العارف بالله طلعت يكتب: سيناء.. طفرة عمرانية واقتصادية

سيناء تمثل أهمية استراتيجية كبرى للدولة المصرية نظرا لموقعها الجغرافي الفريد الذي يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا، وكونها بوابة مصر الشرقية ؛والدولة اتخذت خطوات حاسمة لتأمين سيناء وتعزيز التنمية فيها، إيمانا بأن الأمن والاستقرار هما الأساس لتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية.
وتأمين سيناء يشمل جهودا متواصلة من القوات المسلحة لتعزيز السيطرة الأمنية حفاظا على الأمن القومي، إلى جانب تنفيذ مشروعات البنية التحتية التي تسهم في ربط أرض الفيروز بمختلف أنحاء الجمهورية، لتحقيق تنمية متكاملة من خلال إطلاق مشروعات عملاقة في مجالات الزراعة، والصناعة، والسياحة.
وتقع سيناء بين ثلاثة مياه البحر المتوسط في الشمال وقناة السويس في الغرب وخليج السويس من الجنوب الغربي ثم خليج العقبة من الجنوب الشرقي والشرق.
وسيناء معبر بين حضارات العالم القديم في وادي النيل وفي دلتا نهري دجلة والفرات وبلاد الشام وقد انعكست الأهمية الجغرافية والاقتصادية لسيناء علي تطورها التاريخي حتي أضحي تاريخها بمثابة سجل شامل للأحداث الكبري في المنطقة في الماضي البعيد والقريب معا.
ومنذ القدم وسيناء منجم مصر من الذهب والمعادن النفيسة، وهي حتى الآن المورد الرئيسي للبترول في مصر (ثلث إنتاج مصر) خاصة ساحل خليج السويس، وتحتوى على أكبر مخزون في العالم لعدد كبير من المعادن، فهي تحتوي على
النحاس والفوسفات والحديد والفحم والمنجنيز واليورانيوم والكثير من الخامات التي تستخدم في الصناعات مثل الجبس والفحم الحجري والطفلة الكربونية.
كما تشتهر بوجود اجود أنواع الفيروز في العالم الذي اكتشفه المصريون القدماء على أرضها واستخدموه في تزيين المعابد والتماثيل لذلك يطلق عليه أرض الفيروز ؛كما تحتوي على أنواع كثيرة من النباتات النادرة التي تستخدم في العلاجات والأدوية.
فتحتوي سيناء على 700 كيلو متر شواطئ من أجمل شواطئ العالم والتي تتميز بطقس معتدل ومحميات طبيعية لا مثيل لها في العالم بها العديد من الأسماك والحيوانات والنباتات؛ ووجود أهم ممر مائي في العالم في سيناء قناة السويس والتي يعبر منها ثلث تجارة العالم سنويا ويجعلها أكبر ميناء مفتوح في العالم.
وتولي الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما بالغا بتنمية سيناء، حيث أطلقت خطة قومية شاملة تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في جميع المجالات .
وتشمل هذه الخطة العديد من المشروعات الضخمة في مجالات البنية التحتية منها إنشاء شبكات جديدة من الطرق والسكك الحديدية والموانئ والكهرباء.
وتشمل استصلاح الأراضي وإنشاء مناطق صناعية جديدة وتشجيع الاستثمار، كما تشمل تطوير البنية التحتية السياحية، وبناء مدن جديدة وتوفير وحدات سكنية ملائمة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحسين جودة الخدمات في مختلف القطاعات وتطوير مشروعات الطاقة المتجددة.
وشهدت سيناء طفرة عمرانية واقتصادية كبيرة خلال السنوات الماضية، فهناك مشروعات تنموية كبيرة يتم تنفيذها في سيناء.
وستساهم تنمية سيناء في تعزيز الأمن القومي المصري من خلال استقرار المنطقة وجذب الاستثمارات الأجنبية، وستساهم تنمية سيناء في تحسين جودة الحياة لأهالى سيناء من خلال توفير خدمات أفضل في مجالات التعليم والصحة والإسكان والنقل وتوفير فرص عمل لهم.
وتساهم القوات المسلحة في دعم التنمية في سيناء عبر تنفيذ مشروعات ضخمة، مثل تطوير شبكة الطرق والكباري على غرار أنفاق قناة السويس التي تربط سيناء بالوادي.
ما يسهل حركة المواطنين والبضائع، وإنشاء المدن السكنية الجديدة، لتوفير مساكن حديثة ومتكاملة الخدمات لأهالي سيناء، علاوة على بناء المدارس والمستشفيات لرفع مستوى الخدمات التعليمية والصحية في المنطقة.
الدولة تسعى لتحويل سيناء إلى مركز اقتصادي رئيسي من خلال دعم قطاعات الزراعة والصناعة والتعدين، حيث تتم إقامة مناطق صناعية جديدة لتعزيز الإنتاج المحلي وتوفير فرص العمل، وتنفيذ مشروعات زراعية كبرى مثل مشروع استصلاح 400 ألف فدان في وسط وشمال سيناء، لتعزيز الأمن الغذائي، إلى جانب تطوير قطاع السياحة من خلال إنشاء منتجعات سياحية عالمية، وتطوير البنية الفندقية.
حرص الدولة المصرية على إشراك القبائل السيناوية في جهود التنمية ، بالإضافة إلى دعمهم اقتصاديا من خلال توفير فرص العمل وتحسين مستوى الخدمات في مناطقهم
والدولة المصرية أنشأت شبكة طرق متطورة مثل طريق "المحور الأوسط" و"طريق العريش-طابا"، مما سهل حركة التجارة والسياحة وربط سيناء بالوادي والدلتا، وإنشاء مدن جديدة مثل "بئر العبد الجديدة" و"رفح الجديدة" لتوفير سكن لائق للسكان وتخفيف الكثافة حول القاهرة، علاوة على استصلاح آلاف الأفدنة عبر المشروعات الزراعية.
وجهود القوات المسلحة لم تقتصر على البناء المادي، بل امتدت لبرامج تدريب وتوظيف الشباب السيناوي في المشروعات الجارية، مثل التشغيل في المزارع أو المصانع، مما يحد من البطالة ويوفر حياة كريمة
وإدراكا لأهمية التنمية في دعم الاستقرار، فإن القوات المسلحة تشارك كافة الأجهزة المعنية في تنفيذ مشروعات تنموية ضخمة في سيناء تشمل إنشاء الطرق، المدارس، المستشفيات، ومراكز الخدمات، في إطار استراتيجية متكاملة
لتحويل سيناء إلى منطقة جاذبة للاستثمار والسكان، وذلك بالتوازي مع مسؤوليتها التاريخية في تثبيت ركائز الأمن القومي المصري، وحماية سيناء من مختلف التحديات، سواء كانت داخلية أو خارجية.
وتنمية سيناء جاءت على رأس أولويات الحكومة فى المرحلة الراهنة، وذلك ضمن رؤية شاملة تهدف دمج سيناء فى قلب الاقتصاد الوطن وهناك مزايا تنافسية عديدة تجعل من سيناء بيئة جاذبة للاستثمار.
بما يسهم فى تحسين جودة الحياة للسكان المحليين، ويدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويعزز من الأمن والاستقرار فى هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية؛
ومع استمرار هذه الجهود تمضي سيناء بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقا، يحقق آمال أبنائها ويعزز دورها كجزء لا يتجزأ من الدولة المصرية.