الطريق
الأحد 6 يوليو 2025 10:52 صـ 11 محرّم 1447 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
في خطوة تاريخية.. «أبناء مصر» يشاركون بـ 9 مرشحين في انتخابات الشيوخ ضمن تحالف يغطي المحافظات البنك المركزي: القطاع المصرفي يتمتع بمرونة كبيرة تعيين على السعيد مديرًا فنيًا للفريق الأول للكرة النسائية بنادي الزمالك مصر تفوز على تونس وتتصدر الدور التمهيدي بالبطولة العربية لسيدات السلة مهرجان قسم المسرح الدولي للأقسام والمعاهد المتخصصة يعلن اللجنة العليا لدورته الـ 18 طهران ترفض تفقد منشآتها النووية.. والوكالة الدولية للطاقة الذرية تسحب آخر مفتشيها الزمالك يضم بيجاد مروان لتدعيم صفوف فريق اليد القاهرة الإخبارية: مئات الرضع مهددون بالموت في غزة بسبب نقص حليب الأطفال ارتفاع عدد الوفيات في حادث الطريق الإقليمى لـ” 10 أشخاص” الرئيس السيسى يوجه ”الداخلية” بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين على كافة الطرق شاهد| عضو حزب المحافظين البريطانى: إيران تهدد رغم وقف النار ومؤشرات على صراع داخلى أزمة وقود خانقة في غزة تهدد حياة المرضى

منهج «مجراية» لإعداد الطفل

ما يفعله الأستاذ محمد عيد يستحق الإشادة والاحترام بالتأكيد، فالرجل وجّه كل ما لديه من جهد وبحث واهتمام ودراسة لهدف وحيد، وهو فى رأيى المتواضع الهدف الأهم والأسمى لنهضة أى بلد، والسبب الرئيسى فى تقدمها وتحضرها.. وهو تعليم الأطفال.

وتعليم الأطفال هنا لا أعنى به تعليمهم الحروف الأبجدية والأرقام وغيرها من الدروس الأولية، أو بالأصح "تحفيظهم" وتلقينهم بالغلظة قبل الرفق، كما تعودنا فى مراحل تعليمنا الأولى، وإنما أقصد طرق التعليم نفسها.. ليحوّل الأستاذ محمد عيد السؤال الروتينى "ماذا نُعلِّم؟" إلى سؤال أهم هو "كيف نُعلِّم؟".

كنز المكتبة هذه المرة ليس كتابا بالشكل المعروف، وإنما هو منهج تعليمى فى قطع كتاب مدرسى، بغلاف جميل وتصميم جذاب، بعنوان (منهج مجراية لإعداد الطفل للمرحلة ما قبل المدرسية من 3-5 سنوات)، تعاون فيه المؤلف مع مبادرة رائعة من شباب ملّوى بمحافظة المنيا اسمها (مجراية)، يقدمون فيها الثقافة والأدب والفنون بأنواعها إلى شباب المركز الذين غابوا رغما عنهم لبعد المسافة عن أنشطة القاهرة بمركزيتها اللعينة. كنت ضيفا هناك ذات مرة فى إحدى ندواتهم، وأشهد لهم بحسن التعامل والرقى والثقافة وخدمة الشباب بكل تفان ومحبة.

وكما أن الكتاب يختلف فى شكله، يختلف أيضا فى طريقة توزيعه، فلن تجده فى المكتبات ولا عند باعة الصحف، وليس لاقتنائه سبيل إلا من خلال رسالة شخصية على صفحة (منهج مجراية لإعداد الطفل) على موقع (فيس بوك) بعدها سيتواصل معك فريق العمل للحصول على نسختك. وهذا النظام يسرى على جميع القراء والراغبين فى اقتناء الكتاب حتى كاتب هذه السطور.

تنطلق كل فصول الكتاب من نقطة واحدة وهى أن هذا السن (3- 5 سنوات) هو سن الاكتشاف والمعرفة، سن رغبة الطفل المتصاعدة فى البحث عن طبيعة وأصول الأشياء، سن تكون الحواس المعرفية، والشغف الشديد فى التجريب. ولهذا اعتمد الكتاب فى فصوله على التجربة العملية، وعلى كيفية توصيل المعلومة إلى الطفل بأسهل الطرق لكى لا تغيب عن ذهنه أبدا. فمثلا من السهل أن "يحفظ" الطفل الأوزان والوقت والأحجام، ولكنها طريقة عقيمة تقضى على ملكة الفهم والاستيعاب عنده، ولكن باستخدام الكتاب يمكنك أن تعلم هذه الأشياء لطفلك باستخدام ألعاب ومكعبات وإسطوانات، بل يساعدك الكتاب فى استخدام أدوات البيت البسيطة كعلب حفظ الطعام لتعليم الطفل دروسه.

الكتاب لأولياء الأمور بالطبع، هو الطريقة المثلى للتعامل مع طفلك فى سنواته الأولى، ومن خلاله وباستخدام التجارب العملية والألعاب البسيطة سيعرف طفلك مفاهيم الأحجام والأطوال والأوزان، وكيف تعلمه باستخدام الدراما والحكى واللعب، وكيف يعرف الأعلى والأسفل واليسار واليمين، وكيف يتعلم الأعداد، والعلاقة بين الأرقام وبعضها من جمع وطرح وضرب وقسمة، وكيف يبدأ أولى خطواته الفنية بالتعرف على الفرشاة والألوان والخطوط. وبعدها سيتعلم واحدا من أهم الدروس وهو اكتشاف الطفل نفسه، والاختلاف بين الذكر والأنثى، ومعرفة الجسد وأعضائه. وبعدها سيتعرف الطفل على الضمائر ومهارات التواصل، والأخلاق الحميدة كالمشاركة والاستئذان، ثم يتعرف على الكون وما فيه من نجوم وقمر وشمس وسحاب، والأرض وما بها من رمال وصخور، والحيوانات والنباتات والماء، وأنواع الأكل، وقواعد التحدث مع الآخرين، وغيرها من الفصول الممتعة داخل الكتاب.

لا يمكن تلخيص كتاب بهذا الحجم وهذه المعلومات فى هذه السطور القليلة، ولكنها على الأقل محاولة لتعريف القراء بهذا المنهج المفيد الممتع، والشكر للأستاذ محمد عيد على هذا المجهود الشاق المحترم، والشكر موصول لمبادرة مجراية فى ملوى الحبيبة على تبنيها لهذا العمل الرائع. وكُلّى أمل أن تلتفت الدولة بمؤسساتها الرسمية التعليمية إلى عمل بهذه الفائدة، وتتعهده بالدعم والتوزيع ليكون هذا المنهج فى كل بيت.