الطريق
الخميس 9 مايو 2024 04:11 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

علاء عبد الخالق.. المبهج ملك التسعينيات «قلبه طيارة ورق»

علاء عبد الخالق
علاء عبد الخالق

"دوقني طعم الندى من قلب كله خضار.. صوت الغريب ابتدا وبقاله أهل ودار.. قلب الغريق ابتدا يمسك عيونك طوق.. قلبي طيارة ورق.. قلبك طيرها لفوق" كانت الكلمات تأتي بصوته "الرايق" تؤنس سائق تاكسي في ليلة صيفية بعد عناء طوال النهار، أو ربما كان يغازل "حبيب" بنت الجيران بـ"بحبك باستمرار بحبك طول العمر يا أجمل ما في البيض يا أحلى ما في السمر" من صوت كاسيت يخترق سكون الليل طمعا في نظرة رضا، كان صوت المطرب المبهج يحمل معه الحب والرومانسية والونس بعد أن نال صاحبه شهرة كبيرة في التسعينات تليق بموهبته التي لا تعرف حدود، كانت أغانيه تحمل الغربة والشوق والعتاب يسمعها العاشقين أو المجروحين أحيانا وهو يقول"الحزن ليه صاحب والفرح ليه صاحب وأنا على الوعد متصاحب" هو نجم جيله المبهج علاء عبد الخالق.

ولد علاء عبد الخالق في 23 فبراير 1964، منحه الله صوت جميل وقوي وشجي لا تشوبه شائبة، بعدما أتم دراسته الثانوية قرر أن يدرس الموسيقى بمعهد الموسيقى العربية وتخصص في العزف على الناي، وبدأ مشواره في أوائل الثمانينات مع عمار الشريعي ومنى عبد الغني وحنان في فرقة أطلقوا عليها "الأصدقاء" من أشهر أغانيها "الحدود".

كانت بدايته الحقيقية عندما تعرف على حميد الشاعري الذي وجد في صوته ما ينقص الساحة ويقرر أن يقف بجانبه في توزيع وإصدار أول ألبوماته "مرسال" في منتصف الثمانينات وحقق حينها نجاح مدي، وكان من أشهر أغاني الألبوم "بحبك كون" وشاركه في غنائها "الشاعري"، بينما نالت الأغنية التي تحمل اسم الألبوم شهرة كبيرة وكأنها بمثابة حجر ألقاه صاحبها ليجري مياه الأغنية الراكدة، كان يغني بينما جمهوره يردد خلفه "جاني مرسال الحب عطر وورد وياسمين.. غني وافرح يا قلب داوي جرح السنين".

لم يكن علاء عبد الخالق يعنيه الانتشار بقدر أن يغني ما يؤمن به ويضيف له ولجمهوره الذي بات ينتظر أغانيه على أحر من الجمر وبعد عامين أصدر ثاني ألبوماته "وياكي" وحقق نجاح يضاهي نجاح ألبومه الأول وتوالت ألبوماته "علشانك" 1989، وفي العام التالي ألبوم "راجعلك"، كانت ألبومات "عبد الخالق" تنعش سوق الكاسيت تحمل معها كلمات جاذبة غير مستهلكة بألحان مدهشة مع صوت يخترق القلب وكأن صاحبه يغني على أوتار قلب جمهوره.

خلق صوت "علاء" حالة فنية خاصة أضافت للساحة الغنائية، كان صوته متفرد لا يشبه أحد ولا أحد يشبه، وتعلق به قلب جمهوره الذي كان يدرك أنه ينتظره ويتمنى ألا يغيب عنه وفي 1991 كان سوق الكاسيت على موعد مع رابع ألبوماته "هتعرفيني" وحققت أغنية "داري رموشك عني داري" شهرة تليق بصاحبها الذي بات النجاح يطارده أينما غنى.

"اتغيرتي وحاسس إنك انتي مش انتي.. وكأنك لا دخلتي حياتي ولا يوم كنتي" كانت الكلمات التي جاءت في خامس ألبوماته "اتغيرتي" تحمل ما يكفي من العتاب لكل المحبين، حمل الكاسيت صوت علاء عبد الخالق ليطوف به أرجاء الجمهورية ويكسب صاحبها شهرة أوسع وبات المطرب المفضل لجيل التسعينات، لو كان يدرك علاء عبد الخالق أن أيادي المحبين من جهوره تتلقف أشرطة الكاسيت من أرفف الباعة لما توقف يوم عن الغناء.

الأيام تمر والنجاح يلاحقه وشعبيته تتسع ومعه معجبينه الذين تتضاعف أعدادهم مع كل ألبوم يحمل صوته وفي 1993 كان جمهوره على موعد مع الألبوم السادس "مكتوب" كان صورته على الألبوم وهو يجلس على كرسي يشبه "كرسي الملك" تليق بما يحمله الألبوم من أغاني ولكنه تربع على عرش "ملك الأغنية"، وباتت "مكتوب يا حبيبي تاخدني مكتوب في هواك توعدني مكتوب أجي أقرب منك ألاقيك أنت بتبعدني" تطاردك من كاسيت مقهى قديم أو من "ووكمان" عاشق يجلس في "بلكونة" بيته في إنتظار أن تمر حبيبته.

كان صوت علاء عبد الخالق يشبه نسمة هواء لم تدرك برد يناير تطوف ناحية قلبك تلطف ما أصابه من تعب، وهو ما ظهر في أغاني سابع ألبوماته "لازم" 1995، بينما كانت الشهرة الأكبر من نصيب الألبوم الثامن "قلبي طيارة ورق" 1997، وباتت الأغنية هي أيقونة أغانيه التي حفظها جمهوره وبات يردد خلفه "قسمة ومتقسمة أنا شمس وانت شروق قلبي طيارة ورق قلبك طيرها لفوق"، كان نجم التسعينات حينها قد بلغ ذروة نجاحه ما منحه دفعة قوية ليخرج "الحلم" 1998 تاسع ألبوماته، وفي العام التالي أصدر ألبومه العاشر "الليلة" وكان أخرها "عين بعين" في 2002.

سكت صوت علاء عبد الخالق 6 سنوات كاملة حتى عاد إلي جمهوره بألبوم "حب مش عادي" الخاص بمنتديات الإنترنت ليكون الألبوم 12 في مشواره ثم شارك مصطفى قمر في أغنية "لولا الهوى" وكانت أخر ما غنى "يا مصر وقفنا في ميدانك" مع حميد الشاعري تأييداً لثورة 25 يناير.

نال المرض من نجم التسعينات الذي يحمل قدر كبير ومحبة في قلب جمهورها وكان المشهد الأخير عندما ظهر في حفل زفاف ابنته مايو الماضي وبجواره أبناء جيله وأصدقاء الفن والعمر "إيهاب توفيق ومصطفى قمر ومحمد محي وهشام عباس وحميد الشاعري" وبدت عليه علامات التقدم في السن وكأن لسان حاله يقول "قسمة ومتقسمة"، ومع الساعات الأولى من صباح اليوم توفي علاء عبد الخالق، رحل رفيق ليالي السهر والذكريات وصاحب أيام الصبا بينما يبقى صوته باقي في قلوب جمهوره وهو يودعه بـأغنيته "نفس الثانية اللي احنا بنشرب فيها الشاي.. فيه ناس تانية بتشكي همومها ويا الناي.. فيه ناس بتودع دنيتنا الفانية.. فيه أحلام مش عارفة تشق طريقها إزاي".

اقرأ أيضاً: عاجل.. وفاة الفنان علاء عبد الخالق نجم غناء التسعينيات