كلثوم.

انتهاء الخلافات بأمر الرئيس

وقد انتهت الخلافات بين قطبى الغناء فى مصر، خلال الاحتفال بأعياد الثورة، حيث طلب الرئيس جمال عبدالناصر منهما إنهاء خلافاتهم معاً، والبدء في عمل مشترك ليوافق الطرفان، ويجتمعان فى رائعة أنت عمري.

لماذا فكر الإنجليز فى خطفهما ؟

ومن بين الأخبار التى انتشرت فى فترة الأربعينات أيضا وجمعت بين عبدالوهاب وأم كلثوم، هذا الخبر الذى نشرته مجلة الإثنين وأكدت خلاله أن الإنجليز كانوا يفكرون جديا فى حال انسحابهم من مصر أن يخطفوا محمد عبدالوهاب وأم كلثوم لأن بريطانيا كانت تخشى أن تستغلهما الدعاية الألمانية، خصوصا أن أغانيهما كانت مؤثرة فى الشعوب العربية، وكتبت المجلة : " كان يكفي أن يُعلن راديو القاهرة التي يحتلها الألمان أن أم كلثوم أو عبد الوهاب سوف يغني هذا المساء لكي ينصت العالم العربي كله إلى إذاعة راديو القاهرة الذي يسيطر عليه الألمان، وهذا هو الخطر في حرب الدعاية".