تهديدات إيرانية إسرائيلية متزايدة وسط مخاوف من اندلاع حرب شاملة
حذرت إيران من أنها ستدافع عن نفسها بعد أن أدت غارات جوية إسرائيلية إلى مقتل أربعة جنود على الأقل وزادت المخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وفي المقابل، حذرت إسرائيل إيران من أنها ستدفع ثمناً باهظاً إذا ردت على الضربات، في الوقت الذي طالبت فيه الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا طهران بعدم تصعيد الصراع أكثر من ذلك.
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه يأمل أن تكون هذه هي النهاية بعد الضربات الإسرائيلية التي وقعت قبل فجر السبت، مشيرا إلى أن الأمر يبدو وكأنهم لم يضربوا شيئا آخر غير الأهداف العسكرية.
وحث بايدن إسرائيل على تجنب استهداف المنشآت النووية والنفطية في ضرباتها الانتقامية، وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم استهداف أي موقع نووي.
ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب تصعيد لا يمكن السيطرة عليه.
وأدانت دول أخرى، بما في ذلك العديد من جيران إيران، الضربات الإسرائيلية، وحثت بعضها، مثل روسيا، الجانبين على ضبط النفس وتجنب ما وصفته موسكو بـ"السيناريو الكارثي".
وأكدت إيران أن لها الحق والواجب في الدفاع عن نفسها، في حين قال حزب الله حليفها اللبناني إنه أطلق بالفعل وابلا من الصواريخ استهدف خمس مناطق سكنية في شمال إسرائيل.
واتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي حزب الله بإطلاق 80 قذيفة يوم السبت، عبر الحدود اللبنانية.
وفي وقت لاحق، أصدر حزب الله تحذيرات بإخلاء أكثر من اثني عشر موقعاً محدداً في إسرائيل، في حين أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات مماثلة لحيَّين في جنوب بيروت.
وذكرت الوكالة اللبنانية الرسمية في ساعة مبكرة من صباح الأحد، أن إسرائيل نفذت غارة جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال جيش الاحتلال، إنه شن ضربات وقصف مضاد للطائرات في أنحاء طهران، ومصانع صواريخ ومنشآت عسكرية إيرانية في عدة محافظات.
وأكدت إيران أن إسرائيل استهدفت مواقع عسكرية حول العاصمة وفي محافظات أخرى، مشيرة إلى أن الغارات تسببت في أضرار محدودة، لكنها قتلت أربعة جنود.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إن أنظمة الرادار فقط هي التي تضررت في الضربات.
وأضافت أن إيران، مع احتفاظها بحقها القانوني والمشروع في الرد في اللحظة المناسبة، تعطي الأولوية لإقامة وقف دائم لإطلاق النار في غزة ولبنان.
وكانت إسرائيل قد تعهدت بالرد بعد الأول من أكتوبر الجاري، عندما أطلقت إيران نحو 200 صاروخ في ثاني هجوم مباشر على الإطلاق ضد عدوها اللدود، وتم اعتراض معظم تلك الصواريخ، لكن شخصًا واحدًا قُتل.
وأثار الرد الإسرائيلي إدانة من مصر والإمارات وقطر والعراق وباكستان وسوريا والسعودية، التي حذرت من المزيد من التصعيد.
ونفت الأردن استخدام الطائرات الإسرائيلية مجالها الجوي لضرب إيران، مؤكدًا أنه لن يسمح بانتهاك مجاله الجوي.
وكانت تركيا واحدة من أبرز المنتقدين صراحة، حيث دعت إلى وضع حد للإرهاب الذي تنتجه إسرائيل.
ومنذ الشهر الماضي، تخوض إسرائيل حربا ضد حزب الله في لبنان، شملت ضربات أسفرت عن مقتل قيادات عليا في الجماعة، وتوغلات برية تهدف إلى تدمير مواقع الصواريخ.
ومنذ أكثر من عام منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، تخوض إسرائيل حرباً في غزة تسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في الأراضي الفلسطينية المكتظة بالسكان.
حذرت الأمم المتحدة من أن اللحظة الأكثر ظلمة في هذا الصراع قد بدأت، حيث يواجه الفلسطينيون أزمة إنسانية خطيرة وقصفا إسرائيليا يوميا.
وقال مسؤول إسرائيلي إنه لم يكن هناك أي تدخل أمريكي في الضربات على إيران، قبل أن يشيد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج بالتعاون والصداقة بين تل أبيب والولايات المتحدة العلني والسري، دون أن يذكر مزيد من التفاصيل.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت، إن رد إسرائيل كان تدريبًا للدفاع عن النفس.
وحث إيران على وقف هجماتها على إسرائيل حتى يمكن إنهاء هذه الدائرة من القتال دون مزيد من التصعيد.
واتهمجيش الاحتلال إيران وعملائها في المنطقة بالهجوم بلا هوادة على إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي، عندما هاجمت حماس إسرائيل، مما أدى إلى اندلاع حرب غزة.
وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل 1206 شخصا، واحتجاز أكثر من 250 رهينة، حسب أرقام رسمية إسرائيلية.
ولا يزال عشرات الرهائن الذين اختطفوا في ذلك اليوم محتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
أدى القصف الإسرائيلي والحرب البرية في غزة إلى استشهاد 42924 شخصا، أغلبهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وفي أواخر سبتمبر، حولت إسرائيل تركيزها إلى لبنان، فضربت أهدافا وقيادات لحزب الله، ثم أرسلت قوات برية.
وتزعم إسرائيل إن الهدف هو جعل شمال البلاد آمنًا لعودة عشرات الآلاف من المدنيين النازحين.
استشهد ما لا يقل عن 1615 شخصاً في لبنان منذ 23 سبتمبر، وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة اللبنانية.
وفي شهر أبريل الماضي، وفي أول هجوم مباشر لها على الأراضي الإسرائيلية، أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ.
وقالت طهران، إن الهجوم جاء ردا على ضربة على الملحق القنصلي الإيراني في دمشق أدت إلى مقتل قادة من الحرس الثوري الإسلامي.
وفي وقت لاحق من شهر أبريل، هزت انفجارات محافظة أصفهان الإيرانية، فيما أفادت وسائل إعلام أمريكية، إنه كان رداً إسرائيلياً.
قالت إيران إن هجومها الصاروخي على إسرائيل في الأول من أكتوبر كان ردا على الغارة الجوية الإسرائيلية التي أدت إلى استشهاد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في بيروت، وكذلك اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.