أبو المجد الجمال يكتب: لغز مسرحية ”ضرب إيران”
بهدوء لماذا نقول أن الهجوم الإسرائيلي علي إيران مسرحية هزلية سخيفة متفق عليها مسبقا بين تل أبيب وواشنطن وطهران أو بين واشنطن وتل أبيب بعيدا عن طهران ؟ ولماذا نقول أن هناك احتمال وارد ألا ترد إيران علي الهجوم الإسرائيلي الذي استغرق ٤ ساعات بحسب الرواية الإيرانية وإذا ردت طهران سيكون ردا ضعيفا كما وصفت الهجوم الإسرائيلي مع تأكيد وزارة النفط الإيرانية عدم تضرر المنشآت النفطية في الهجوم الإسرائيلي بل وتعمل بشكل طبيعي رغم إعلان جيش الاحتلال الفاشي ضرب البني التحتية للطاقة الإيرانية ومصانع الصواريخ في موجة ثالثة ؟ ولماذا نقول أن ثمن الهجوم الإسرائيلي الضعيف والفاشل علي طهران في احتمال استقرائي فاحص وثاقب للأحداث يحتمل الصواب والخطأ وقد ينسف من أساسه بأن هناك احتمال وارد بأن تكون طهران ضحت بحزب الله ؟ ولماذا نقول بأن إسرائيل ستضرب العراق بعد إيران ؟ ولماذا نقول أن واشنطن تغسل يدها من ضرب إيران رغم أنها صدعت رؤوسنا ليل نهار بأنها ستشارك في الضربات الجوية علي إيران ؟ ولماذا نقول ماذا تفعل منظومة ثاد الأمريكية في تل أبيب إذا كانت واشنطن زعمت عدم مشاركتها في ضرب إيران جويا بل عززتها ب بطارية ثانية لمنظومة ثاد ؟ ولماذا تهول تل أبيب من حجم الضربة الإيرانية رغم اعتراف إيران بضعفها وفشلها؟
في خلاصة القول يمكن أن نقول أن مسرحية ضرب إيران لا تزال تمثل لغزا كبيرا يحتاج لمن يفك شفراته وألغامه التي ستنفجر فيما بعد فيبدو أننا أمام ملعوب إسرائيلي أمريكي كبير ضد محور المقاومة خاصة حماس وحزب الله !
الإجابة يا سادة إذا ما وضعنا تصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني الفاشي دانيال هغاري بأن المنشآت النووية والنفطية الإيرانية كانت خارج بنك أهداف ضرب إيران وتم التركيز فقط علي المواقع والمنشآت العسكرية وهو ما أكدته أيضا مصادر إسرائيلية رغم توجيه موجه ثالثة سريعة دون أي فاصل زمني تتضح معالم الصورة إلي حد ما
لكن تزداد الصورة وضوحا إذا ما علمنا أن التصريحات الإيرانية في أول تعليق لها علي الضربة تؤكد ضعفها وعدم تحقيق أهدافها رغم التهويل الإسرائيلي لها الذي ركز علي بنك الأهداف العسكرية فقط ولم تحصر حجم الخسائر الإيرانية إلا بشكل مبدئي وليس نهائي وسط تقييمات إسرائيلية تجري حاليا لها فخذ عندك تصريح النائب الأول للرئيس الإيراني بأن قوة إيران تجعل أعداء الوطن أذلاء ومهانين دون التطرق لأي رد إيراني علي الهجوم الإسرائيلي وطبيعته عدا ما اعتبره موقع نور نيوز الإيراني سياسة طهران بشأن العدوان الإسرائيلي هي الرد دون تأخير أو تسرع ولا يمكن تجاهل العدوان الإسرائيلي بغض النظر عن ضعفه وسعي إسرائيل لتضخيمه ولم يخرج مسئول كبير في الدولة الإيرانية عقب الهجوم الإيراني ليؤكد علي الإصرار علي الرد علي الهجوم الإسرائيلي أو يلمح بموعده حتي ولو من قبيل الحرب النفسية
في قلب الصورة تكشف وكالات الأنباء الإيرانية كوكالة فارس نقلا عن مصادر إيرانية مجهولة الهوية تصف الهجوم الإيراني ب الضعيف والفاشل في وقت تهول منه إسرائيل ما يضعنا أمام افتراضية أخري بأن هناك احتمال وارد بعدم الرد الإيراني أو أن الرد الإيراني سيكون ضعيفا مثل الهجوم الإسرائيلي رغم تصريحات بزشكيان وعراقجي وخامنئي وقائد الحرس الثوري ومستشاره وقائد الجيش الإيراني ورئيس البرلمان الإيراني التي ملأت الدنيا ضجيجا ولم تقعدها بالوعيد والتهديد بالرد الإيراني القاسي والقوي والذي لا يمكن أن تتصوره تل أبيب حال شنها هجوما علي إيران ووصل لحد الوعيد والتهديد والتلميح بضرب مفاعل ديمونة إذا ضربت إسرائيل المنشآت النووية والنفطية لنجد أنفسنا أمام تصريحات إسرائيلية وإيرانية تقودنا بالتهويل إلي أننا سنكون أمام حرب نووية قادمة لا محالة حتي ولو من قبيل تفعيل وتصعيد الحرب النفسية بين الطرفين
تخترق معالم الصورة لتكشف المستور تصريحات مسئولين إسرائيليين وأمريكيين بأن طهران كانت علي علم بموعد الضربة الإسرائيلية وتم تحذيرها قبلها وتم تحذيرها أيضا من الرد عليها الذي سيكون أقوي وأشد ونقرأ ما بين سطور تلك التصريحات إذ فجر مصدر كواليس محادثات متعددة جرت بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وأبلغت واشنطن بوقت الهجوم على إيران بحسب قناة فوكس نيوز وكشفت مصادر مطلعة كواليس توضيح تل أبيب لطهران مسبقا ما الذي ستهاجمه وما لن تهاجمه بشكل عام حيث أرسلت لها رسالة قبل توجيه الضربة وحذرتها من أنها ستشن هجوما آخر أكثر قوة إذا ردت وحثتها عبر أطراف ثالثة علي الحد من تبادل الهجمات ومنع تصعيد أوسع نطاقا لكن مسؤولين أمريكيين توقعوا أن ترد إيران بطريقة محدودة تسمح لإسرائيل بوقف دورة الانتقام المتبادل بحسب موقع أكسيوس الأمريكي
تبقي في الصورة واقعة إبلاغ إيران بموعد الضربة لتتضح معالمها أكثر فأكثر حينما نأخذ في محمل الجد وعين الاعتبار التصريحات الأمريكية التي تنفي ضلوع واشنطن في ضرب إيران لكنها كانت علي علم مسبق بموعد الضربة إذ اعترف مسؤول أمريكي بإخطار تل أبيب واشنطن قبل شن ضرباتها لكنها لم تشارك في العملية وأكد مسئول بإدارة بايدن أن ضربات إسرائيل يجب أن تكون نهاية للتبادل المباشر لإطلاق النار بين طهران وتل أبيب بحسب وكالة رويترز فما مغزي ودلالة إعلان تل أبيب طهران بالهجوم عليها قبيل ساعات قليلة من انطلاقه ونفي واشنطن ضلوعه فيه ؟
حول الصورة تتضح المعالم أكثر إذ ما علمنا وفقا لما كشفته مصادر مطلعة حول كواليس تسليم دول عربية وأوروبية إيران تحذيرا بشأن هجوم إسرائيل قبيل ساعات من وقوعه بحسب صحيفة وول ستريت جورنال
في قلب الصورة ورغم تأكيد إيران بأن الضربة ضعيفة وكانت محدودة في مواقع إيرانية ولم تستهدف أي مراكز عسكرية للحرس الثوري الإيراني إلا أن الجيش الإيراني أكد بعد ساعات من الضربة "وليس في حينها مجرد ملحوظة" مقتل اثنين عسكريين في الضربة وتوعد برد قوي علي إسرائيل ولم يحدد بنك الأهداف الإسرائيلية وتوعدت وزارة الخارجية الإيرانية بحق إيران الرد علي أي عدوان أجنبي وفقا لميثاق الأمم المتحدة وأكدت أنها ستستخدم كل الامكانيات للدفاع عن أمنها ومصالحها والتزامها بالأمن الإقليمي وأكد مسئولين إيرانيين تعرض ٣ قواعد صواريخ تابعة للحرس الثوري علي الأقل في محافظة طهران وتعرض قاعدة عسكرية في مطار الخميني بصواريخ لتدخلنا إيران في دوامة متاهة تصريحات ووعيد وتهديد سبق أن أكدته مسبقا مرارا وتكرارا بل وأكدت أيضا جاهزيتها للرد علي الهجوم الإسرائيلي ولكل السيناريوهات المتاحة لينفجر لغم السؤال الشائك والممنوع هنا بقوة تسونامي المدمر بل وأشد لماذا لم ترد إيران ردا فوريا علي الهجوم الإسرائيلي إذا كانت هي جاهزة له وهو ما أكدته مرارا وتكرارا ورغم تأكيدها بأنها أجهضت الضربة الإسرائيلية في تضارب للتصريحات الإيرانية ووسائل إعلامها التي أكدت أثناء ضرب إيران أن الحياة تسير علي طبيعتها والناس تسير في شوارع طهران ؟
في عمق الصورة تبلور تصريحات واشنطن لغز عدم مشاركتها في الضربات الإسرائيلية على إيران وهي التي ملأت الدنيا ضجيجا بأنها ستشارك في الهجوم الجوي فإذا ما أخذنا بمحمل الجد تأكيد واشنطن عدم مشاركتها في ضرب إيران نجد أن وصول بطارية ثانية لمنظومة ثاد لإسرائيل ينفي ذلك شكلا وموضوعا وحتي لو صدقت واشنطن في ذلك فإن هذا يقودنا إلي أن نشك في احتمال وجود اتفاق إسرائيلي أمريكي إيراني ولاسيما وسط تصريحات واشنطن بأن إيران إذا ردت علي فإنها ستدافع عن إسرائيل وحذرتها من الرد علي إسرائيل لكن ما الثمن الذي ستدفعه إيران مقابل الرد الإسرائيلي الذي وصفته بالضعيف والفاشل ما يعزز إلي حد ما بأن هناك احتمال وارد بأن تكون إيران ضحت بحزب الله وإن كان احتمالا ضعيفا لكن هو احتمال وارد فلماذا لا نأخذه في عين الاعتبار إذا ما تخلصنا من سيطرة العاطفة علي الأحداث وتحكمنا للعقل والمنطق ومعطيات الأحداث ومخرجاتها علي أرض الواقع ونؤكد أننا لا نتهم إيران بالتضحية بحزب الله لكنه سؤال تفرضه معطيات الأحداث الجارية ومخرجاتها وهناك فرق شاسع بين السؤال والاتهام وشتان بين الاثنين
واقع معالم الصورة يقول أن الهجوم الإسرائيلي علي إيران تم بمقاتلات أمريكية وهو ما يعني أن واشنطن شاركت بمقاتلاتها فكيف تغسل يدها من الهجوم الإسرائيلي وهي الداعم العسكري المطلق لإسرائيل فكلهم كاذبون وكلهم السفاح نتنياهو ومع الضربة الإيرانية التي شملت رادارات في العراق وسوريا هل ستكون العراق هو الهدف الإسرائيلي التالي بعد إيران إذ كشف مسؤولين في جيش الاحتلال الصهيوني الفاشي كواليس مشاركة مئات من طائرات سلاح الجو في الهجوم الذي كان طويلا بحسب القناة 13 العبرية في حين زعم مسؤول في الإدارة الأمريكية أن الهجوم الإسرائيلي كان واسع النطاق لكنه دقيق واعتبر الضربات تهدف إلي ردع الهجمات الإيرانية المستقبلية بشكل فعال بحسب صحيفة نيويورك تايمز وزعم مصدر استخباري إسرائيلي مطلع نجاح إسرائيل في تحييد الدفاعات الجوية الإيرانية بشكل كامل في رسالة واضحة بأن إسرائيل لديها حرية العمل في المجال الجوي الإيراني وحذر من مخاطر تداعيات الرد الإيراني سيمنح إسرائيل الشرعية للنظر في أنواع أخري من الأهداف وكشفت مصادر إسرائيلية أخري كواليس تلقي إسرائيل بطارية ثانية من نظام الدفاع الجوي الأمريكي ثاد تحسبا لرد إيراني بحسب صحيفة التايمز وأعرب مسؤولين إسرائيليين عن أملهم أن يؤدي الرد المدروس إلى وضع حد للردود المتبادلة بحسب صحيفة واشنطن بوست وفجر مسؤولين إسرائيليين كواليس الضربة الإيرانية شملت في البداية بطاريات دفاع جوي ورادارات في سوريا والعراق بحسب صحيفة نيويورك تايمز وكشف مصدر إسرائيلي كواليس بنك أهداف الضربة على إيران شملت مواقع تخزين صواريخ ومسيرات وإنتاج أسلحة ومنظومات دفاع جوي بحسب أي بي سي وزعم مصدر إسرائيلي مطلع أن الهجوم كان دقيقا واستهدف مصانع لإنتاج صواريخ أرض أرض بإيران بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية
تتكشف معالم الصورة لتقودنا لاحتمال تورط واشنطن في الضربة الإيرانية وهي الداعم المطلق لإسرائيل عسكريا في حربها علي غزة ولبنان وهو ما أكده بكل وقاحة وبجاحة متناهية بعد ضرب إيران رئيس مجلس النواب الأمريكي بوقوف الكونغرس بحزم إلى جانب إسرائيل وهي تضرب إيران دفاعا عن نفسها ويجب أن يعرف العالم أننا سندعم إسرائيل بشكل كامل إذا استمرت إيران في عنفها فيما زعم مسؤول أمريكي أن الضربات الإسرائيلية على إيران كانت واسعة النطاق ودقيقة وشملت أهدافا عسكرية في جميع أنحاء إيران وصممت لتكون فعالة بحسب شبكة سي إن إن
داخل الصورة ما وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة علي إيران المدروسة بموافقة أمريكية تفسر خشية تل أبيب من استهداف مفاعل ديمونة حال استهدافها المنشآت النووية الإيرانية ويأتي في إطار انصياع السفاح نتنياهو لنصائح حليفه والداعم العسكري المطلق له مجرم الحرب بايدن في هذا الشأن
ندخل في دوامة متاهة الصورة ومتاهة الضربة الإيرانية لتغلق دائرة الألغاز والمتاهات بإحكام عندما تؤكد إيران عدم اختراق مجالها الجوي ما يدفعنا للتساؤل عن فرضية مكان انطلاق المقاتلات الإسرائيلية الأمريكية للهجوم علي إيران إذ كشف جيش الاحتلال الصهيوني الفاشي مشاركة ١٠٠ طائرة مقاتلة في ضرب إيران ومن المعروف حجم الدعم العسكري الأمريكي المطلق لإسرائيل رغم أنف تأكيد مسئول أمريكي عدم مشاركة أي معدات عسكرية أمريكية في ضرب إيران بحسب مجلة بوليتكو وسط تقييم القيادات الأمنية والعسكرية نتائج الهجوم على إيران ولا تغيير بتعليمات الجبهة الداخلية بحسب إذاعة الاحتلال