الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 10:11 صـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محمد قنديل.. اكتشفته أم كلثوم وترك المصارعة من أجل الفن وصنع أسطورته بـ«يا حلو صبح»

محمد قنديل
محمد قنديل

صاحب "يا حلو صبّح ياحلو طل يا حلو صبح نهارنا فل" التي تبدأ بها يومك بصوته العذب المبهج، وهو المراكبي الذي يقف على صندل "الريس مجاهد"رشدي أباظة ضمن أحداث فيلم "صراع في النيل" ويغني "يا مهون هونها وقول يامهون هون على طول.. وتروح بلدك يا غريب وتلاقي ع البر حبيب"، بينما يشكو حاله من لوعة الحبيب ويقول "سحب رمشه ورد الباب كحيل الأهداف نسيت أعمل لقلبي حجاب" وفي العشر الأواخر يودع الشهر الكريم بـ"والله بعودة يا رمضان" هو صوت مصر الأصيل محمد قنديل.

النشأة
ولد محمد قنديل في 11 مارس 1929 في حي شبرا بالقاهرة لعائلة فنية إذ كان والده عازفاً للعود، وتتمتع والدته بصوت جميل وجدته المطربة سيدة السويسية وزوج عمته المطرب عبد اللطيف عمر، اكتشفت والدته موهبته في الغناء وصوته القوي وهو في التاسعة من عمره واقنعت والده بأن يلحقه بمعهد الموسيقى تحت رعاية إبراهيم شفيق مدير المعهد حتى يصقل موهبته.

أم كلثوم تكتشف موهبته
كان "قنديل" في بداية شبابه يهوى المصارعة ويتمتع ببنية جسمانية قوية حتى تعرض لإصابة في إحدى التدريبات وقررت أسرته أن يبتعد عن رياضة المصارعة العنيفة ويركز في الغناء الذي بدأ منه مشواره أوائل الأربعينات حين وقع اختيار أم كلثوم له ضمن مجموعة من تلاميذ معهد الموسيقى لكي يشاركها في التابلوه الغنائي "القطن" في فيلم "عايدة".

البداية من الإذاعة
كانت انطلاقة محمد قنديل الحقيقية من الإذاعة المصرية في 1946 وبدأ مشواره معها بأغنية "التمر حنة طرح" وحققت نجاح وشهرة كبيرة له، كان ما يميز "قنديل" هو تفرده عن باقي مطربي جيله وقدم عدة أنماط للأغنية منها "الدور والموال والموشح" وخلق لنفسه لوناً غنائياً في زمن يضج بعمالقة الغناء، وفي 1948 سجل للإذاعة أغنيتين من تلحين كمال الطويل "بين شطين وميّة" و"يا رايحين الغورية" وحقق بهما شهرة تليق بموهبته وتفرده.

تنوع أغاني قنديل
لم يتوقف صوت "قنديل" عن الغناء وكان أول من غنى لثورة يوليو 1952 أغنية "ع الدوار" وغنى"وحدة ما يغلبها غلاب" للوحدة المصرية السورية في 1958، وكان صوته حاضر في الثورة الجزائرية وغنى "أخوانا في الجزائر محتاجين سلاح"، اقترب محمد قنديل بصوته وأغانيه إلي الحارة الشعبية ليكون الأقرب إلي "أولاد البلد" وغنى "سماح، جميل وأسمر، إن شالله ما اعدمك، تلات سلامات" وصرح بحبه لأهل إسكندرية وغنى "بين شطين وميّة عشقتكم عنيا يا غاليين عليا يا أهل اسكندرية" وغنى للغورية "يا رايحين الغورية هاتوا لحبيبي هدية"، ومن الأغاني الدينية "مداح الرسول، ومولد الهادي".

تنوعت أغاني "قنديل" بين الموال والأغنية الشعبية والعاطفية، وغني واحدة من أجمل أغانيه "سحب رمشه ورد الباب" وأغنية "زي البحر غرامك" كان النجاح يطارده وحقق نجاحاً كبير بأغنية "أبو سمرة السكرة" وتسابق عدد كبير من عمالقة التلحين في تلحين أغاني محمد قنديل أبرزهم "زكريا أحمد، محمود الشريف، محمد الموجي، بليغ حمدي، أحمد صدقي، عبد العظيم محمد، حسن جنيد" وكتب له معظم وأشهر الشعراء منهم "صلاح جاهين، فؤاد حداد، أحمد شوقي، أحمد رامي، عبد الرحيم منصور، عبد الرحمن الأبنودي، مرسي جميل عزيز، عبد الوهاب محمد، عبد الفتاح مصطفى".

أفلام محمد قنديل
شهرة "قنديل" لفتت أنظار مخرجي السينما حتى يستغلوا شهرته وكانت البداية من فيلم "الأحدب" للمخرج حسن حلمي، وتوالت أفلامه كان أشهرها "شاطئ الأسرار" وغنى "يا حلو صبح" وفيلم "صراع في الوادي" وغنى "يا مهون"، ولم يجد نفسه في السينما وتركها ورجع إلي مهنته الأولى "مطرب"، كان يبحث "قنديل" عن الأغاني التي تعيش عبر الزمن ولا ترتبط بزمن معين ومن أبرز ما غنى "والله بعودة يا رمضان" والتي مازالت تصدح بصوته في العشر الأواخر لتعلن عن قرب إنتهاء شهر الصيام.

مدح في صوت قنديل
قوة ونقاء صوت محمد قنديل جعلت منه واحد من أبرز مطربي جيله وكان المطرب المفضل عند أم كلثوم والتي تعتبر أول من اكتشفت صوته وقدمته عندما كان طالباً في المعهد وقالت عنه أنه من أقوى الأصوات بينما وصف فريد الأطرش صوته بـ"الجوهرة الثمينة" ولقب بصاحب الألف حنجرة وما بين أغاني شعبية وسينمائية وموال وموشح ووطنية بلغت حصيلة أغانيه نحو 800 أغنية.

الحياة الخاصة
تزوج محمد قنديل من الراقصة رجاء توفيق بعدما اشترط عليها بيع ملهى ليلي كانت تملكه واعتزال الرقص ولم يستمر الزواج وانفصلا في 1960، بعدها تزوج من خارج الوسط الفني، ولم يُنجب في أي من الزيجتين.

النهاية
عانى من المرض وابتعد عن الساحة الغنائية في بداية التسعينات نحو 5 سنوات وأجرى عملية جراحية في القلب بأمريكا في 1996 ثم عاد في 2002 وغنى تتر مسلسل "الأصدقاء"، وفي 9 يونيو 2004 توفي عن عمر يناهز 75 عاماً، رحل صوت مصر الأصيل المتفرد العبقري وترك أغاني مازالت عالقة في قلوب وأذهان محبيه.