الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:52 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أسماء أبو اليزيد.. قطعة الشوكولاتة الفاخرة

طارق سعد
طارق سعد

عندما تبحث عن تعريف مناسب للجمال لن تجد تعريفاً مفصلاً يوفي لك الغرض.. وعندما تبحث في مقاييس الجمال حتما ستتوه فلم يوضع للجمال حتى هذه اللحظة مقاييس محددة مسجلة وموثقة لا علماً ولا بحثاً!

اختلف الجميع على الجمال ومقاييسه ولم يصل حتى الجهابذة لفك شفرته فتتذكر أغنية للمطرب "علاء عبد الخالق" كانت تبدأ بـ " قالوا الجمال سمار احتار السمر فيه .. والبيض قالوا النهار أجمل ما فيه عينيه" فهذا هو الحال تماماً هناك من يرى الجمال في البشرة البيضاء أو الأنثى الشقراء وآخر يراه في السمراء .. هناك من يعشق طول النساء وهناك من يرى الدلال في قصر القامة .. تجد من يعشق "العود الفرنسي" وأمامه من يعشق الـ "كيرفي" وحتماً بين هنا وهناك ستجد من يحمل في ذوقه "الدماغ البلدي"!

بالنظر بين نجمات الشاشة فهناك كانت شمس البارودي ونادية لطفي وسعاد حسني أيقونات الجمال حتى وقتنا هذا بمقاييس متفاوتة وحققن نجومية وجماهيرية كبيرة استحوذت منها أيضاً سمراء النيل "لبنى عبد العزيز" فالجمال في حقيقته نسبي بين الشكل والهيئة والروح وعندما نصل للفن سيغلف كل ذلك "كاريزما" وذكاء وموهبة لتشير لصاحبة هذا الـ "كوليكشن" بالبنان أنها جميلة.

"أسماء أبو اليزيد" آخر عنقود المواهب التي قفزت للصف الأول فجأة لتخطف القلوب قبل العيون .. هي أيضاً آخر الحبات السمراء التي استطاعت أن تقلب موازيين الجمال وتصنع له مقاييساً جديدة بعدما استطاعت بملامحها المنحوتة وبراءتها وخفة ظلها المعجونة بالموهبة الفطرية أن تجذب قلوب المشاهدين وتبقى نجمة أولى تحمل مسئولية عمل فني ليس بـ طلة واحدة ولا اثنتين ... بل ثلاثة بمسلسل فورمات أجنبي تم تمصيره لينجح جزءه الأول نجاحاً ساحقاً خارج كل التوقعات فيتم استكماله ليصل لـ 3 أجزاء لم تتغير فيه "الآنسة فرح" رغم كبر المساحة وتقلب الأحداث صامدة تحافظ على مستواها الذي يعلو من جزء لآخر في نضوج بسرعة خارقة تجعلك للحظات تشفق عليها من محطاتها القادمة فقطار النجاح المفاجئ الذي انطلق بسرعة فائقة لن يُسمح له بالتهدئة بل يجب أن يزيد من نجاح "أسماء أبو اليزيد".

"أسماء" لم تصنع نجاح "الآنسة فرح" مصادفة ولكنه نتاج تجارب سابقة أهمها "ليالي أوجيني" و"هوجان" فأثبتت أنها موهوبة مختلفة شكلاً وأداءً وهو ما دفع القائمون على فكرة "الآنسة فرح" بترشيحها لأولى بطولاتها التي حققت بها نجاحاً كبيراً في منطقة منفردة خارج المنافسة.

أنت أمام نجمة صاعدة كالصاروخ تقف أمام نجوم أصحاب خبرات ثقيلة فتنافس وتحفر اسمها بين أسماءهم وهو ما تأكد في "هوجان" لتجد أنك أمام بطلة من العيار الثقيل قادرة على "أكل الكاميرا" وسرقتها دون عناء تستمتع بما تقدمه ولا تريدها أن تغادر الشاشة أما في "الآنسة فرح" فتقف أمام نجوم ونجمات متمرسون في المهنة وهي تصول وتجول فتندهش أن "قطعة الشيكولاتة" هذه هي البطلة القديرة التي تناطح الكبار والعتاولة ولسان حالها يقول .. هل من مزيد؟!

أهم ما يميز "أسماء" أنها قادرة على التلون السريع والانتقال بمرونة ونعومة بين عدة حالات في وقت واحد مع قدرتها على التعبير بوجهها وعيناها دون حاجة لنطق حرف واحد فتقدم لك حواراً كاملاً في ثوانٍ معدودة بتعبيرات الوجه وهو "باسوورد أسماء" الذي لا يسهل اختراقه وهي موهبة فطرية صرفها الله لها لتقفز بها للصفوف الأولى المميزة وهو ما نجحت فيه "أسماء" .. بالفطرة أيضاً.

أما عن بشرة "أسماء أبو اليزيد" السمراء فهي سحرها الذي يصعب مقاومته وقد يستحيل فهي تحمل في بشرتها مع براءة ملامحها روح أهل الجنوب التي تتسلل إلى القلب وتطوقه وهو سحر إلهي يجعل "أسماء" تنفذ إلى القلب مباشرة دون المرور على تحريات العقل لتجدها فائزة في تحديات صعبة جداً ففي مسلسل "هوجان" تقف بسمار بشرتها المميز وقامتها القصيرة منافسة لصاحبة البشرة الناصعة البياض وطول القامة "ميرنا نور الدين" لتضع "أسماء" بصمتها بقوة على المسلسل وتكتب شهادة نجاحها الرسمية وتُعلن عن قدرتها على تحمل مساحات أدوار كبيرة.

المفارقة أن ما حدث في "هوجان" هو نفسه تماماً ما تكرر في "الآنسة فرح" أمام "هبة عبد العزيز" لتقف "قطعة الشيكولاتة" صامدة تسرق القلب والعين وتراها جميلة الجميلات لتنجح بامتياز في تكوين معادلة "الآيس كريم"!

"أسماء أبو اليزيد" .. قطعة الشيكولاتة الفاخرة صاحبة الوجه المصري الأصيل تستحق عن جدارة أن تكون واجهة دعائية مصرية تتوسط القديرة "سوسن بدر" و "روبي" خاصة أنها تحمل بين ملامحها خطوط الوجه المصري الفرعوني وهو ما يجب استغلاله في الدعايا والاحتفالات والمناسبات والأحداث الكبرى كحدث نقل المومياوات في موكب عالمي.

"أسماء أبو اليزيد" معامل البهجة الجديد في معادلة الفن المعقدة .. فهي جزء حقيقي من الـ "بهججة" وهو اسم الفرقة الغنائية التمثيلية التي تحمل عضويتها وتقدم معهم منذ تأسيسها أغانٍ واسكتشات مميزة تحمل طابع الاسم ... "بهججة".

قطعة الشيكولاتة الفاخرة التي استطاعت أن تكتب صفحة جديدة في "كتالوج" الجمال بشرح وافٍ لتفاصيل المنتج واسم واحد يحمل أسماء.. "أسماء أبو اليزيد".