الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 10:36 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ثلاث سنوات شقا تحولت كوم رماد.. مأساة عروس تفحم جهازها قبل زفافها بـ5 أيام في المنيب

آثار الحريق
آثار الحريق

ثلاث سنوات من الكد والعناء عاشتها "أم دينا" كما يلقبها جيرانها لتجهيز ابنتها العروس، حتى تطمئن عليها في منزل زوجها مثل إخوتها، ولكن تأت الرياح بما لا تشتهي السفن، لتندلع النيران داخل شقتهم وتلتهم الأخضر واليابس، قبل زفاف الابنة بخمسة أيام بمنطقة المنيب غرب الجيزة

قبل سنوات عكفت الأم على تربية بناتها الأربع حتى يصبحن أمهات المسقبل يتحملن المسؤولية وكيفية تربية أبنائهن، حتى اشتد عودهن وأصبحن فتيات، حتى تقدم أحد الشاب إلى ابنتها الكبرى ومن ثم شقيقتها الثانية، فتم عرسهما وذهبت كل منهن إلى منزل زوجها وبعد عدة سنوات من زواج ابنتيها، تقدم شاب إلى الثالثة فوافقت الأم على الزيجة لما يتمتع به من دماثة خلق وحالة مادية متوسطة، واتفقت الأم مع العريس على فترة الخطوبة -امتدت ثلاثة سنوات- حتى تستطع تجهيز ابنتها نظرا لمعيشتهم القاسية.

وسط أجواء من السعادة والفرحة تمت الخطبة بينما انشغلت الأم بتجهيز فلذة كبدها بالكد ليل نهار من أجل أن ترى ابنتها في بيت زوجها سعيدة في كنفه حتى أتمت المهمة بنجاح. وضعت الأم جهاز ابنتها داخل شقة صغيرة بالمنيب انتظارًا لموعد حفل الزفاف لكن السيناريو تبدل بالكامل.

اقرأ أيضا: ضبط المتهم بالتعدي على والدته في الشرقية

قبل أذان ظهر يوم الجمعة الماضية خرجت الأم رفقة بناتها، وكأن القدر أمهلها وبناتها الحياة مرة أخرى، لم تمضِ سوى ساعات قليلة على خروج الأسرة حتى هاتفهم الجيران"إلحقي يا أم دينا شقتك بتولع".

هرولت الأم ودموعها على وجنتيها، كل ما يدور في مخيلتها هو "جهاز العروس" التي تفصلها أيام عن زفافهام، وحينما وصلت رأت المشهد التي بدأ يسيطر على عقلها قبل أن تصل إلى شقتها، النيران التهمت كل شئ بعدما عجز الأهالي عن إخماد الحريق؛ لوجود باب حديدي من الخارج وقف عائقًا أمامهم.

جلست الأم بين جدران شقتها تحمل في أكوام الرماد نتيجة الحريق وتضعه على رأسها حزنًا على ابنتها التي انطفأت فرحتها. لحظات قليلة وحضر العريس، وبدأ يصرخ وكأنه طفل صغير دموعه لم تفارق مقلتيه، وتحول العرس إلى حزن سيطر على الأسرة ودخلت العروس في حالة نفسية سيئة نظرا لمعيشتهم الصعبة، وعناء والدتها التي لم تتذوق طعم الراحة، لكن النيران التهمت حلم طال انتظاره، جعلها تتجرع مرارة السنوات الثقال، تحتاج إلى من يحنو عليها وتقديم يد المساعدة لإتمام زفاف ابنتها، وتجهيز شقتهم التي أصبحت كوم من الركام، لا يجدون ملجأ سوى منازل أهل الحارة الذين يستضيفونهم كل منهم يوماً في شقته، ويشاركونهم الملبس والمأكل حتى تعود حياتهم مثلما كانت قبل ذلك.