الطريق
الإثنين 13 مايو 2024 12:02 صـ 4 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أسامة الأزهري: رواق الجبرت جسور علمية تربط مصر والأزهر الشريف

الدكتور أسامة الأزهري
الدكتور أسامة الأزهري

قال الإستاذ الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية: "في الجامع الأزهر الشريف رواق يُعرَف برواق الجبرت، ويقيم فيه أبناء الصومال ويقيم فيه أبناء جيبوتي وكينيا والشرق الأفريقي وإرتريا والحبشة".

وأضاف الدكتور أسامة الأزهري، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلاً: وكان الشيخ الجليل الحبيب محمد سعيد البيض - رحمه الله- قد ألَّف كتابًا اسمه: ( طيُّ المراحل في تاريخ السواحل) يقصد بها سواحل الشرق الأفريقي، يتحدّث فيه عن تاريخ الإسلام في شرق أفريقيا .

اقرأ أيضا:وزير الأوقاف يعلن انطلاق توزيع لحوم مشروع صكوك الأضاحي

واستكمل: وعن المدن التي اشتُهِرت بالعلم كمثل مدينة هَرَر وفيها حركة علميّة كبيرة، وزَيلَع خرج منها عدد من العلماء، وإقليم لامو في كينيا وقد كان إقليمًا علميًّا عريقًا لاسيَّما أن نشأ فيه جامع الرياض الذي أسَّسَه العلَّامة الكبير الحبيب صالح بن علوي جمل الليل - رحمه الله-، وأُلِّف كتابٌ اسمه: ( بلوغ الآمال من تاريخ الصومال) يتحدّث مؤلِّفه عن تاريخ العلماء هناك؛ فالشرق الأفريقي كان في الحقيقة أرضًا خصبة لعلوم أهل الإسلام وهذا المسجد الذي يسمَّى بالرياض ظلَّ قرابة القرن من الزمان منارة العلم في الشرق الأفريقي، وكان يُعرَف بأزهر الشرق الأفريقي.

وواصل: وظلَّت حركة العلم فيه قائمة إلى يومنا هذا، وقد تشرَّفت بزيارته واستجليت أخبار بقيَّة الحركة العلميَّة القائمة فيه، فمضت قرون وأبناء تلك البقاع يرسلون أبناءهم إلى الجامع الأزهر الشريف فينحاز بعضهم إلى بعض ويجتمع بعضهم مع بعض؛ ليتأسَّس رواق خاصٌ بأبناء ذلك الإقليم يُعرَف برواق الجَبَرت، وكان من مشاهير أعيان ذلك الإقليم العلَّامة الجليل إبراهيم المختار بن عمر المنفراوي الذي جاء إلى مصر ودرس فيها في الأزهر الشريف خمس عشرة سنة كاملة لزم فيها الشيخ محمد زاهد الكوثري والشيخ بخيت المطيعي والشيخ أحمد عبد الرحمن البنَّا الساعاتي، وجُملة من العلماء.

وتابع: وبعد خمس عشرة سنة من الإقامة رجع إلى بلده فعُيِّن المُفتي العام، ويُعرَف هناك بالمفتي سراج، ويُلَقَّب بشيخ الإسلام؛ لأنّه - رحمه الله تعالى- كان واسع العلم، أصلح حركة القضاء وحركة الإفتاء وحركة الخطابة، هيَّأ الحركة العلميَّة في إرتريا فترك فيها بصمة عريقة وترك فيها صيتًا ذائعًا، وهو ثمرة من ثمرات الأزهر الشريف.

ولفت "الأزهري": ولمّا أن عرفتُ بعض أبناء إرتريا سألتهم عن الشيخ إبراهيم المختار، قالوا: هذا شيخ الإسلام وقد تعلَّمنا منه ومن بقيَّة علماء بلادنا أنَّنا نتقرَّب إلى الله تعالى بحب مصر وبحب الأزهر الشريف، ولا نتكلَّم عن مصر إلَّا ونقول: " مصر المُحَبَّبَة إلى قلوبنا"، ولا نتكلَّم عن الأزهر الشريف إلَّا باعتباره " حصن الإسلام ومعقل الدين"، إذن كانت هناك روابط وجسور علميَّة تربط مصر وتربط الأزهر الشريف بأبناء هذه البقعة وكان مقرهم عندنا في الأزهر في رواق الجبرت.