أيمن رفعت المحجوب يكتب: معنى الحياة

مازال الناس يفكرون في أمر الحياة منذ كان التفكير ولهم في شأنها أراء عدة اختلفت بإختلاف العصور ومذاهب التفكير السائدة في كل عصر.
وقد جمع العلماء حقائق كثيرة جداً عن الكائنات الحية وعرفوا ما بينها من علاقات تصلح أن تكون قوانين للحياة.
وكثير من هذه القوانين صالح للعمل به ، وإن لم يكن تفسيراً حسناً للظواهر التي يتناولها.
وترى ذلك في مثل قول " أرسطو" في حركة الدخان إلى أعلى وحركة الحجر إلى أسفل.
فهو قد علل ذلك بأن كلا الشيئين يحاول الرجوع إلى أصله ورغم بساط التفسير إلا أنه يصلح كنظرية للعمل بها وإن كانت غير صحيحة ولا مطابقة للقوانين المتعارف عليها في مجال المادة وكذلك أغلب نظريات البيولوجيا قديماً وحديثاً.
ولعل من النظريات الحديثة ما هو أبعد عن الحقيقة من القديمة وإن كانت أصلح منها لتفسير عدد أكبر من الظواهر الحيوية.
وحيث أنه من الطبيعي في مذهب " التفكير الغائية" أن تنسب الحياة إلى قوة عليا أعدت تفصيلاتها كلها ، ووجدنا أن كثير من العلماء والفلاسفة بحسب أن نظرية إلى الحياة أعمق من نظرة رجال الدين وأقرب إلى الحقيقة وهم في الواقع لا يختلفون عنهم في شيء بل ينقصخم عنصر مهم للغاية وهو وجود المولي عز وجل ليحل محل مصطلح "الطبيعة الأم".
ومن تلك النظريات كانت نظرية "برجسون" في وجود قوة اسمها "الدفعة الحيوية" تعين للكائنات سبيل التطور الذي يؤدي بها إلى التوفيق الحيوي.
ولا أدري من حيث طبيعة التفكير فرقاً بين هذا وقول رجال الدين أن الله سبحانه وتعالى يهيء للحيوانات وسيلة الحياة، وقول الطبيعيين أن الطبيعة هي التي تخلق الكائنات وأعضاؤها التي توافق حياتها، إلا في إيمانها بالله الواحد الأحد ، وإيمانهم بالقوة الأعلى أينما كانت اسمها عندهم.
كل هذه المذاهب من معدن واحد، وليس فيها ما يساعدنا على فهم الحياة وقوانينها بعد.
وفي النهاية ، إنما يكون الفهم الصواب للحياة حين نربط بينها وبين ما هو أدنى منها من القوانين وليس لهذا البحث علاقة ما بوجود قوة عليا هيأت الكون كله أو بهدم وجودها عند بعض المفكرين ، رغم إيمان أغلب سكان الأرض بوجود تلك القوة العليا والتي نسميها نحن " الله تعالي الخالق الباريء" فسبحان الله تعالى عما تصفون.
أستاذ الاقتصاد السياسي والمالية العامة
كلية الاقتصاد والعلوم السياسية
جامعة القاهرة