الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 04:30 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حصاد 2022.. رحيل كبار الأدباء وعودة الحركة الثقافية والأجواء الفكرية

معرض القاهرة للكتاب
معرض القاهرة للكتاب

أكد الأدباء أن الحركة الثقافية خلال عام 2022 تنفست الصعداء ونفضت عنها آثار جائحة كورونا وعادت الأنشطة والفعاليات الثقافية بقوة سواء الإصدارات الجديدة أو الندوات أو الحفلات الموسيقية أو المعارض الفنية.

وأضافوا في تصريحات خاصة لـ "الطريق"، أن نسبة النشر ارتفعت خصوصا على صعيد الإبداع الروائي وتوجد مواكبة نقدية بدرجة مقبولة للحياة الإبداعية.

وعن الأمنيات للعام الجديد 2023 تمنوا أن تعود الريادة إلى المثقفين والفنانين المصريين على المستوى العربي.

رحيل كبار رجال الثقافة

في البداية، قال الكاتب والناقد الدكتور زين عبدالهادي، المشرف على المكتبة ومدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، إن الثقافة المصرية في عام ٢٠٢٢ فقدت الكثير من رجالاتها الكبار سواء في الإبداع أو النقد أو الفن، كما انعكست الأوضاع الاقتصادية على الحركة الثقافية بشكل عام في العالم كله.

وأضاف، كل ما أتمناه في عام 2023 أن تعود الحركة الثقافية والإبداعية لزخمها وأن تعود اقتصادات الدول للتعافي خاصة في مصر والدول العربية المحيطة وأن تتراجع أسعار الورق التي تكاد توقف ماكينة الطباعة المصرية والعربية، وأن نكرم الأجيال السابقة في مجالات الفن والثقافة.

حركة ثقافية جيدة

وقال الروائي الدكتور سامح الجباس، في ٢٠٢٢ عادت الفعاليات الثقافية بقوة سواء الإصدارات الجديدة أو الندوات أو الحفلات الموسيقية أو المعارض الفنية، كانت هناك حركة ثقافية جيدة. وتصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب بإصداراتها المتنوعة كأفضل هيئة تابعة للوزارة.

وأضاف، بينما تراجع بشدة وبطريقة مؤسفة وغير مفهومة دور المركز القومي للترجمة على الرغم من أهمية هذا المشروع، أيضا من السلبيات الغريبة والمؤسفة هو تراجع منحة الفنانين والكتاب التي تمنحها وزارة الثقافة سنويا إلى مبلغ هزيل ومخجل لا يليق بمثقفي دولة كمصر.

وتابع: في ٢٠٢٣ أتمنى أن تصلح وزارة الثقافة السلبيات التي ذكرتها، وأن تعود الريادة إلى المثقفين والفنانين المصريين على المستوى العربي. كما أتمنى أن تسعى الوزارة إلى عودة المسرح سواء بنشر النصوص المسرحية وأيضا بإقامة عروض مسرحية طوال العام.

ارتباك المشهد الثقافي المصري

بينما قال الشاعر والروائي صبحي موسى، يبدو لي المشهد الثقافي المصري مرتبكا، فعلى الصعيد الثقافي لا توجد إنجازات كبرى، بل إن مؤسسة الثقافة بشكل عام تكاد تكون غائبة، ويدهشنا أكثر الحضور العربي في ظل غياب الحضور المؤسساتي المصري، بداية من مؤتمر د. جابر عصفور الذي أقامته مؤسسة العويس الثقافية في المجلس الأعلى للثقافة، وصولا إلى مؤتمر السرد الذي أقامته دائرة الشارقة الثقافية وفي المجلس الأعلى للثقافة أيضا، مرورا ببيت شعر الشارقة الذي يديره الأستاذ حسين القباحي، والذي يكاد يكون بيت الشعر المصري قد اختفى بجواره، ولم يعد أحد يتحدث عنه ولا عن حضور فعالياته.

وتابع: "يتضح هذا الارتباك بقوة حين نعلم أن الملتقى العربي للرواية، والذي يقام منذ نهاية التسعينات قد عجزت المؤسسة الثقافية عن إقامته في موعده لأسباب غريبة ومدهشة.. مما بشعرنا أن ثمة تعمد في تراجع الدور المصري لصالح الدور الإماراتي على الأراضي المصرية".

عودة الأجواء الفكرية

بينما يرى الكاتب الروائي علي قطب، أن الحياة الثقافية تميزت في 2022 بالتعافي بعد فترة صعبة بعودة الفعاليات والأجواء الفكرية للوضع الطبيعي بعد كورونا، وكان هناك شغفا حقيقيا واحتفاء بهذه العودة، وارتفعت نسبة النشر خصوصا على صعيد الإبداع الروائي وتوجد مواكبة نقدية بدرجة مقبولة للحياة الإبداعية نرجو لها التطور في العام القادم.

وأضاف، أرجو أن يكون هناك تفسيرات وتصنيفات وتغذية إرجاعيه للمبدعين، وطبعا افتقدنا في نهاية العام ناقدا كبيرا وهو الدكتور صلاح فضل، أما على صعيد الترجمة الأدبية فهي تواصل التوسع والانتشار وتجد رواجا أكثر من التأليف المحلي، كما يوجد لدينا تنوع في اتجاهات الإبداع بوجود تيارات أقرب إلى الاستهلاكية والتجارية وتيار آخر مازال يحاول طرح الحداثة والتجديد أو إقامة نوع من التضافر بين الميراث الأدبي والرؤى الجديدة.

وعن عام 2023، قال "قطب"، أتوقع مزيدا من التوسع للنشر الإلكتروني على حساب النشر الورقي، الأمر نفسه بالنسبة للندوات، وأرى انتشارا للأدبية في مجالات غير أدبية كالتعليق الرياضي مثلا، بالإضافة لذلك أتوقع مزيد من الانتشار إلى الكتب السردية غير المصنفة في الرواية التقليدية التي تأخذ شكل السيرة أو التحقيقات وبعضها يأخذ شكل الرؤية المغايرة.

وتابع: كما أتوقع ازدهار أكبر للقصص وعودة الشعر بدرجة أكبر، وانحسار نسبي للاتجاهات الأدبية الاستهلاكية فلن يصمد أدب الرعب لأنني أرى أن هناك تشبعا حدث لدى القراء من هذه الأنواع، كما أتمنى اعتمادا أكبر من الدراما في الارتكاز على الأعمال الأدبية.

الثقافة المصرية تنفست الصعداء

وقال الكاتب الروائي محمد صالح رجب، إن الثقافة المصرية في عام 2022 تنفست الصعداء ونفضت عنها آثار جائحة كورونا وعادت الأنشطة الثقافية إلى سابق عهدها عبر القاعات وبحضور فعلي مع استمرار الفعاليات عبر المنصات الإلكترونية التي ظهرت مع جائحة كورونا ومنها" الساردون يغردون" و" قصة أونلاين لموقع ذاكرة القصة المصرية" وغيرها من المنصات والنوافذ الإلكترونية والتي أضحت روافد مهمة لنهر الثقافة المصرية.

وأضاف، كما خرج إلى النور الكثير من الإصدارات الجديدة منها 952 عنوانا لجهات النشر الخاصة بوزارة الثقافة، وتنافست دور النشر الخاصة في جذب كبار الكتاب وكان لافتا أن تنافس دور نشر إقليمية كدار " ميتا بوك" بالمنصورة دور النشر الكبرى في القاهرة في جذب عشرات من الكتاب المتميزين، فنشرت عبر إصدارات متنوعة ل: سمير درويش، سيد الوكيل، عيد عبد الحليم، رشا الفوال، سعيد شحاته، حاتم رضوان، أحمد اللاوندي، وغيرهم. ومن العناوين التي صدرت في 2022، رواية الحلواني" لريم بسيوني، رواية "شيء من سالومي" لسهير المصادفة، رواية "أيام الشمس المشرقة" لميرال الطحاوي، المجموعة القصصية " شارع التبليطة" لسمير الفيل، ديوان "نساء التفاح" لـبهية طلب، وديوان رشا الفوال " عن العشاق" وغيرها الإصدارات في شتى فروع الثقافة.

وتابع: شهد 2022 نجاحا عظيما لمعرض القاهرة للكتاب في دورته الـ 53 بمشاركة عربية وأجنيه واسعة، وشهد إقبالا كبيرا وفعاليات ثقافية كثيفة، كما شهد عودة المؤتمر العام لأدباء مصر للانعقاد بدورته ال 35 والتي حملت اسم الراحل الكبير دكتور شاكر عبد الحميد بعد توقف دام عامين، وإن لم يتوقف الجدل كما في كل مرة عن معايير اختيار الشخصيات المكرمة. لكن هذا الجدل توقف وسادت حالة - ربما نادرة - من الرضا لحسن اختيار الفائزين في معظم الجوائز الثقافية الرئيسية لهذا العام.

وأوضح، على الجانب الفني احتضنت القاهرة العديد من المهرجانات منها مهرجان القاهرة السينمائي، ومهرجان الإسكندرية السينمائي، ومهرجان الموسيقى العربية، ومهرجان القاهرة للدراما. كما احتضنت العديد من المعارض الفنية منها: معرض قصاقيص لـمي رفقي، ومعرض "مراكب البرلس"، وغيرها من الفعاليات والمعارض الفنية.

وتابع: كما شهد 2022 تغيير وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم ليحل محلها الدكتورة نيفين الكيلاني، وللحقيقة لم نشعر بشيء جديد يذكر حتى الآن، فكل مؤسسات وزارة الثقافة تدار بالشكل المعتاد، بنفس الآلية والأشخاص.

وأضاف، أتمنى في عام 2023 أن يعود المسرح المدرسي بقوة، وأن تصل الأنشطة الثقافية إلى نجوعنا وقرانا، وأن تتخطى الأنشطة الثقافية في مبادرة "حياة كريمة" مجرد اللقطة وتجميل الصورة، إلى استغلال المبادرة كفرصة حقيقية لتوصيل الثقافة إلى أهلنا في الأماكن التي تستهدفها المبادرة. كما أتمنى أن تتخطى معارض الكتاب الداخلية عواصم المحافظات إلى بعض القرى لاسيما الكبيرة منها للاقتراب أكثر من أهلنا في المناطق المحرومة من الأنشطة الثقافية.

وأوضح، أحلم في 2023 بأن نستشعر قيمة الثقافة وأنها ليست هامشا وأن يخصص في مدارسنا حصص للتربية الفنية لا يستولي عليها مدرسي الرياضيات والعلوم، وأن يكون هناك كشافيين في الثقافة على غرار كشافي كرة القدم لاكتشاف المواهب الجديدة في الأدب والفنون وتوجيهها التوجيه السليم.

- أحلم أن يدقق في اختيار قيادات العمل الثقافي لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

واختتم، ككل عام تسقط أوراق أخرى من شجرة المبدعين من المبدعين من بينهم الكاتب الكبير بهاء طاهر، والدكتور صلاح فضل، والدكتور يحيى الرخاوي، والشاعر فتحي البريشي، وآخرون، رحم الله الجميع.

اقرأ أيضا.. ملتقى الهناجر الثقافي يناقش القوى الناعمة وبناء الوعي في مصر