الطريق
الخميس 9 مايو 2024 03:15 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مايا إبراهيم: لبنانية في ثوب صخور حصروت الشوف الجميلة

نضال العضايلة


جميلة، هادئة، واثقة، توحي للمتلقي با ٔنها قوية بما يكفي لأن تستمر ولو لوحدها، لم يكن يعنيني في الأمر تنمية صداقة شخصية معها بقدر ما كانت العلاقة بهدف إلقاء الضوء على منجزات عبقرية من عبقريات هذا الزمان، وجدتها رقيقة وشفافة وعملية للدرجة التي أحبها في شخصية المرأة، فهي عنوان حضاري في مجتمع متنوع الثقافات
حالمة ومتميزة بل أكثر من ذلك بكثير صاحبة رسالة، والجميل في المشهد أن مايا إبراهيم واحدة من المبدعات اللواتي يرقين لأن يكن رائدات في كل المجالات، راقيات في العمل المنظم، شغوفات وحالمات، مصممات ومثقفات، وللنساء رسالة وما أجمل أن توجه من أديبة ومثقفة وفنانة مثلها.
قلنا أن للمرٔة اللبنانية دورها المهم في تنمية المجتمع اللبناني والاسهام في تقدمه وقد اخذ هذا الدور في التعاظم بعد ان اثبتت أنها أهل للمنافسة والقدرة على الابداع والمشاركة في تحمل المسؤولية في مجتمع ذكوري قادر على التفوق.
وما كان لنصف المجتمع اللبناني بٔن ينهض بهذا الدور الحيوي لولا وجود نساء قادرات على ان يتخذن خط المواجهة مع الرجل الذي يجد نفسه الاقدر بينما تثبت مايا انها من القلائل القادرات على فعل ما لايمكن للرجل ان يفعله.
لذلك فإن اديبة وريادية من الطراز مايا إبراهيم، ذات صولات وجولات سواء على الصعيد الأدبي أوعلى صعيد صناعة الإبداع، فقد امتلكت وباقتدار كل مقومات النجاح، وعملت من اجل مجتمعا ينبض بالحياه وليس من أجل شهرة أومال فشكل نقطة تحول في كل مكان وزمان وغادرت اللحظات الأولى من حياتها لتحل في مستهل الوطن والتاريخ.
نعم لقد شكلت مايا التي تدرجت على سلم الشهرة والإحتراف حالة وطنيه اكسبتها محبة الاخرين وجعلت منها حالة ارتسمت على طول لحظات حياتها الحالمة، نعم هذه واحدة من بذرات الوطن وواحدة من سيدات المجتمع اللواتي يحاولن ان يبذرن الامل والحب اليوم.
مايا إبراهيم لبنانية من اب لبناني وام فلسطينية.
اقتبس مما كتبته مايا منذ أربعة سنوات عن جدتها التي هجرت من فلسطين في عام النكبة:
تقول مايا وهي تصف تهجير جدتها التي كانت في ذلك الوقت عروس:
هيدي التيتا إم مامي هيدي حبيبة قلبي اللي ضهرت من فلسطين بال ٤٨ هيي وعروس.
قالولا ١٥ يوما وبترجعي تركت بيتا الجديد اللي بعدا ما تهنت فيه وجابت مفتاحو معا ورافقا هالأمل لل ٢٠٠٠ أعطتكن عمرا.
ما كانت عارفة هال ١٥ يوما يصيرو سنين
ما خطرلا إنو من لحظتي انباعت فلسطين
يا تيتا فلسطين من ال ٤٨ مبيوعة خانووا أقرب الناس إلا كرمال هيك موجوعة
سحبو قلبا من ضلوع شو صعبة حياتا تعيش مخدوعة
ومن أقرب الناس إلا ملدوعة
يا تيتا الدول العربية عروبتا فاسدة منزوعة وكرامتا متل ضربة كوع
أما الدول الكبيرة وعينا على أطماعا وهلق صارت أكتر مفجوعة
شو بدا أحلى من هيك ساحة، الكل واقف يزقفلا لتكفي مشروعا
ما احتاجو يجتاحو فاتو برياحة الابواب من الأساس مخلوعة، يا تيتا سبحان مين موتك قبل ما تشوفي شو صار بغيابك شرايين الضميرر اللي حكت عنو فيروز صارت أكتر وأكتر مقطوعة، اليوم الروحه عالأقصى ممنوعة على أمل ننام وبٔرض المسيح والأنبي نوع
مهما حاولو يزورو التاريخ والجغرافيا يكونو أكيدي شروش فلسطين بقلوبنا وذاكرتنا مزروعة، لإنو بالنهاية ما بيصح إلا الصحيح الحقيقة بتضل حقيقة ما إلا فروع.
هل يمكن لشخص مثلي أن يزيد على هذا الكلام الرائع، أوأن يتطاول على احرف من ذهب، لا سأكتفي بٔن اقول انا مايا إبراهيم تلك الأديبة التي ساهمت في إثراء المحتوى العربي قد حققت نجاحا منقطع النظير في تفعيل دور المرأة في الأدب والفنون والثقافة والعمل الريادي.
لن نتحدث عن إبراهيم ونشأتها ووالدتها وتربيتها، فهي ابنة حصروت الشوف إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان، وهي أصغر قرية في إقليم الخروب، ولكنني ساتحدث عن أدب وثقافة وفن هذه المرأة الريادية المبدعة التي خاطبت مجتمعها بثقة عالية وفريدة فتجدها تزرع كلماتها في صميم الذات الذي نعيشه عندما تقول:
كرامتك إذو انجرحت ما في شيء بيشفيا
إياك تبكي قدامن دمعتك جوات عينك إخفيا
ومشاعرك إذو عصيت أوامرك من قلبك إنفيا
كرمال ما يفكرو حياتك وقفت عندن فرجي إنو فين وبلاهن بتكفيا
وهي التي تقول:
كمْ نصيحة حطن براسك ما فيك تغير الطبع
والقدر والنصيب هني حصص مقسمة بالعدل
يمكن تكون حدك ومش إلك وممكن تكون إلك لو بتم السبع
أنانيتك خففا ما تضل تغرف لإنو مش بس الأشخاص حواليك حتى الحياة بتبعد عنك ولو كانت نبعا
حب مش غلط بس الغلط تعطي قلبك كليا
خلي لنفسك عالقليلة ربع
كون خفيف الظل وخلي كل اللي حواليك يتمنى قعدتك ويقول ما تفل من قعدتك ما بينشبع
وكلمة أخيرة خليك شجرة جذع قوي مش من أي نسمة هوا تنقبع.
وفي مملكتها الرائعة تقول مايا:
بالزمان اهتمينا فكرو تملكونا
ما بيعرفو إنو من لحظة ولادتنا لحزب الكرامة انتمينا
وياما وقع منا قطع ما التفتنا ولا لمينا تمسكنا فين بس هني اللي فلتو إيدانا
يعني إذو تجاهلناهن شوي معليه من معاملتن انعدينا
أما نحن ضميرنا مرتاح عاملناهن متل ما تربينا
قمنا من مثاليتنا انأذينا
في ناس ما بتستحق العتاب
ولا بينحط على عين خلين قاعدين مع حالن يمكن يلاحظو غيابنا إذو زحنا عنن واختفينا
وإذو ما لامو نفسن ما يفكرو نقيمن بالعكس منكفي حياتنا وكٕنو ما التقينا.
هذه هي المبدعة المتألقة اللبنانية مايا إبراهيم، وهذه نفحاتها الجميلة التي تكتب أسطر الفرح والسرور، وتجمل المكان والزمان، وتفعل فعلها في كل المطارح التي تزورها.
ابداع ما بعده إبداع، وتألق يحمل في طياته عطر لبنان الجميل، وعبق الحب والحياة...