الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 01:22 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«واقع أم خيال».. باحث بعلوم جوف الأرض يكشف حقيقة خروج «الرماديون»

صور متداولة عن «الرماديون»
صور متداولة عن «الرماديون»

انتشرت الساعات الماضية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، منشورات تدعي ظهور مايعرف «بالرماديون »، في الفلبين بجنوب شرق آسيا غرب بالمحيط الهادي.

و«الرماديون» هم سكان جوف الأرض، ويعيشون تحديدا أسفل الولايات المتحدة الأمريكية، كما وصفهم الكثير من الباحثين، في علوم العوالم الخفية، وباطن الأرض.

وجاءت ردرد الأفعال حول هذه الادعاءات، مابين تسائل البعض حول حقيقة ذلك، وبين سخرية البعض الآخر، حيث أكد أصحاب نظرية وجود كائنات أخرى تعيش في باطن الأرض هذا الإدعاء، بينما قال الساخرين من الادعاء أنها تقنية الهولوجرام للكائنات الفضائية، أو صور بالذكاء الاصطناعي، وليس هناك ما يعرف بالرماديون.

ما حقيقة وجود كائنات تعيش في باطن الأرض ؟

صرح الكاتب والباحث الإسلامي، والمتخصص في علوم جوف الأرض الداخلي، وأشراط الساعة، د. أسامة مرعي، «إنه بعد البحث ‏والتقصي عن هذه المخلوقات الغريبة في جميع مصادرنا الإسلامية، وجدت أن المعلومات ‏عنها شحيحة جدا بل تكاد تكون معدومة".

سكنوا سطح الأرض

وتابع مرعي إن بعض العلماء والمفسرين القدامى، والكتاب والباحثين المعاصرين قد تحدثوا عن هذه ‏المخلوقات الغريبة، وعرفت بأسم : (البِنُّ والحِنُّ) ، فقد ذكر الإمام الحافظ إبن كثير الدمشقي" رحمه الله" في كتابه: البداية والنهاية قال : ‏"قال عبد الله بن عمر، وابن عباس، رضي الله عنهما، وكثير من علماء التفسير‏:‏ خُلقت ‏الجن قبل آدم بألفي عام،‎ ‎وكان قبلهم تعيش في الأرض مخلوقات " الحِنُّ والبِنُّ " ‏فسلّط الله الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم‎ ‎عنها ، وأبادوهم منها، وسكنوها‎ ‎بعدهم، بسبب ما ‏أحدثوا ، فسفكوا الدماء ،‎ ‎فبعث الله إليهم جنداً من الملائكة‎ ‎فطردوهم إلى جزائر البحور) .‏

‏‏(البِنُّ والحِنُّ)

وأشار الباحث في علوم جوف الأرض الداخلي، أن الشيخ الطاهر ابن عاشور- رحمه الله - في تفسيره للقرآن‎ ‎الكريم المسمي في كتابه ‏‏(التحرير والتنوير) قال : ( إذا صح أن‎ ‎الأرض كانت معمورة من قبل بطائفة من المخلوقات ‏يسمون: " الحِنُّ والبِنُّ " ‏كما ذكر العلامة سبط ابن الجوزي - رحمه الله - في كتابه : ( مرآة الزمان في تاريخ ‏الأعيان ) قال : ( روى مجاهد عن ابن عباس قال :" كان بالأرض أمم قبل آدم أيضاً " ‏، وقال الجوهري:" الحِنُّ حي من الجن ، ويقال الحِنُّ خلق بين الإنسان والجن "، كما وروى مقاتل عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال:" أول من سكن الأرض أمة يقال لهم: ‏‏(البِنُّ والحِنُّ) ثم سكانها الجن فأقاموا يعبدون الله تعالى زماناً فطال عليهم الأمد فأفسدوا ، ‏فأرسل الله إليهم نبياً منهم يقال له يوسف فلم يطيعوه، وقاتلوه فأرسل الله الملائكة فأجلتهم ‏إلى البحار ، وكان مدة إقامتهم في الأرض ألف عام "، وقال ابن الجوزي:" ضعف العلماء ‏روايات مقاتل، فإن الله تعالى لم يبعث نبياً قبل آدم، كما وقيل بأن يوسف كان ملكاً عليهم ‏فعصوه ").

وقال الباحث في علوم أشراط الساعة، وجوف الأرض الداخلي، إنه بناءًا علي ما جاء في تلك النصوص السابقة يمكن أن نستنتج منها انه كان يسكن الأرض ‏قبل خلق عالم الجن والإنس مخلوقات تسمي : (البِنُّ والحِنُّ) ، أفسدوا في الأرض ، فسلط ‏الله تعالي عليهم الجن فأبادوهم عنها وأجلوهم منها وسكنوا الأرض بدلاً منهم، كما يثبت ‏أن : (البِنُّ والحِنُّ) هي مخلوقات مختلفة في طبيعتها عن عالم الجن والإنس ، وعن كل ما‎ ‎نعرفه من مخلوقات حيه تعيش علي سطح الأرض ، وهذا يعني أن مخلوقات (البِنُّ والحِنُّ) قريبة الشبه من البشر من حيث الخلقة، ولهم‎ ‎دماء وأن الله أمر ‏الجن بقتلهم كون عالم الجن لهم‏‎ ‎قدرات أكبر منهم ‏كالطيران والتخفي والغوص، وهي من الخصائص‏‎ ‎والقدرات التي خص الله تعالي عالم الجن بها لقول الله تعالي : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ ‏خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي ‏أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} ‏‎ ‎‏[سورة البقرة : 30] .

وأشار مرعي أن هذه الآية القرآنية السابقة ‎تؤكد أن هناك ‏مخلوقات قبل سيدنا أدم، تم سفك دماءها، موضحا أن ذكر عن بعض العلماء حول أن من سفكت دمائهم كانوا ‏الجن، ليس صحيحا كون أن الجن ليس لهم دماء، وهم خلقوا من نار، مؤكدا أن هذا الكلام ليس صحيحا، مشيرا أن هذا الرأي لم يقوله إلا بعد بحث شاق ومضني عن ‏هذه المخلوقات الغريبة التي تسمي (البِنُّ والحِنُّ) في جميع مصادر الوحي السماوي، وفي ‏شتى المصادر المعلوماتية المقروءة والمسموعة والمرئية.‏

لا يسمعون ولا يتكلمون

وأجاب الباحث الإسلامي عن ما تداوله رواد التواصل الاجتماعي الأيام الماضية حول ظهور تلك المخلوقات الغريبة، ووجودها على سطح الأرض الآن، أن المخلوقا التي تسمي(البِنُّ ‏والحِنُّ) المذكورون في كتب التراث الإسلامي القديم، والتي أطلق عليها العلماء والباحثين ‏في العصر الحديث اسم (‏Greys aliens‏) اي الرماديون وهم ليسو من عالم الجن، ولكن لديهم ‏أجساد ضعيفة تشبه إلى حد كبير بأجساد البشر، وهم لا يأكلون، لتشويه في جهازهم الهضمي، ‎ ‎كما وأنهم لا يسمعون، ولا يتكلمون، وقيل إنهم يتغذون من خلال جلودهم حيث يدهنون السوائل اللزجة على‎ ‎أجسادهم من الخارج ليتغذوا بها عن طريق الجلد.