الطريق
الخميس 9 مايو 2024 11:17 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عبد الحليم حافظ.. «عندليب الحلوات» ومعشوق الملايين

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ

جاء من قرية "الحلوات" ليغير شكل الأغنية ومسارها، ظهر في زمن يضج بعمالقة الغناء، وحجز لنفسه مكانا لا ينازعه فيه أحد، وبات من أهم وأبزر مطربي عصره، هو المتفرد وصاحب الصوت الذي لا تحظئه الآذان، والذي تغنى بأغانيه الملايين ودخل القلوب دون استئذان، هو "كامل الأوصاف" و"مداح القمر" وصاحب "قارئة الفنجان"، يغازلك بـ"على قد الشوق" ويجعلك تعيش معه "سواح"، ويعاتبك بـ"صافيني مرة" ويناديك "نعم يا حبيبي نعم" ويطربك بـ"جانا الهوى"، هو من يعيش بينا ولا ننساه مهما قال "حاول تفتكرني" هو حكاية طويلة و"نبتدي منين الحكاية" هو العندليب عبد الحليم حافظ.

النشأة

في ليلة صيفية من ليالي يونيو 1929 كانت "الحلوات" التابعة لمركز الإبراهيمية بالشرقية على موعد مع مولد"عندليب" سوف يغير مسار وشكل الأغنية في مصر، لم تكن الأجواء عادية في منزل علي إسماعيل شبانة، بل كانت فرحة عامرة بقدوم "عبد الحليم" ليكون الابن الأصغر بين أشقائه "محمد وإسماعيل وعلية" ولكن تبددت الفرحة وحل مكانها الحزن بعد وفاة والدته بأيام من ولادته، وتركته رضيع تتناوب سيدات القرية على إرضاعه، وزادت الدنيا من قسوتها، وتوفي والده قبل أن يكمل في الدنيا عامه الأول، ليعكف خاله الحاج متولي عماشة على تربيته، لم تنتهِ الصدمات وسكنت البلهارسيا جسده النحيل بعد أن اعتاد السباحة مع أقرانه في ترعة القرية.

البدايات

تلقى عبد الحليم تعليمه في كُتاب "الشيخ أحمد" في قرية الحلوات، ثم في المدرسة الابتدائية، كان التلحين والغناء يجري في دمه ما دفعه بعد إتمام دراسته الأساسية أن يلتحق بمعهد الموسيقى العربية في قسم التلحين، وهناك تعرف على صديقه الملحن كمال الطويل وكان يدرس في قسم الغناء والأصوات وتخرجا في 1948، وبعد تخرجه عمل مدرسًا للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق ثم بالقاهرة لمدة 4 سنوات، وهجر التدريس بعد 4 سنوات والتحق بفرقة اﻹذاعة الموسيقية عازفا لآلة "الأوبوا"، وأجيز بعدها للغناء في اﻹذاعة في 1951، وهناك تقابل مع مجدي العمروسي، ثم اكتشفه الإذاعي حافظ عبدالوهاب، ومنحه اسمه ليتحول من إلى عبدالحليم حافظ بدلا من "عبد الحليم شبانة".

غنى "حليم" لأول مرة في حفل بالإسكندرية في صيف 1952 ليعلن عن نفسه مطربا ويغني "صافيني مرة" من ألحان محمد الموجي، في وقت لم يعتاد فيه الجمهور على نوعية تلك الأغاني ويتفاجأ برفض الجمهور للأغنية بينما نجحت عندما أعاد غنائها في حديقة الأندلس 18 يونيو 1953.

أفلام عبد الحليم حافظ

دخل السينما في أولى أفلامه "لحن الوفاء" وتوالت أفلامه التي بلغت 15 فيلمًا، أبرزها "أيامنا الحلوة، يوم من عمري، بنات اليوم، الوسادة الخالية، شارع الحب، الخطايا" وكان آخرها "أبي فوق الشجرة" وفي الإذاعة قدم عملا وحيدًا "أرجوك لا تفهمني بسرعة" مع عادل إمام ونجلاء فتحي.

أغاني عبد الحليم حافظ

حجز لنفسه مكانا بين الكبار أم كلثوم وعبد الوهاب وشكّل لون ومدرسة خاصة به وتعاون مع كبار الملحنين والشعراء فقدم مع صديقه كمال الطويل"على قد الشوق" وقدم له بليغ حمدي لحن "تخونوه"، وشكل ثنائي نتج عنه أجمل الأغاني، ثم انضم لهم الشاعر محمد حمزة وخرجت أغاني "حاول تفتكرني، سواح، موعود، زي الهوا، أي دمعة حزن، جانا الهوا، نبيتدي منين الحكاية" ومع عبد الوهاب "لست أدري، لا تكذبي، عشلنك يا قمر" ووصلت أغانيها إلي ما يقرب من 231 أغنية، ويم تتعدى المسجلة المسجل الـ 112 أغنية.

سنوات المرض

كان "العندليب مريض من صغره بعد أن لازمته وجعلت الكبد والمعدة تصاب بجرثومات وأجرى العديد من العمليات الجراحية، وفي أواخر أيامه ظل في لندن يعالج لمدة شهرين ونصف.

الرحيل

في 30 مارس 1977 توفي داخل مستشفى "كنجز كولدج" بعد أن عانى من نزيف حاد في الأمعاء، وفي اليوم التالي عاد إلي وطنه يحتضنه علم مصر وودعه بالملايين بالدموع، رحل "حليم" معشوق الملايين وبقي صوته يعيش في قلب ووجدان محبيه.

اقرأ أيضًا: «شاهد» تطرح البرومو التشويقي لـ مسلسل ”ليه لأ 3”