الطريق
السبت 27 يوليو 2024 05:18 صـ 21 محرّم 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خبراء: بيع ”سوخوي ”35 لإيران تحول خطير في موازين القوة

ارشيفية
ارشيفية

هل تحولت ساحات الحرب إلى سوق للأسلحة الحديثة؟

شركات الأسلحة الأوروبية تنتعش في أسواق الحرب والدماء

في النصف الآخر من الشهر الماضي خرج علينا نبأ إرسال أول شحنة من طائرات سوخوي "سو-35" الروسية إلى إيران، وذلك بالتزامن مع الصراع الإيراني- الإسرائيلي، هذه الخطوة تطرح العديد من الأسئلة، هل الصفقة دليلاً على تعميق العلاقات الإيرانية- الروسية، أم هي مخطط لدعم الجيش الإيراني في حالة مواجهة الغرب، أم هي رسالة من روسيا إلى الغرب بأنني حاضرة في الشرق الأوسط، في إشارة إلى قلب الطاولة؟.

كالعادة تطرح جريدة "الطريق" هذه الأسئلة على الخبراء والمتخصصين في الشؤون الإيرانية والروسية، لكشف المزيد من الخفايا والأسرار حول هذه الصفقة والسبب والتوقيت.

في البداية، الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، و الخبير في الشأن الإيراني، يقول: "تطورات العلاقات الروسية- الإيرانية في الفترة الأخيرة، وخاصًة مع الدخول الإيراني الروسية في الدخل السوري، كان هناك تنسيق وتقارب فيما يتعلق الدفاع عن خط الجنوبي للأمن القومي الروسي، وفي ظل التطلعات الإيرانية للحفاظ على خط المقاومة، وغيرها من الأسباب المعنية بالأمن الإقليمي والخاص الإيراني".

وأشار في حديثة لـ"الطريق"، : "هذه الخطوة أخذت تطورًا مهمًا ومرحلة مهمة للغاية، ولكن هناك تحولات في الفترة الأخيرة تؤكد أن هناك مراحل أخرى متقدمة ومتطورة طالتها هذه العلاقات الإيرانية- الروسية، ليست من منطلق العلاقات الثنائية، ولكن في محاولة للحشد والتضامن وتكوين جبهة في مواجهة الجانب الأمريكي، والمتمثل في وضع الدولتين مثل الصين وكوريا في مربع الدول المارقة، والتي تحاول الولايات المتحدة مواجهتها بأي حال من الأحوال".

وأضاف: "التطور الأخير يتعلق بتقديم إيران لروسيا في إطار حربها مع أوكرانيا طائرات مسيرة من نوع شاهد 136 و131، وغيرها من الطائرات الأخرى والتي كان له دورًا مهمًا في عمل نوع من توازن القوة، تحديدًا المعارك والمواجهات الروسية- الأوكرانية"، مبينًا أن التعامل والتعاطي مع البنية التحتية والأساسية فيما يتعلق بالمياه والكهرباء، لا سيما إعطاء مساحة للتحرك والتوازن الروسي بشكل أكثر قوة فيما يتعلق بالداخل الأوكراني، وبالتالي أرى أن هذا التطور مهمة جدًا بالنسبة لموسكو.

تابع: " تطور العلاقات يأتي أيضًا في مواجهة التحولات والإجراءات الأمريكية والغربية، ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبالتالي تعد خطوة مهمة للغاية في مراحل التعاون الروسي الإيراني، إذ أن الحديث الآن عن تقديم روسيا مقاتلات سوخوي 35 لإيراني، في اعتقادي يمثل تحول أخر خطير ومهم للغاية في موازين القوة، ومن ثم طبيعة العلاقات الدولية والميزان الدولي المتعلق بالمواجهات الروسية- الأمريكية من جانب".

وأكمل: "الجانب الأخر يأتي في مقابل المواجهات الإيرانية- الأمريكية، وبالتالي نحن إذاء خطوة له العديد من الدلالات؛ أولاً هي تؤكد أن هناك ثم تحالف أخذ في التكوين، تحالف مباشر وواضح وأكثر تبلورًا فيما يتعلق بمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، مما يدفع إلى المزيد من التنسيق مع الجانب الروسي- الإيراني، وقد يفضي إلى دخول دول أخرى في هذا التحالف بشكل أكثر قوة مثل الصين مستقبلاً".

وبالسؤال عن الدعم العسكري الروسي- الإيراني في توقيت تشهد فيه المنطقة عدم استقرار، أجاب الدكتور نبيل رشوان، الخبير والمتخصص في الشأن الروسي، قائلاً: " هذا الدعم الروسي- الإيراني من شأنه التحفيز من أجل إيجاد مساحات من التفوق الإيراني، ومن ثم القدرة على الدعم والصمود في مواجهة الجانب الإسرائيلي- الأمريكي، وبالتالي يزيد من إرباك الجانب الإسرائيلي، والذي تعرض مؤخرًا لبعض العمليات الإيرانية، والتي لم تحدث أثار عسكرية مباشرة.

وأردف: "الجانب الروسي يعلم جيد أمكانيات الدولة الإيرانية في الوقت الحالي، ولا أجزم القول عندم أقول أن روسيا ترى في العلاقات مع إيران استفادة كبيرة من حيث استخدام الأسلحة المتطورة، فضًلا عن تبادل الطائرات الحديثة سواء كانت مسيرة أو غيرها"، متطرقًا: "كان هناك مشكلة في أس 400 صواريخ مضادة وأعلنت موسكو ذلك، وبالتالي لم يرغب الجانب الروسي تزويد إيران هذه المنظومة حتي يتم حلها، الهدف من هذا أن التبادل العسكري بين روسيا وإيران ليس حديث الساعة".

ولفت إلى أن التعاملات الروسية- الإيرانية ليس أيضًا في الطائرات فقط، ولكن في مقاتلات الدفاع الجوي أيضًا، وقبل الصراعات الروسي- الأوكراني، خشت موسكو من تزويد طهران بالصواريخ المضادة بسبب العقوبات الدولية أنذاك، منوهًا أن الوقت الحالي لا توجد دولة تصنع سلاح دون الحاجة إلى قطع معينة متاحة في دول أخرى.

واستطرد حديثة لـ"الطريق"، قائلاً: "يبدو أن الصراع القائم حاليًا لعب دورًا مهمًا في تعزيز وتطوير العلاقات الروسية- الإيرانية، إذ أن تزويد روسيا لـ(طهران) بأسلحة حديثة يأتي في إطار دعم الفلسطينيين ضد الإسرائيليين تحديدًا إبان العدوان على قطاع غزة، وفي اعتقادي أنه دورًا غير أساسيًا، ولكن تعتبر موسكو أن إيران من الداعمين الأساسيين لحركة حماس".

وأتم: "بالنسبة لتحويل الحرب الباردة إلى استعراض للأسلحة الحديثة فهو المقصود، حيث أن أوكرانيا أصبحت ساحة لاستعراض السلاح سوء الغربي أو الروسي، في حين أن كوريا الشمالية أصبحت تستعرض أسلحتها هي الأخرى، لا سيما استعرضت إيران الطائرات المسيرة شاهد 131، هذا يجعلنا ننظر إلى الصراعات والحروب على أنه سوق كبير للأسلحة من أجل جلب المشتري"

موضوعات متعلقة