الطريق
الثلاثاء 21 مايو 2024 11:51 صـ 13 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

السر تحت الكنبة.. قصة متسولة أوصت بثروتها لامرأة ثرية وجمعيات الخير

تعبيرية
تعبيرية

بعض الأحيان يكون الواقع أغرب من الخيال حيث السيدة التي أتت من ضواحي صعيد مصر لتستقر بقليوب من 31 عاما، قامت باستئجارغرفة صغيرة لكي تكون لها ماؤى، حتى بدأت عملها بالتسول ليلا ونهارا، وبعد موتها حدث ما لم يحمد عقباه.

كانت تعلو وجهها علامات الحزن والأسى، وتجر خلفها أيام ثقال، متكئة على عصاه وبين خطوات متزنة، ترتدي عباء سوداء فقد تناثرت رقعة ليخيل لمن يراها بأنها صاحبة بأس شديدا حتى يشفق عليها أهالي المنطقة المقيمة بها.

المتسولة المليونيرة

وافق صاحب أحد العقارات على استئجار غرفة صغيرة لها بعدما علم بقصة حياتها المؤلمة، وقضت سنوات كثيرة وسطهم ولم يروا لها قريباً الغريب يسأل عنها سوى إحدى السيدات بذات الحي التي تعاطفت معها، ولم تتركها تلك السيدة منذ مجيئها من بلادها، كانت تنفق عليها وتُمن عليها من مأكل ومشرب رغم أن بعض الأشخاص في المنطقة قاموا بتحذيرها وتجنبها، حيث تقوم بالتسول وبيع المناديل بإشارات المرور في الشوارع.

الإنسانية في أبهى صورها

مرت الأيام والسنين ذاقت تلك المرأة قسوة وجفاء الحياة عليها دون شفقة ولا رحمة، عاشت أيامها الأخيرة بين إشارات المرور وبين نفرين أهالي الحي منها، حتى تمكن منها المرض وضلت طريحة في الفراش، ولم تتركها المرأة العطوفة التي كانت تودها يوميا وتسأل عنها حيث ساعدتها على قضاء شؤونها.


وذات ليلة كان الليل حالها اصطحبت السيدة زوجها الذي كان يرفض دائما ذهاب زوجته إليها، فلا أحد يعرف لها أصلاً أو أقارب، خاصة وأنها سيدة متسولة سقطت الدموع فوق وجنتيها، عندما علمت بوفاتها وانهارت بالبكاء، حتى جاء الجيران من صريخ تلك المرأة، ورؤوسهم مثقلة بالتساؤلات؟ أين ستدفن، وبصوت متهدج طلبت المرأة من زوجها أن يقوم بدفنها بمقابر الصدقة، وتولت هي كفنها، وغسلها.

السر المدفون تحت الكنبة

وعندما بدأت بغسلها وفحص غرفتها، نزلت المفاجأة والتخلص على رؤوسها هي وزوجها والجيران كالصاعقة، حيث اكتشفوا داخل سحارة "الكنبة الخشب" التي كانت تنام عليها صفيحة لأحد ماركات الشوكولاتة الشهيرة قديمة جدا، وبها أموال تصدم من يراها، وكردان من الذهب خاص بها، وسلسلة مصحف جاءت بهما من محافظتها في بداية حياتها، واستقرارها، جحظت الأعين، وتقطعت الأنفاس أيضا عندما عثروا على ورقة كراسة مكتوب بها وصيتها التي أوصت بها، وهي إعطاء نصف المال الذي بلغ نصف مليون جنيه للسيدة المتيسرة، والنصف الآخر التبرع به للجمعيات الخيرية.

اقرأ أيضًا:

دعوى خلع بسبب ريموت التلفزيون.. ”بيشده من إيدي”