أهم توقعات الذكاء الصناعي خلال السنوات القادمة

لا شك أن الذكاء الاصطناعي (AI) يشهد في وقتنا الحالي ثورة كبيرة من التطور والنمو بشكل سريع في كافة المجالات، ولعل هذا التطور يمنح الآلات درجات من الذكاء البشري في الكثير من التطبيقات والجوانب الحياتية المختلفة، وهذا بالطبع هو نتاج لما نشهده في الوقت الحالي من تطور سريع وكبير للتكنولوجيا المستخدمة في كافة المجالات سواء داخل الشركات أو حتى التكنولوجيا التي تدخل في حياتنا اليومية، ولكن دائماً ما يكون هناك سؤال لدى الكثيرين حول التوقعات لمدة تطور مجال الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب وإمكانية بناء حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي بشكل كامل، وهذا ما نريد أن نجيب عنه في هذا الموضوع، حيث سنعرض فيما يلي ثلاث وجهات نظر للخبراء والمتخصصين حول آفاق الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في المستقبل القريب.
تسريع التنمية في مجال التكنولوجيا
في السنوات العشر الماضية على وجه الخصوص تطورت التقنيات الكامنة وراء الذكاء الاصطناعي بشكل سريع وهو ما ساعد في ظهور طفرة كبيرة في بعض المجالات التكنولوجية، وقد بدء هذا التطور بشكل ملحوظ في عام 2012، عندما سمحت شبكة عصبية عميقة تسمى AlexNet لأجهزة الكمبيوتر بتحديد الأشياء في الصور الحقيقية، وفي ذلك الوقت كانت أجهزة الكمبيوتر تجد صعوبة في التعرف على الصور، ولكن منذ ذلك الحين، كانت هناك تحسينات سريعة في هذا السياق، وكانت الآلات جيدة مثل البشر في التعرف على الأشياء، وكان يمكنهم أيضًا التعرف على اللغة.
ومع مرور السنوات بدأت مرحلة النضوج في هذا المجال وتربعت بعض الشركات على عرش خدمات استشارات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، مما عزز فرص دخول شركات أخرى لعالم الذكاء الاصطناعي وسط نضوج هذا المجال وتوفر الخبراء به.
ومن الجدير بالذكر أنه في مارس 2018، أعلنت Google عن Auto ML، والذي يسمح بخطوتين من ثلاث خطوات في بناء شبكة عصبية يتم تنفيذها بواسطة الجهاز، ولعل المثير هنا أنه بات يمكنك تسريع التطوير بشكل كبير ولا سيما أن التكنولوجيا أصبحت أرخص بكثير مما سبق، وهو ما يساعد بتطبيق الكثير من صور هذا التطور في مختلف المجالات الحياتية، وفي الواقع هناك شركات رائدة في هذا السياق والتي تعد من أوائل الشركات التي تبنت هذه المشاريع مثل Amazon و Google.
إمكانات كبيرة في عالم الأعمال
مع التطور السريع للتكنولوجيا، تقوم الكثير من الشركات والمؤسسات في مختلف القطاعات بتطبيق هذه التكنولوجيا بصورها المختلفة، وذلك بهدف دفع معدلات الإنتاجية بشكل كبير، فعلى سبيل المثال تقوم العديد من المؤسسات بنشر روبوتات الدردشة للإجابة على استفسارات العميل البسيطة، مما يتيح للموظفين التركيز على تقديم خدمة ممتازة في مناطق أكثر تعقيدًا، وفي تطبيق آخر أيضاً تقوم الروبوتات بالرد على رسائل البريد الإلكتروني للعميل أو أسئلة الموظفين بشكل تلقائي دون الحاجة للرجوع إلى مسؤولي الموارد البشرية داخل الشركة أو المؤسسة، وهذا بالطبع يعد نقلة كبيرة جداً في مجال خدمة العملاء داخل الشركات والمؤسسات الكبيرة.
وبشكل أكثر تحديدًا، تعمل منصة Watson AI من شركة IBM كمساعد لأطباء الأورام في أكثر من 230 مستشفى ومنظمة رعاية صحية، حيث تغطي 13 نوعًا مختلفًا من السرطان، كما طورت شركة IBM أيضًا روبوتًا يسمى (CIMON® (Crew Interactive MObile CompanioN، وهو مشروع مشترك مع شركة Airbus، يساعد رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية في تجاربهم.
ولكن مع كل هذا التطور السريع، هناك سؤال مهم وهو إلى أين يقود كل هذا؟ يقول ماتياس هارتمان، رئيس مجلس إدارة شركة IBM ألمانيا: "أعتقد أننا سنرى الذكاء الاصطناعي يحسن الصناعات في جميع المجالات - في السيارات، والخدمات المصرفية، والاتصالات، والتصنيع، وخاصة الرعاية الصحية نظرًا لوفرة المعلومات والاستعداد لمشاركتها"، كما يضيف أيضاً، "ستتأثر كل الوظائف دون استثناء بالذكاء الاصطناعي، وهذا لا يعني بالضرورة أن الذكاء الاصطناعي يأخذ الوظيفة؛ لكنه يساعد في العمل عليها بشكل أو بآخر".
وفي النهاية يمكن أن نقول أن الذكاء الاصطناعي هو مفهوم مثير جداً، كما أنه بدأ في الدخول التدريجي في مختلف المجالات الحياتية، ومن المتوقع بشكل كبير أنه سيغير الصناعات والطريقة التي نعيش بها خلال السنوات القليلة القادمة، وهذا بالطبع لا يمنع من وجود بعض المخاوف لدى الكثيرين من مقدار التطور الذي قد يصل إليه هذا المجال، ولكن يشير الخبراء بشكل متكرر أنه من غير المحتمل أن نصنع روبوتات تكره البشر وتعمل على تدمير البشرية، ولكن إذا نظرنا إلى الجوانب المفيدة أو العملية في هذا التطور سنجد أنها تفوق بكثير بعض السلبيات أو التخوفات التي يشعر بها البعض، ولذا دعنا نركز فقط على الاستخدامات المفيدة لهذا المجال، ومقدار المساعدة التي يمكن أن يوفرها للبشر في السنوات القادمة.