«مثقفون»: لا بد للكاتب التنازل عن نسبة من حقوقه المادية دعما للقارئ في فترة معرض الكتاب
يرى مثقفون أن ارتفاع أسعار الكتب، هي مسألة تورق جميع الأطراف (ناشر وكاتب وقارئ) في كل دورة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأكدوا أن التغلب على تلك المعضلة لن يكون بحلول فردية فقط بل يجب تعاون الأطراف كافة.
وقال الكاتب هاني قدري في تصريحات خاصة لـ «الطريق»: للأسف الشديد ارتفاع سعر الورق والطباعة أدى إلى ارتفاع سعر الكتاب الورقي وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب حاليًا صار اقتناء الكتاب أمر صعب وأصبح الحل بالنسبة للغالبية العظمى قراءة الكتب بصيغة بي دي أف أو النشر الإلكتروني وهذا ما لجأ إليه بعض الكتاب بنشر كتبهم إلكترونيًا وقام بعض الناشرين للتغلب على هذه المشكلة بطباعة عدد محدود جدًا من النسخ بطريقة الديجيتال والتي جعلت سعر الكتاب أغلى وللأسف لا يجد طريقة يتغلب بها على ارتفاع سعر الطباعة إلا رفع سعر الكتاب.
من جانبه، قال الكاتب المتخصص في الشؤون الثقافية والناقد الأدبي سعيد زكي: صحيح أن هناك ارتفاع في أسعار الكتب كما هو الحال في جميع السلع، لكن هناك بعض الأماكن التي يمكن أن يجد فيها القارئ أسعارا مخفضة مثل الأجنحة الخاصة بوزارة الثقافة، وخصوصا قصور الثقافة التي تقدم الكتب بأسعار مخفضة جدا، وهي كتب ذات قيمة كبيرة، بما تقدمه من كتب تراث وكتب حديثة ومترجمة وفي مجالات متنوعة، كما يمكن الاستفادة من مبادرات تخفيض الكتب التي أعلن عنها اتحاد الناشرين العرب وشعارها «الكل يقرأ في معرض القاهرة الدولي للكتاب».
وأضاف «زكي»: في كل الأحوال فإن القارئ إنسان ذكي، ويتعامل مع الكتب مثله مثل أي سلعة يرتفع سعرها من وقت لآخر، لذلك فهو مع ارتفاع الأسعار يذهب إلى المعرض ليشتري الكتب التي سيقرأها فعلا وفي حاجة شديدة إليها ولا يشتري كتبا يضعها على «الرف».
من ناحيته، قال أيمن الداكر في تصريحات خاصة لـ «الطريق»: ارتفاع أسعار الكتب، هي المسألة التي تورق جميع الأطراف (ناشر وكاتب وقارئ ) في كل دورة في معرض الكتاب، والقارئ لدية التزامات أخرى قد تأخذ من ميزانية شراء الكتب، خاصة مع رب الأسرة.
واستكمل: التغلب على تلك المعضلة لن يكون بحلول فردية فقط، بل يجب تعاون كافة الأطراف من أجل مصلحة الجميع، وعلى دور النشر ألا ترفع أسعار الكتب المطبوعة منذ سنوات وبتكلفة أقل، وعليها أن توفر عروض وتخفيصات عليها تشجع القارئ على الشراء، ومن الممكن توفير طبعة شعبية بتكلفة أقل من الكتاب مع توفير طبعة فاخرة لمن استطاع إليها سبيلا.
وواصل: على الكاتب التنازل عن نسبة من حقوقه المادية دعما للقارئ في فترة معرض الكتاب، فيكون فيها ربح أقل لكن بيع أكثر يخدم كلا الطرفين يستطيع القاريء عمل قائمة بالكتب التي يرغب في اقتنائها وترتيبها حسب الأولوية بالنسبة له، حتى لا يباغته نفاد ما في جيبة قبل شراء الكتب التى يحتاجها، أو يرغب فيها بشدة بعد شراء أخرى يستطيع الاستغناء عنها.
وتابع: من الممكن أن نعود لفكرة المشاركة وتبادل المعرفة والكتب، أن يقوم الأصدقاء بشراء الكتب المختلفة، ثم يتبادلونها فيما بينهم للقراءة أو الاقتناء، فمثلا خمسة أصدقاء كل منهم يشتري خمسة كتب فقط، فيكون بمقدور كل منهم قراءة خمسة وعشرين كتابا.
واختتم: يلجأ البعض إلى الكتاب الإلكتروني، لكنها غير ماتعة، فجمال القراءة ومتعتها تكمن في تلك العلاقة المتبادلة بين القاريء وأوراق الكتاب.