الطريق
الخميس 2 مايو 2024 03:28 صـ 23 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

في ذكرى وفاة محمد عبد الحليم.. سعيد زكي لـ«الطريق»: كاتب كبير ظلمه النقد

الكاتب الصحفي سعيد زكي
الكاتب الصحفي سعيد زكي

حلت أمس الجمعة الموافق 30 يونيو ذكرى وفاة الكاتب الكبير محمد عبد الحليم عبد الله الذي وافته المنية عام 1970، بعد رحلة إبداع أثرت المكتبة الأدبية.

وفي هذا السياق، قال الكاتب والناقد سعيد زكي: محمد عبد الحليم عبد الله الذي حلت أمس ذكرى وفاته كاتب كبير يبذ نجيب محفوظ، وهو من جيله لكن ظلمه النقد كثيرًا.

وتابع سعيد زكي، الباحث على درجة الدكتوراه في النقد الأدبي بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ «الطريق»: الملمح الأساسي في أدب محمد عبد الحليم، هو التنوع ويمكن رصده من خلال عدة أمور أهمها: تنوع على مستوى المذاهب الأدبية التي طرقها، فقد كتب روايات تنتمي للمذهب الواقعي وروايات تنتمي للمذهب الرومانسي، كما أنه استطاع أن يدمج بين المذهبين فيما يسمى الواقعية الرومانسية.

وأردف سعيد زكي: تنوعت أيضا القضايا والمضامين التي طرقها محمد عبد الحليم عبدالله، فنراه يتناول قضايا الحب وقضايا المجتمع وقضايا القرية المدينة وقضايا المرأة ومعاناتها في المجتمع، وهو في ذلك يفوق نجيب محفوظ، فنجيب محفوظ كتب عن المدينة فقط.

وواصل سعيد زكي: تنوعت أيضا كتابة محمد عبد الحليم بين الرواية الطويلة والقصة القصيرة، وكذلك النوفيلا، وهي وسط بين الرواية والقصة القصيرة، ولعل أبرز مثال على النوفيلا عند محمد عبد الحليم عبد الله هو عمله الجميل بعنوان «الباحث عن الحقيقة»، وهي رواية بديعة عن الصحابي الجليل سلمان الفارسي.

وتابع: تنوعت أيضا تقنيات الكتابة عند محمد عبد الحليم عبد الله، فنراه مثلا نوّع ضمائر قصصه بين الراوي المتكلم المشارك والراوي الغائب، كما أنه استطاع توظيف تقنيات أخرى مثل الأحلام والمونولوح بنوعيها المباشر وغير المباشر بحرفية عالية في رواياته.

واستطرد زكي: وبرغم كل هذا المنجز الثري لمحمد عبد الحليم عبدالله فإنه ظُلِمَ نقديًّا، ولا نكاد نجد دراسة معتبرة ومستفيضة عنه سوى دراسة بعنوان محمد عبد الحليم وفن القصة للناقد الأستاذ الدكتور يوسف نوفل، وهي الدراسة التي حصل بها نوفل على درجة الدكتوراه، بعد وفاة الكاتب بحوالي 3 سنوات عام 1973 تقريبا. وباستثناء ذلك جاءت الدراسات الأخرى عن محمد عبد الحليم عبد الله قليلة وغير مستفيضة، وقد رجع كل من كتب عن محمد عبد الحليم عبد الله - وهم قلائل- إلى رسالة الدكتوراه للدكتور نوفل التي طبعت طبعتين: أولاهما بجامعة الملك سعود بالرياض وثانيتهما بدأر لونجمان بالقاهرة.

وأوضح زكي أن محمد عبد الحليم عبد الله كاتب يضاهي نجيب محفوظ في تنوعه وثرائه ومنافس كبير له في الإبداع، وربما فاقه في في بعض الجوانب مثل الكتابة عن القرية التي لم يكتب عنها محفوظ، لكن القدر لم يمهله كثيرًا، فقد مات قبل نجيب محفوظ بحوالي 37 عاما وهو أصغر من محفوظ بعامين.

وختم الكاتب سعيد زكي: هناك ملمح مهم آخر نحتم به، وهو رغم الظلم النقدي الذي وقع على محمد عبد الحليم عبد الله فقد أنصفته السينما نسبيا من خلال تحويل عدد من أعماله الروائية والقصصية لأفلام ومسلسلات.

اقرأ أيضا.. «العروس».. رواية تجمع شخصيات معقدة ومصائر متقطعة