الطريق
الأربعاء 18 يونيو 2025 09:12 صـ 22 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
400 صاروخ إيراني منذ بداية التصعيد.. إسرائيل تستنفر ومنظومات أمريكية تشارك في التصدي شاهد| وزير المالية: خفض الدين وزيادة دعم الصادرات والأجور في الموازنة الجديدة سي إن إن: ترامب تراجع عن إرسال مسؤولين للاجتماع مع الإيرانيين رئيس الوزراء يتابع الجهود المبذولة لتوفير الاحتياجات اللازمة من مياه الشرب الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل توقع بروتوكول تعاون مع «اتحاد بنوك مصر» وزير البترول والثروة المعدنية يشارك في قمة ”تحول الطاقة: شرق البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق أوروبا” فى العاصمة اليونانية أثينا تتويج مصر للطيران بجائزة أفضل شركة طيران فى أفريقيا من حيث الخدمات المقدمة للركاب لعام 2025 وفقًا لتقييم Skytrax العالمي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان يستقبل المنسق المقيم للأمم المتحدة بمصر والمدير الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لبحث الخطط المستقبلية وزيرة التنمية المحلية تستعرض جهود الوزارة لتنفيذ المنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات الصلبة أمام لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب رئيس الوزراء الصربي يُلقي كلمة خلال المؤتمر الصحفي بحضور مدبولي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يستضيف طلبة من دولة إريتريا ويكرم مسيرة مفتيها الأزهري الراحل التعليم: جروبات الغش هدفها التربح المادي ونرصد محاولات الغش والتسريب خلال دقيقتين

شحاته زكريا يكتب: في وجه العاصفة.. ماذا نملك نحن العرب؟

وسط موجات متلاطمة من الاضطرابات العالمية تبدو منطقتنا العربية وكأنها قارب صغير يحاول الصمود في محيط يزداد هيجانا كل يوم. الاقتصاد العالمى يتقلب على إيقاع حروب تجارية شرسة ، ومصادر الطاقة تدخل حسابات السلاح فيما تتراجع الثقة فى النظام الدولى وتزداد هشاشة المؤسسات الكبرى.

فى ظل هذا المشهد المرتبك يطرح سؤال نفسه بإلحاح: ما موقعنا كعرب من هذا المشهد؟ هل سنظل أطرافا تناورها القوى الكبرى حسب مصالحها أم نستطيع أن نصوغ موقعا جديدا لأنفسنا في هذا العالم المتغير؟

الفرصة لم تذهب بعد لكن الوقت يداهمنا. المطلوب ليس أحلاما رومانسية عن وحدة عربية شاملة ، بل رؤية واقعية تبني على ما هو ممكن الآن وتتحرك وفق منطق المصالح المشتركة. العالم اليوم لا يحترم إلا الكيانات الكبرى ولا يستجيب إلا لمن يملك أوراق ضغط حقيقية.

لدينا فرص عديدة ضاعت فى السابق بسبب غياب الإرادة السياسية وتراكم الخلافات، لكن بإمكاننا البدء من جديد. يمكن التفكير فى حزمة من المبادرات ذات الطابع العملى مثل تأسيس منظومة عربية للأمن الصناعي والعسكرى تنطلق من الدول الأكثر تقدما وتتسع تدريجيا لتشمل بقية الشركاء.

هذه المنظومة لا يجب أن تبدأ من الصفر فمصر والسعودية والإمارات والجزائر لديها بالفعل بنى تحتية ومشاريع طموحة فى الصناعات العسكرية والمدنية. يمكن إنشاء صندوق عربى مشترك يمول الأبحاث والابتكار ويوحد خطوط الإنتاج ويقلل من التبعية للتكنولوجيا الأجنبية.

أما فى المجال الاقتصادى فاللحظة الراهنة مثالية لإعادة التفكير فى التكامل الإقليمى الأزمات العالمية كشفت هشاشة الاعتماد على الغرب فقط وفتحت أبوابا جديدة مع الشرق والجنوب.

تخيّل لو امتلك العرب شبكة نقل وسكك حديدية عابرة للحدود أو منظومة غذائية متكاملة تربط واحات السودان بمدن الخليج وموانئ المغرب بمصانع الشام.

هذه ليست طموحات حالمة بل مشاريع قابلة للتحقق إذا توفرت الإرادة وخرجت الجامعة العربية من دورها التقليدى المتثاقل إلى دور تنسيقى فاعل.

المطلوب ليس مؤتمرات ولا شعارات بل خطوات تنفيذية تبدأ بالتفاهم بين الدول الكبرى المؤثرة فى القرار العربى.

المثير للدهشة أن العالم يطلب منا الآن ما تجاهلناه طويلا : أن نكون وحدة اقتصادية وأمنية مستقرة. القوى الكبرى رغم كل خلافاتها تحتاج إلى شريك عربى منضبط يمكن الاعتماد عليه. فلماذا لا نكون هذا الشريك ولكن بشروطنا نحن؟ لماذا لا نتحول من منطقة نفوذ إلى قوة تفاوض؟

إن غياب المشروع العربى المشترك هو الذى يجعلنا ساحة للضغوط لا طرفا فيها. والتاريخ لا ينتظر المترددين.

هناك لحظات فارقة فى مسيرة الشعوب، إما تُغتنم لتأسيس مستقبل مختلف أو تضيع وتتحول إلى ندبة جديدة فى جسد أمة تبحث عن ذاتها منذ عقود.

نعم العالم يمر بفترة اضطراب غير مسبوقة ولكن من قال إننا لا نستطيع أن نستفيد من الفوضى؟ فى قلب كل أزمة فرصة ولعل هذه العاصفة التى تعصف بالنظام الدولى تفتح لنا نافذة نطل منها على دور جديد، لو أردنا.

موضوعات متعلقة