إسرائيل تجبر سكان جباليا على النزوح قسرًا تحت القصف
يغادر عشرات الآلاف من الفلسطينيين مخيم جباليا للاجئين والمناطق المحيطة به، مع تعميق جيش الاحتلال الإسرائيلي توغله في هذه المنطقة المكتظة بالسكان في شمال غزة.
قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة لويز ووتريدج، إن عشرات الآلاف من الأشخاص نزحوا من المناطق الشمالية وسط العملية البرية الإسرائيلية الجديدة.
وأفادت حكومة حركة حماس في غزة، بأن 770 فلسطينيا على الأقل استشهدوا وأصيب أكثر من ألف آخرين في شمال غزة منذ الرابع من أكتوبر الجاري عندما شنت قوات الاحتلال هجوما بريا واسع النطاق في منطقة جباليا.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقال 200 فلسطيني من جباليا منذ بدء العملية العسكرية في المنطقة.
ورغم أن الغارات الجوية الإسرائيلية استمرت في جميع أنحاء غزة خلال الأشهر الثلاثة عشر الماضية، فإن الجيش يتركز الآن في المنطقة الشمالية من جباليا، التي تضم مخيم جباليا للاجئين، وهو أكبر مخيم من نوعه في غزة، ويقع على بعد حوالي 8 كيلومترات (5 أميال) إلى الشمال من مدينة غزة.
أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء في السابع من أكتوبر الجاري لمناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمال غزة، وطلب من السكان الانتقال جنوبا إلى مخيم في المواصي، والذي تعرض هو نفسه لغارات جوية إسرائيلية متكررة، كان آخرها في سبتمبر الماضي.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني، إن الناس في شمال غزة ينتظرون الموت فقط.
وأضاف لازاريني، عبر منصة إكس، إن موظفي الأونروا لا يستطيعون العثور على الطعام أو الماء أو الرعاية الطبية.
وتابع أن رائحة الموت تنتشر في كل مكان حيث تُترك الجثث ملقاة على الطرقات أو تحت الأنقاض، وترفض إسرائيل القيام بمهام لإزالة الجثث أو تقديم المساعدة الإنسانية.
ونشر جيش الاحتلال عبر منصة إكس، مقطع فيديو جوي لمنطقة جباليا يظهر فيه عشرات الآلاف من المواطنين وهم يخلون منازلهم سيرًا على الأقدام، في حين يواصل الاحتلال حصاره وعمليته العسكرية.
ووثقت صور ومقاطع فيديو مشاهد من رحلة النزوح المؤلمة التي أجبرت آلاف الفلسطينيين على اتخاذها تحت تهديد آلة القتل الإسرائيلية.
وحمل الرجال والنساء والأطفال والشيوخ ما استطاعوا من حاجيات شخصية وساروا في طريق طويل لساعات أملًا بالوصول إلى مكان آمن.
وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين في الحادي عشر من أكتوبر الجاري والذي أسفر عن استشهاد 22 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 90 آخرين، أدانت حركة حماس عمليات جيش الاحتلال العسكرية في شمال غزة.
وقالت حماس، في بيان، إن جيش الاحتلال يواصل الإبادة الجماعية الإجرامية المستمرة ضد شعبنا، مشيرة إلى أن إسرائيل تحاول معاقبة السكان على صمودهم ورفضهم للتشريد.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إنها غير قادرة على تنفيذ حملتها للتطعيم ضد شلل الأطفال في المنطقة، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة.
وأضافت في بيان، أن الظروف الحالية، بما في ذلك الهجمات المستمرة على البنية التحتية المدنية، لا تزال تعرض سلامة الناس وحركتهم في شمال غزة للخطر، مما يجعل من المستحيل على الأسر إحضار أطفالها بأمان للتطعيم ووصول العاملين الصحيين إلى عملهم.
وكان من المقرر أن تنطلق، يوم الأربعاء الماضي، المرحلة النهائية من حملة التطعيم، والتي تستهدف تطعيم 119 ألفاً و279 طفلاً في شمال قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي أجرى زيارة متعددة المحطات إلى المنطقة الأسبوع الماضي على أمل تحقيق تقدم بشأن وقف إطلاق النار في غزة، إن المزيد من التقدم يجب أن يتحقق، والأمر الأكثر أهمية هو أنه يجب أن يكون مستداما فيما يتعلق بتدفق المساعدات إلى غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، استشهد في غزة أكثر من 42.792 شخصاً وأصيب 100.412 آخرين، وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة في غزة.