شهدان الشاذلي.. حكاية أول امرأة تقفز بالمظلة في مصر
في عام 1954 رأى جمال عبد الناصر أنّ الجيش الوطني يتعين عليه أن تكون فيه كل الأفرع الرئيسية لأي قوات مسلحة تحاول أن تأخذ بكل ما توصلت إليه العلوم العسكرية، ومن هنا كان التفكير في إنشاء سلاح المظلات، ووقع الاختيار على العقيد سعد الشاذلي للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية والحصول على دورات تدريبية حتى يتمكن عند عودته من تأسيس هذا السلاح الحيوي.
أساليب عسكرية مبتكرة
وبعد تأسيس سلاح المظلات، فكر سعد الدين الشاذلي في إدخال أساليب جديدة إلى هذا السلاح الوليد في مصر، واستغل مشاركة قواته في احتفالات ذكرى ثورة 23 يوليو، فقرر تغيير نمط الاستعراض العسكري، وظهرت القوات في العرض فجأة بالخطوة السريعة بدلا من الخطوة المعتادة، الأمر الذي أدهش الحضور من المظهر المهيب لرجال المظلات، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الأسلوب تقليدا متبعا في العروض العسكرية لقوات المظلات والصاعقة في مصر والوطن العربي.
وفي إحدى العروض العسكرية سنة 1960 نظر سعد الدين الشاذلي إلى ابنته شهدان التي تجلس بجواره فوجدها منبهرة برؤية رجال المظلات يطيرون في سماء العرض، فقال لها: "نفسك نطي من المظلة؟" لترد الفتاة: "جدا يا بابا"، وبعد مرور فترة قال الجنيرال لابنته: ها لسه نفسك نتطي من المظلة؟ فكانت الإجابة نعم، ليرد قائلا: "جهزي نفسك خلال 24 ساعة".
يقول العقيد أسامة الصادق من أبطال حرب أكتوبر: "سمعنا أن فريق بنات هينط بالبراشوت ومن ضمنهم قائد قوات المظلات شهدان الشاذلي لتكون أول امرأة تقفز بالمظلة في مصر".
شجاعة شهدان الشاذلي
ووقفت شهدان الشاذلي بقوة وبسالة بجوار والدها مرتدية زي قوات المظلات مستعدة للقفز من الطائرة، ولما نفذت المهمة أبهرت الجميع بشجاعتها وإقدامها كالأبطال.
واصطفت الفتيات في ذلك اليوم التدريبي كجنود مظلات، وجهزن المعدات واستعدن لركوب الطائرة والقفز منها، إذ تناولت وكالات الأبناء العالمية الحدث وأفردت له مساحات كبيرة كأول قوات نظامية تسمح للفتيات بالقفز بالمظلات.
وفي العام 1971، نشرت وكالة "أسوشيتيد برس" صورة خاصة التقطتها أحد المصورين الصحفيين لابنة الفريق الشاذلي بصحبة مجموعة من الفتيات، وهن يقزن من المظلات.
اقرأ أيضًا: الرئيس السيسي يشارك في أعمال القمة الـ22 للسوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي
