الطريق
السبت 4 مايو 2024 12:04 صـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

منى حنا عياد تكتب: انتهاك حرمة الموت

الدكتورة  منى حنا عياد 
الدكتورة منى حنا عياد 

قيام بعض الصحفيين بالعبور فوق نعش الفنانين لتصوير جثمانه أثناء دفنه والذي يعده نوع من أنواع انتهاك حرمة الموت وتعد على خصوصيات أهل الميت لحرصهم على تصوير مشاعرهم الطبيعية من بكاء وحسرة على موت فقيدهم.

ولدى سؤاله عن كيفية التغلب على هذه الأزمات، قان من يريد توثيق الجنازة فليقم بالتصوير من مسافات بعيدة دون اقتحام خصوصيات أهل المتوفى أو التعدي على حرمة المتوفى أن مع التقدم التكنولوجي للتصوير يمكن للمصورين التقاط صور واضحة وظاهرة من مسافات بعيدة؛ لذا فإنه لو اتخذوا من الرصيف المقابل مكانا للتصوير فسوف يؤدون عملهم على أكمل وجه دون إلحاق الأذى بمشاعر أهل المتوفى.


إن هناك أماكن وطقوس يحظر على المصور الدخول إليها أو التصوير بها منها تصوير الصلاة على المتوفى، وأثناء دفنه، ووجوده داخل النعش لأن ذلك يمثل تعديا على حرمة الميت وإيذاء مشاعر أهلهاا نها مخالفات مهنية جسيمة للصحفيين خلال تغطيتهم مراسم تشييع جنازات الفنانين ، تلخصت في التصوير من مسافات قريبة، واقتحام خصوصيتهم عبر تصوير مشاعرهم الطبيعية الحزينة، والتعدي على حرمة الميت ، وملاحقة كبار النجوم المعزين.
وهذه المشادات المتكررة بين الفنانين والصحفيين تطرح تساؤل "هل هناك ضوابط إعلامية معينة أثناء تغطية الجنازات يجب أن يتبعها الصحفي لاعتبارات تتعلق بالمصاب الأليم للناس؟".
خلال الفترة الأخيرة زاد اهتمام الصحف بالعزاء والجنازات، ولكنها بدأت تصبح خارج نطاق السيطرة، حيث تحوَّلت لسباق من أجل الحصول على سبق صحفي بدون مراعاة طبيعة الظرف الحزين.


حيث يتوافد الصحفيون لتصوير أسرته وأفراد عائلته، دون مراعاة لمشاعر الحزن.
لابد بعض الضوابط الإعلامية التي يجب مراعاتها خلال تغطية العزاء أو الجنازة منها مراعاة الظرف والوقوف على بعد مناسب من السرادق بحيث يمكن التقاط صور مناسبة أو التحدث مع المصادر بدون اقتحام خصوصية الفنان حيث إن الصحفيين لا يفرقون بين حياة الفنان الخاصة ومماته، والأخيرة هي لحظة جليلة لا ينبغي استثمارها تحت أي تبرير.