الطريق
الأحد 5 مايو 2024 11:29 مـ 26 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

سألنا أولياء الأمور.. لماذا تم رفض ابنك في «كي جي 1»؟

«التجريبي» ترفع شعار مرفوض بسبب مؤهل الوالدين العالي

مدارس الدقي تشترط تحدث الوالدين لغات أجنبية وصورة من كارنيه النادي

اجتياز المقابلة شرط «الإنترناشونال» التعجيزي لرفض الطلاب

رفض أبناء المطلقات في مدارس مصر الجديدة.. ومدرسة الأب القديمة تحدد مصير طفلك بمدينة نصر

السكن في المناطق الراقية شرط مدارس المعادي لقبول الأطفال.. ومدرسة ترفض طفلًا بسبب تدخين والده

مدرسة تشترط دخول الأطفال حضانات خاصة قبل التقديم.. ولا مكان لأطفال التوحد

 في مهد الخليقة تعلم الإنسان النطق والصيد، صناعة السلاح، والدفاع عن نفسه، حتى اخترعت الكتابة وبدأ التدوين، وكان لنا فى مصر نصيب الأسد بالتعليم حتى بنى أجدادنا أول مدرسة بالتاريخ. ظل التعليم مقتصرًا على فئات المجتمع العليا إلى مجىء محمد على والنهضة الحديثة، انتشرت المدارس بأرجاء البلاد، وأصبح التعليم حقًا لكل مواطن، ومع ازدياد أعداد الطلاب بالفصول حدث تكدس، فقام أصحاب الامتيازات المادية - وإن كانت بسيطة - من الأهالى بالبحث عن أماكن بديلة بعدد أقل فى الفصل الواحد لضمان الاهتمام بأبنائهم، ومع ازدياد الوافدين على تلك المدارس، التجريبية، الخاصة، اللغات، وغيرها، أصبحت عملية التعليم ربحية وتجارية بالدرجة الأولى، وإليكم التدهور الذى وصلت إليه مختلف المدارس بمصر..


التجريبي ترفع شعار «مرفوض»

تحدثت «أم محمود» التى تعيش بشارع به مدرسة تجريبية بالمنيب، عن رغبتها بإدخال ابنها إلى تلك المدرسة، ولكن جاءها الرد بالرفض لعدم حصولها على مؤهل عالٍ وعملها كبائعة بمكان بسيط، وكان ذلك مما يقارب السبع سنوات.

وأوضحت الطالبة رحمة وائل، المقيدة بالمدرسة التجريبي المذكورة بالأعلى، أنه فى سنوات ارتيادها الأولى للمدرسة كانوا صفوة وكل الوافدين بمستويات مادية وفكرية متقاربة، ولم يكن يسمح لمن هم أقل بالدخول، ولكن تدهور الحال بمدرستهم لتقبل كل من يدفع، بغض النظر حتى عن تعليم الأهل، فلديها أخت بالصف الثالث الابتدائى ترتاد نفس المدرسة ولديها أصدقاء آباؤهم وأمهاتهم غير متعلمين، وأضافت أن عملية التعليم بمدارس التجريبى أصبحت تشبه التجارة، الفارق بينهم وبين مدارس الحكومة هو وجود عدد قليل من الطلبة بالفصل، ودراسة أغلب المواد بلغة إنجليزية، وانتشرت بشدة الدروس الخصوصية بالمكان بعدما كانت شبه مستحيلة، المعلمون لا يلقون الشرح كاملًا فنضطر إلى الدروس.

والدة أحد الطلبة المتخرجين من مدارس تجريبى، حكت عن رحلة ابنها الموفقة بالمدرسة، وارتياده لكلية الهندسة دون الحاجة إلى دروس، وهى تساعد طالبًا يسكن بجوارها فى دراسته، ويخبرها بأهمية الدروس للحصول على كل المعلومات، فبعض المعلمين يحتفظون بالمعلومات المهمة لحصص الدروس.

وكان لدينا حوار مع عم سلامة، حارس مدرسة تجريبى أخرى بالمنيل، وشرح قبول المكان لكل الراغبين بالالتحاق دون شروط حتى يكتمل العدد، قائلًا «معانا من ابن لواء لحد ابن بواب، ودلوقتى التقديم كله بقا على النت».


انهيار المدارس الخاصة

أشارت إحدى أولياء الأمور إلى تراجع مستوى المدارس الخاصة، لا يهمهم إلا جمع النقود بأى طريقة، فلا يسألون عن مؤهلات الوالدين، لكن ذلك ليس بمشكلة، الكارثة فى مستويات الطلاب بالمدارس، وعلى الرغم من انخفاض قدراتهم، يحصلون على درجات عالية لا تليق بمستواهم، ابنتى بالصف الخامس بمدرسة خاصة بالطالبية، أصدقاؤها محدودو التفكير، لكن يحصلون على درجات مقاربة للنجباء وخاصة أولاد المعلمين الموجودين بالمدرسة، فلم يعد يهم قدرات الطفل، فقط ضعيه فى مدرسة خاصة، واغدقى على معلميه بالمال ولا تقلقى، «لدى ابنة ستلتحق بالصف الأول الابتدائى، وعلى الرغم من معرفتى بكل هذا ستلتحق بمدرسة أختها لتكونا معاً وتحظيا بمكان جيد وفصول بها عدد قليل من الطلبة».


لغات وكارنيه النادي

هناك أماكن لا تقبل إلا فئات معينة من المجتمع لكى يكون كل من بالمدرسة متجانسين، أدلت سارة محمد والدة طالبة أنها ستلتحق بمدرسة بالدقى، ومن ضمن شروط المدرسة أن يكون الأب والأم من أصحاب التعليم العالي، مع إمكانية التحدث بلغة أجنبية سليمة، وترفض المدرسة الأطفال المنتمين لأبوين منفصلين، أو لأهل أصحاب وظائف بسيطة، وصورة من كارنيه النادى، تأكيدًا منهم على أن التعليم حسب المستوى، لا يمر الطالب بسهولة بعد كل تلك الشروط، بل تقام مقابلات مع الأب، الأم، والطفل، كل على حدة، للتأكيد على مستوى البيئة المحيطة بالطالب، يمتحن الطالب ثلاثة مدرسين، فى كل من العربى، الإنجليزى، والرياضيات، وإذا ارتبك الطفل يستبعدونه، يوجد أطفال غير اجتماعيين يتعثرون بمجرد تحدثهم مع غرباء، مما يشكل عبئًا على الوالدين والطفل، ويتم التقديم عن طريق «أبليكيشن» على الإنترنت ودفع 500 جنيه مقابله، ولا تسترد تلك القيمة حتى وإن تم رفض الطفل، أحيانًا تصل القيمة لـ2000جنيه.

وتؤكد إحدى أولياء الأمور المتقدمين لنفس المدرسة أن قبولهم تم بواسطة، الواسطة تأتى أولاً، ولو وجد مكان لمن هم متقدمون بعد ذلك يتم الاختيار حسب الشروط السابقة، التعليم، المستوى المادى، وغيرها من أمور تهم إدارة المدرسة.

لا لمقابلات المدارس

من كثرة الشكاوى التى تصدر بسبب شروط مختلف المدارس الوطنية لغات أو الدولية، تم إنشاء صفحة «لا لمقابلات المدارس» لتجميع الجماهير المحتجة، فنشر المسؤول عنها منشورًا لمعرفة أهم الأسباب الغريبة التى قيلت لأولياء الأمور عن رفض أبنائهم، فعلق أحد المشاركين عن كونه وافدًا من بلد آخر لظروف حرب وسكن بالزمالك، عندما قدم لابنه بمدرسة هناك تم رفضه، لأن الأم والأب غير حاصلين على مؤهل عال، وهو قادر على توفير كل ما يحتاجه ابنه ليكون نجيبًا بالمدرسة.

مصطفى فاروق حاول كثيرًا التقديم لابنته فى عدة مدارس، الرد المعتاد الطفلة مقبولة لكن مستوى أبيها التعليمى غير مقبول، يعرب الوالد عن استيائه لأن خروجه من التعليم ليس بيده، مع العلم أن كل إخوته حاصلون على تعليم عال، وتساءل «ألهذ السبب لا يستطيع أولادى وأولاد من هم مثلى الحصول على فرصة تعليم جيدة»؟، وطالب بالإقرار بعدم قانونية ودستورية الأمر.

اجتياز المقابلة

كان هناك منشور آخر عن رسائل بالصفحة لأم قدمت لابنها بمدرسة أخيه الأكبر، ورفض الطفل لتقرير عن أخيه بأنه غير متعاون بالمدرسة، وبعد اجتياز الطالب لكل الأسئلة اتصلوا بالوالدة لإبلاغها بعدم القبول، وإمكانية استرداد  50بالمائة من ثمن «الأبليكيشن»، والذى يبلغ 500 جنيه.

تمت مشاركة فيديو لشخص يدعى محمد على، من الباحثين عن مدرسة مناسبة لابنه فى نطاق التجمع الخامس فتواصلت معه للحصول على معلومات عن الموضوع، رد علىّ بأنه قدم للطفل فى ست مدارس، فجمع تفاصيل عن المدارس، المصروفات، مواعيد التقديم، والأوراق المطلوبة، وتواجهه مشكلة أساسية هى عدم القدرة على تحديد مصروفات المدرسة لأنها تزيد كل عام بنسبة ما غير معلومة، كانت كل المدارس إنترناشونال، فوجد شرط إتمام المقابلة دفع مبلغ مالى يختلف حسب المدرسة، مدرسة واحدة لم تطلب ذلك المبلغ، الذى يعده الآخرون مقابلًا لما يقدمونه من خدمات استقبال ومقابلات للأطفال وأولياء الأمور فلا يستردون أموالهم، أسباب الرفض من خمس مدارس كانت الطفل لم يجتز المقابلة، مع العلم أنه كان يقدم لابنه بالسنة الأولى بالحضانة .

مدرسة الأب

شرح محمد فكرة الواسطة للتقديم بالمدارس، بوجود البعض منها لا يقبل الطالب إلا بها، ويكون معروفًا عنها ذلك، فلا يقدم فيها إلا أصحاب الواسطة، وتختلف شروط القبول بالمدرسة من واحدة لأخرى، لكن المقابلات توتر الطفل وتربكه فلا يستطيع الإجابة عن الأسئلة بشكل جيد.. يذكر أن أغرب الأسئلة الموجهة له هى المدارس التى ارتادها قبل ذلك وكذلك زوجته خلال مقابلة بإحدى المدارس الخاصة بمدينة نصر.


رفض أبناء المطلقات

أما عن مؤسسة الصفحة، فكان لها منشور عن سيدة مطلقة تحاول إلحاق ابنتها بالمدرسة فى مصر الجديدة، لكن يأتيها الرفض بسبب انفصال الأهل، حتى قالت لها الطفلة لماذا لا نذهب لمدرسة لا يسألون فيها عن أبى .

رفض غريب

قالت زينب مصطفى والدة ملك: قمت بالتقديم لابنتى ذات الخمس سنوات بـ10 مدارس خاصة وتم رفضها لأسباب مختلفة، منها: عدم وجود شهادة تثبت أنها كانت ترتاد حضانة خاصة أو لغات حتى، ومنها أنها تجاوزت عمر الدخول، ومنها أن معظم المدارس لا تقبل إلا بأولادهم، أى الأطفال الذين لديهم إخوة بهذه المدرسة، إلى أن وجدت مدرسة تقبل بابنتها ولكن طلبوا منها الذهاب بها لأسبوعين إلى حضانة خاصة تابعة لهم لكى تواكب ما فاتها فى كى جى 1 و2 لأنها ستدخل على الصف الأول الابتدائى، ولكن عندما سألت مديرة الحضانة، التى كانت ابنتها بها قبل أن تقدم لها فى المدرسة «فقالت لى إنه لا توجد حضانة تعطى منهج كى جى 1 و2 فى أسبوعين فقط وما هذا إلا ضحك على الذقون، ثم اتجهت بابنتى إلى مدرسة أخرى إلا أنهم وافقوا ولكن بشرط ألا تكون لغات وستكون الدراسة عربى فقط».

وقالت نورالهدى، والدة ياسين، إنها حاولت التقديم لابنها فى إحدى المدارس ولكن هو لا يستطيع الكلام بشكل صحيح، فقامت المسؤولة عن التقديم بعمل مقابلة مع ابنها ولكنها لم تكن منتبهة لما يقوله لها، وعندما سألتها عن إمكانية قبوله بالمدرسة قالت لى «هنشوف»، وعندما سألت بعض أولياء الأمور أدركت أنه يجب دفع مبلغ من المال لكى يتم قبوله.

أبوك بيدخن؟

على محمد على، والده يحظى بوظيفة اجتماعية مرموقة، لكن ذلك لم يكن كافيًا ليتم قبوله فى المدرسة الخاصة فى كى جى1، بسبب أن والده يدخن فى البيت، وحينما قصد الأب المدرسة وعرف السبب فى المقابلة تعهد أمام الموظفة بعدم التدخين فى المنزل، إلا أن المدرسة اشترطت أن يتوقف عن التدخين نهائيًا «مش هتقدر تمنع نفسك من السيجارة فى البيت».

وبعد محاولات وتدخل واسطة من الحجم الكبير التحق على بالمدرسة المرموقة بعد تعهد من الأب بوقف التدخين خاصة بالبيت وأمام طفله.

 ساكن فين؟

رمزى السيد من سكان كورنيش حلوان، ميسور الحال ولديه من القدرة المالية ما دفعه لمحاولة إدخال ابنه مدرسة خاصة بالمعادى مرحلة الكى جى 1 لقربها من سكنه، وعلى الرغم من سكنه على الكورنيش فى منزل تمليك خاص به إلا أن المدرسة الراقية رفضت إلحاق ابنه بها.

وحينما سأل رمزى عن السبب كان جواب المدرسة أن السكن ومحيطه لا يتماشى مع مستويات طلاب المدرسة وأنهم يقبلون بأطفال الأماكن الراقية وأن أغلب تلاميذ المدرسة من سكان الأحياء الراقية بالمعادى.

الأب المصدوم طالب بمحاسبة مثل تلك المدارس، مؤكدًا أن قراراتها عنصرية وغير دستورية، متسائلًا «أين وزارة التربية والتعليم مما يحدث»؟.

أطفال التوحد

أضافت هدير محمد، موظفة بإدارة الأطفال بإحدى المدارس الخاصة، أنهم يضعون معايير محددة لقبول الأطفال بالمدرسة، فمثلًا الحد الأدنى للعمر 3 أعوام ونصف، ومن الممكن قبول أطفال أقل عمرًا من ذلك لأنهم قابلون للتعلم على الرغم من عدم وجود مهارات كافية عندهم، ثانيًا ينظر لاستيعاب الطفل، فمن الممكن أن يكون هناك طفل ذكى جدًا ويستطع أن يميز بين الأشياء ولكن لا يتكلم، فهذا الطفل لأن يقبل لابد أن يكون هناك استجابة من الطفل حتى لو كانت جوابًا خاطئًا، لافتة «نفاجأ بأطفال عندهم حالات توحد وأولياء الأمور يخفون ذلك عنا، ثالثًا من الممكن أن يتم رفضه لو هناك مستوى محدد لا ينبغى أن يقل عنه فى التعرف على الأشياء، لو الطفل أكبر وأتى من مدرسة أخرى إلى كى جى 2 أو أولى ابتدائى يكون من الصعب قبوله».

وأضافت الموظفة «بالطبع نقابل العديد من الناس من نوع المال والوسائط، بس عن نفسى أنا مش بقبل بحاجة زى دى، لكن عامة الذين لهم واسطة أو إخوة أكبر منهم فى المدرسة يكون لهم أولوية القبول حتى لو مستواه ضعيف، ولكن ولى الأمر بيمضى على إقرار منه بحالة ابنه، بمعنى أنه ليس له أى حق فى التكلم عن أى تأخر دراسى لابنه».

من جانبها، أكدت إيمان صبرى، مدير عام إدارة التعليم الخاص والدولى بوزارة التربية والتعليم، أن المدارس تجرى المقابلات الشخصية مع الأطفال وأولياء الأمور لأجل معرفة سلوك الطفل، والذين لا يتم قبولهم يكون ذلك بسبب أن المدرسة قد اكتفت بالعدد الفعلى المطلوب وليس لأى أمور أخرى.