سعاد حسني.. «سندريلا» من «بولاق» ونهاية في عاصمة الضباب
جمال يخطف القلب قبل العين وحضور طاغي و"كاريزما" خلقت من أجلها، جمعت بين الرقة والخفة، تمتلك موهبة تناطح السحاب، ملأت الدنيا فن وبهجة، هي الأبرز بين فنانات جيلها، تربعت على عرش النجومية وفي قلب جمهورها، هي "نعيمة" و"بطة" و"زوزو" و"أميرة" و"نوال" و"فايزة" هي حبيبة الجميع وأجمل ما في البلاد هي "سعاد".
النشأة
ولدت سعاد محمد كمال حسني البابا في 26 يناير 1943، بحي بولاق في القاهرة، لأب من كبار الخطاطين من أصل سوري ، هي العاشرة في الترتيب بين 17 أخًا وأختًا يتوزعون بين أخوة من الأم فقط أو الأب فقط ولها شقيقتان من الأب والأم "كوثر وصباح" ومن بين إخوتها الفنانة نجاة الصغيرة، وكانت تكبرها بـ5 سنوات.
البدايات
تعلق قلبها بالفن والسينما منذ نعومة أظافرها وعملت مع "بابا شارو" في الإذاعة، شاهدها الكاتب والمخرج عبد الرحمن الخميسي صديقا زوج والدتها عبد المنعم حافظ، ومنحها دور "أوفيليا" في مسرحيته "هاملت" وعلمها القراءة والكتابة الفنان إبراهيم سعفان وهي في الـ15 من عمرها.
سعاد حسني والسينما
كانت سعاد حسني "سندريلا" من "بولاق" قبل أن تمنحها السينما اللقب الذي لا يجب أن يكون لغيرها، ودخلت السينما نجمة ونالت البطولة المطلقة في أول أفلامها "حسن ونعيمة" 1959 أمام محرم فؤاد وهي في سن الـ16 عامًا، وبعد نجاح الفيلم باتت مطاردة من مخرجي السينما وكبار منتجيها لدرجة أنها قدمت في مطلع الستينيات 5 أفلام دفعة في عام واحد أبرزهم "إشاعة حب" في دور "سميحة" مع عمر الشريف.
أفلام سعاد حسني
توالت أفلامها في تلك الفترة ووقفت بطلة أمام "دنجوانات" السينما فقدمت مع شكري سرحان "السفيرة عزيزة" ومع أحمد رمزي "عائلة زيزي" ومع حسن يوسف "للرجال فقط" و"الثلاثة يحبونها" ومع رشدي أباظة "صغيرة على الحب" و"القاهرة 30" مع أحمد مظهر، وكان فيلم "الزوجة الثانية" محطة مهمة في مشوارها الفني.
كانت تتنقل في خفة بين الأدوار وتتنوع في شخصياتها وأثبتت قدرتها في تجسيد الأدوار المركبة في فيلمي "بئر الحرمان" و"نادية" وشهدت فترة السبعينات توهج موهبة سعاد حسني وقدمت عدة أفلام مهمة باتت من علامات السينما المصرية أبرزها "غروب وشروق، زوجتي والكلب، الكرنك، أميرة حبي أنا".
تألقت في دور "زوزو" في "خلي بالك من زوزو" مع حسين فهمي، ولم يتوقف إبداع سعاد حسني وبلغت ذروة توهجها في الثمانينات في عدة أفلام أبرزها "موعد على العشاء، المشبوه، أهل القمة، القادسية، غريب في بيتي، الجوع".
قدمت واحد من أهم أدوارها في "حب في الزنزانة" مع عادل إمام في دور "فايزة" ومع أحمد زكي في مسلسل "حكايات هو وهي" وفيلم "الدرجة التالتة" وكان أخر أفلامها معه في "الراعي والنساء" وبلغ رصيدها السينمائي 90 فيلمًا منها 4 أفلام كانت خارج مصر، ورصيدها الإذاعي 8 مسلسلات.
الحياة الشخصية
تزوجت السندريلا 4 زيجات كانت الأولى من المخرج صلاح كريم وانفصلت عنه والثانية من المخرج علي بدرخان، واستمر الزواج 11 عاما وتم الانفصال، والزيجة الثالثة من الفنان زكي فطين عبد الوهاب نجل الفنانة ليلي مراد والمخرج فطين عبد الوهاب وانفصلا بعد 6شهور، والزيجة الرابعة من كاتب السيناريو ماهر عواد.
جوائز وتكريمات
نالت سعاد عدة تكريمات وجوائز أبرزها جائزة عن فيلم "الحب الذي كان"، وعن دورها في فيلم "شروق وغروب" حصلت على جائزة المهرجان القومي، وجائزة أحسن ممثلة من جمعية الفيلم المصري عن دورها في "شفيقة ومتولى"، وفي عيد الفن 1979 منحها الرئيس محمد أنور السادات شهادة تقدير.
النهاية
مشوار شاق ومتعب عاشته سعاد بين التصوير والأستديوهات والسينما وفي النهاية كانت الدنيا قاسية وتوفيت في عاصمة الضباب لندن في يوم 21 يونيو 2001، إثر سقوطها من شرفة شقة في الطابق السادس وما بين قصة مقتلها وانتحارها تبقى سعاد حسني في قلب جمهورها ومحبيها حية ترزق، وتبقى أعمالها شاهدة على موهبة لن تكرر طوال الأبد.
اقرأ أيضًا: عبد الحليم حافظ.. «عندليب الحلوات» ومعشوق الملايين
