الطريق
الأربعاء 24 أبريل 2024 11:30 مـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

في ذكرى احتلال الجزائر.. تعرف على إنتهاكات فرنسا ضد بلد المليون شهيد

الإحتلال الفرنسي للجزائر
الإحتلال الفرنسي للجزائر

تحل اليوم العاشر من يوليو، ذكرى يوم أليم على الجزائر والمنطقة العربية ككل، وهي استسلام الجزائر للقوات الفرنسية، مما كان سببا في معاناة الجزائر من الاستعمار الفرنسي لمدة 132 عاما.

 

ويوضح "الطريق" في السطور القادمة كيف انتهزت فرنسا الفرصة لبسط سيطرتها ونفوذها على الجزائر، وما هي أبرز الإنتهاكات التي قامت ضد هذا الشعب العظيم.

 

بدأت الأزمة تحديدا عام 1827، حينما وقعت معركة نافرين، حيث تعرض الأسطول للدمار الشامل وذلك إثر التعاون الجزائري مع الدولة العثمانية في تلك المعركة، وبلغ مجموع السفن المتبقية بعد الحرب خمس سفن فقط، وحققت أمالها وتمكنت من استعمار الجزائر، وما جعل الأمور بسيطة أمام فرنسا هو  ضعف الدولة العثمانية التي كانت الجزائر تتبع لها كباقي الدول العربية وامتدّ نفوذ الدول الأوروبية حتى وقعت الدولة العثمانية وكل ما يتبع لها من دول تحت استعمارها.

 

حادث المروحة

 قررت فرنسا أن تتخذ من حادث المروحة الشهير سببا لاستعمار الجزائر، فشنت سلسلة من الهجمات العسكرية على ميناء طولون، وكان ذلك بمشاركة سبع وثلاثين ألفاً وستمائة جندي في الحملة، ومع حلول الرابع عشر من شهر يونيو لسنة ألف وثمانمائة وثلاثين تمكّنت الحملة الفرنسية من الوصول إلى منطقة سيدي فرج، ووقع الاحتلال، الذي أخضع الأهالي لما يعرف بـ "قانون الأهالي". 

 

 

دوافع فرنسا لإحتلال الجزائر

تعددت الدوافع التي جعلت فرنسا تقرر إحتلال الجزائر وستقدم "الطريق" لمحة عن أهم هذه الدوافع

 

دوافع فرنسا العسكرية

واجه الجيش الفرنسي مشاكل عدة بعد الهزيمة التي لحقت به في أوروبا، علاوة على إخفاقه في إيقاع مصر تحت قبضته الاحتلالية، وإجبار القوات الإنجليزية الجيش الفرنسي على الانسحاب منها، الأمر الذي أدّى إلى ابتعاث نابليون لضابط فرنسي إلى الجزائر خلال عام ألف وثمانمائة وثمانية،  ليتمكّن من إحكام خطة عسكرية، ورسم أبعادها للتمكّن فيما بعد من إنشاء المحميات الفرنسية في المناطق الممتدة من أقصى المغرب وصولاً إلى مصر.

 

الدوافع الاقتصادية

 قررت فرنسا أن تفرض سيطرتها على العديد من المغانم المادية، التي قدّرت بحوالي مئة وخمسين مليون فرنك كانت مخبّأةً في خزينة الداي الجزائري حينها، وكان الاقتصاد الجزائري محطّ أنظار فرنسا لاستغلال خيرات الجزائر، وانتهج رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال الفرنسيون أسلوب السلب والنهب مع الجيوش الفرنسية لإشباع رغباتهم المادية والتمكّن من زيادة ثرواتهم واستحداث أسواق جديدة حتى ينضمّوا إلى صفوف الطبقة الراقية في المجتمع الفرنسي، كما استهوت فكرة احتلال فرنسا للجزائر بعض التجار وذلك لأطماع التنقيب عن الذهب والمناجم.

 

دمار الميزانية الجزائرية

تسبب الهجوم الفرنسي على الأراضي الجزائرية في دمار المؤسسات التعليمية والوقفية والدينيّة، كما وقع ضرر ودمار لا مثيل له بالميزانية التعليمية، وأوقف التعليم في البلاد، كما أتبع منهج تهجير العلماء ، وانتهجت فرنسا أسلوب التجهيل بحقّ الجزائريين لإخضاعهم وتسهيل انقيادهم للثقافة الغربية ومبادئ حضارتها.

 

جرائم الإحتلال الفرنسي في الجزائر

تعددت جرائم قوات الإحتلال الفرنسي، ضد أبناء الجزائر، لتشمل الإبادة الجماعية، حيث القضاء على العرب، وعدم ترك أي أحد منهم على قيد الحياة، ومن الصعب أن نغفل إتباع سياسة التجويع والتدمير، هذا بالإضافة إلى التهجير والاستيطان، فقد هجّرت القوات الفرنسية الشعب الجزائري وجوّعتهم واحتكرت أسواقهم، وتعمدت فرض الضرائب.

 

انتهاك الأديان

كل ما ذُكر، هو انتهاك غير مقبول على الإطلاق، لكن ما خفي كان أعظم، فقد انتهك الاحتلال الفرنسي شروط اتفاقية استسلام الجزائر، فتعرّضت المساجد ودور العبادة للاعتداء والانتهاك، وعملوا على مصادرة الأوقاف الإسلامية، ودمّرتها وعملت على إلغاء دورها الإسلامي وجعلها كنائس للمسيحيين، وأزهقت أرواح أربعة آلاف مسلم كانوا يعتصمون في مسجد كتشاوة قبل أن تعمد قوات الاحتلال الفرنسي إلى تحويل المسجد إلى كنيسة، كما عملت على حلّ حزب الشعب بغية إيجاد اتفاقيات تعاون مع الجانب الألماني، وارتكبت مذبحة بحقّ مصالي الحاج.