الطريق
السبت 18 مايو 2024 09:32 مـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مأساة... الموت يخطف زوجة وجنينها وحماها أمام أعين الزوج

صورة تعبيريّة
صورة تعبيريّة

نزل خبر وفاة زوجته والجنين أثناء الولادة فوق رأس الزوج كالصاعقة، فأنطلق في داخله لهيبا يأكل احشاءه ويصل إلى حلقه، وأصبح كالعين إذا فقدت أبصارها، والجسد إذا غادرته الروح، فلا شيئ يكون عوضًا عما فقده، فاللذان فقدهما لا يعوضا، وشعر بأنه كالمقتول عن طريق الخطأ.

ولعل فاجعة الموت والمأساة التي عاشها "باسم ذ" الموظف والمقيم بمنطقة العمرانية غرب محافظة الجيزة، هي واحدة من أسوء القصص التي رتبها له القدر بفقدان أسرته بالكامل واحدة تلو الآخرى أمام عينه مسلوب الإرادة لا يستطيع فعل شيء سوى دموع تنزف من عيناه غير مصدقا ما يحدث.

وكانت الحادثة قبل ساعات من انتظاره مولودته الأولي.. وما أن جاءها المخاض حتي أسرعا بسعادة إلى المستشفى ومع لحظات الألم التي تعانيها الزوجة من وجع الولادة إلا أن وجه زوجها المليء بالانتظار والابتسامة كان يخفف عنها ألماها، واستقر الزوج برفقة زوجته "أسماء" علي تسمية المولودة بـ"مريم"، وانتظرا الزوجين بلهفة سماع أول صرخة لطفلتهما.

الولادة متعسرة

ولكن القدر كان أسرع من حلمهما الصغير؛ ومع دخول الزوجة إلى غرفة العمليات سرعان ما خرج الطبيب يخبر الزوج بأن الولادة متعسرة وأنه عليه امضاء إقرار لنجاة أحدهما "الزوجة _ الجنين"، ما بين حبه لزوجته وانتظاره طفلته لم يحتار الزوج وأقر بأنه يريد زوجته أولاً دخل الطبيب مسرعا مرة أخري إلى غرفة العمليات محاولا الحفاظ على حياة الأم وبالفعل نجح في ذلك.

تم إخراج الجنين "طفلة" متوفاة، ودموع الأب لم تتوقف منذ الخروج الأول للطبيب وعلمه بفقد طفلته التي تمناها من الدنيا ليزداد الطين بله؛ "ألحق يا دكتور« الحالة اللي لسه والدة».. عندها صعوبة في التنفس"، تحول قلب الزوج إلى خفقات قد تسمع صوتها بآخر الطرقة التي تواجه غرفة الرعاية؛ "في إيه؟.. مراتي مالها؟.. حد يطمني!"، لم يلاقي كلام الزوج ردا سوي "اهدي يا أستاذ.. إن شاء الله خير".

لم يمر سوه لحظات لتخرج الممرضة محملة بكلمات لم تريد البوح بها لعلمها بعظمة فقد الزوج لابنته وبخطوات متراجعة همست له "شد حيلك يا أستاذ.. ربنا يرحمها مراتك راحت للي خالقها ولحقت ببنتكم".

كأنها الزوجة رفضت العيش وتمسكت بالموت لتلحق بحلمها جنينها التي فارقت قبلها الحياة بدقائق، وقعت الكلمات علي مسامع الزوج كالصاعقة وتحولت الدموع إلى صراخ كالأطفال وصل الخبر إلى والد الزوج الذي كان ينتظر حفيدته وزوجة نجله ولكنه استلمهما جثتان لم يستطع والد الزوج سماع خبر وفاتهما ليسقط مغشيا عليه جثة هامدة.

مأساة وفاجعه كبيرة عاشها الزوج حيث شيع جثامين والده وزوجته وطفلته مع بعضهم البعض وسط جمع خفير من الأهالي الذين عاشوا تلك المأساة وتعاطفوا مع الزوج الملكوم.

اقرأ أيضاً:رفض الطعنين المقدمين من مرتضى منصور على حكم تغريمه بقضية سب الخطيب