فقد ذراعيه.. من هو البطل طارق عبد الوهاب ولماذا رقاه الرئيس السيسي؟
طارق عبد الوهاب بطل من فولاذ، قدم أغلى ما يملك فداء لمصر، بعدما طالته أيادي الغدر خلال تصديه لعملية إرهابية، بينما كان مستعدا للتضحية في سبيل حماية أمن وسلامة الوطن وكي يحيا أبناء هذا الشعب الأبي في عزة وكرامة.
يؤمن "عبد الوهاب" منذ أول يوم وطأت أقدامه كلية الشرطة أنّ التضحية والفداء أقل ما يمكن أن يقدمه للوطن الذي نشأ فيه وتشكلت في مدارسه مداركه الأولى، ولما تخرج في عرين الأسود كان حلما لديه الالتحاق بإدارة المفرقعات، فحقق الله له مراده وأبلى بلاء حسنا، وتدرج في الرتب حتى وصل لرتبة مقدم.
أشاد زملاء طارق عبد الوهاب بشجاعته وإقدامه على المخاطر دون ترد فكل يوم يثبت بأنه الأجدر بتحمل المسئولية الملقاة على عاتقه، حتى وقع الاختيار عليه للالتحاق بفرق تأمين الاحتفالات بالشوارع والأماكن العامة إيبان ثورة 30 يونيو.
ارتدى طارق ملابسه الميري، وخرج رفقة زملائه إلى شوارع المحروسة لتنفيذ المهام المكلفين بها، وفي يوم الاحتفال بالثورة التي غيرت مستقبل هذا الوطن للأفضل وانتشلته من قبضة الجماعة الإرهابية، راح بطل قصتنا يفكك القنابل التي زرعها الإرهاب لإحباط فرحة المصريين.
كانت المسؤولية ثقيلة، لكن بطلنا لم يتردد لحظة وظل مرابطا يفكك العبوات وينتقل من واحدة إلى أخرى بكل بسالة وشجاعة دون خوف، لكنه فوجئ فجأة بقنبلة تنفجر بالقرب منه.
سارع زملاؤه في نقله إلى المستشفى بينما تنزف الدماء من جسده، ولدى وصوله دخل إلى غرفة العمليات، ولم يجد الأطباء وسيلة لإنقاذ حياته سوى بتر ذراعيه.
أجرى الأطباء العملية التي انتهت ببتر ذراع البطل طارق عبد الوهاب، وبعدما أفاق، أدخلوه غرف خاصة ليستريح خاصة وأنه نزف دماء كثيرة بعد العملية.
دخل أهله وزملائه عليه الغرفة للاطمئنان على صحته لكنهم هالهم ما شاهدوه شيء لا يصدقه عقل، المقدم البطل طارق عبد الوهاب يبتسم من قلبه وينظر إليهم بعينين واثقتين راضيًا بقضاء الله وقدره ومؤمنًا بما قدمه من أجل بلده وشعبه، غير ساخط أو نادم، ليضرب مثلا يحتذى به في التضحية والفداء.
وقف طارق عبد الوهاب في الاحتفال بعيد الشرطة، اليوم الاثنين، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، وقلبه ينبض بحب الوطن، رغم فقد ذراعيه، ويقول وهو يستعيد ذكريات الحادث الإرهابي: "اسمح لي أقول يا سيادة الرئيس إنهم حاولوا يطفوا فرحة أهلنا بأول ذكرى لثورة يونيو المجيدة، وأنا وزملائي لم نتردد لحظة أن نفديهم بأرواحنا".
وأضاف: "لسه قلبي بينبض بحب بلدي ولسه لساني بيهتف تحيا مصر، ولما بفتكر زملائي الشهداء بقول لو طُلب مني أن أقوم بواجبي وتحدث لي هذه الإصابات ألف مرة هقوم بواجبي فداء للوطن، وأتمنى عندما أتعافى أرجع أخدم بلدي تاني لأنها أم الدنيا وهتفضل قد الدنيا، تحيا مصر".
من هو طارق عبد الوهاب؟
المقدم طارق عبد الوهاب واحد من مصابي وزارة الداخلية خلال عملية إرهابية وقعت بالتزامن مع احتفالات المصريين بالذكرى الأولى لثورة الثلاثين من يونيو في عام 2014، حيث فقد جزء من ذراعيه بسبب انفجار عبوة ناسفة خلال محاولة إبطالها.
كانت القنبلة مزروعة فى الجزيرة الوسطى أمام نادى هليوبوليس بمحيط قصر الاتحادية، وأدى الانفجار لاستشهاد العقيد أحمد العشماوى ضابط المفرقعات متأثراً بإصابته.
صدّق الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، فى احتفال عيد الشرطة على ترقية المقدم طارق عبد الوهاب، أحد أبطال رجال الشرطة الذى فقد ذراعيه أثناء عملية إرهابية إلى رتبة العقيد.
اقرأ أيضًا: تحذير من العروض الوهمية.. وبرلماني سابق يفجر مفاجأة عن تلك المحلات
