الطريق
الأربعاء 29 مايو 2024 07:08 مـ 21 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بهذه الطريقة تكتشف جودة لحوم الأضاحي.. ”البيطريين”: الذبح خارج السلخانة خطر على الأهالي.. والغرفة التجارية: منعنا تداول الماشية داخل المحافظات

أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، والمعروف أيضًا بـ«عيد اللحوم»، حيث تكثف الجهات المعنية، من حملاتها التموينية، خلال هذه الفترة، لضبط الأسواق، وردع بعض الجزارين عن خرق القوانين، من بينها الذبح خارج السلخانات، الأمر الذي قد يعرض صحة المواطن للخطر في حالة وجود أمراض غير مرئية، تحملها هذه «المواشي»، بالإضافة إلى لجوء بعض الجزارين لبعض الحيل.

«الطريق» أجرى جولة ميدانية، للتعرف على أسعار الأضاحي، والتعرف على حيل الجزارين، وكذلك أين تذهب جلود الأضاحي، وما هى النسبة التي تستوردها مصر من الخارج.

تكثف الأجهزة المعنية من حملاتها التموينية لردع الجزارين المخالفين لقوانين ولوائح المنظومة.. بهذه الكلمات، قال الدكتور على سعد أمين عام نقابة الأطباء البيطريين، إنه يتم حاليًا تكثيف الحملات التموينية، على «محال الجزارة» قبل عيد الأضحى المبارك، لرصد المخالفات الناتجة عن الذبح خارج «السلخانات»، لأنه في حال استمرار الأمر سيعرض حياة المواطن للخطر.

وأكد «سعد» فى تصريحات خاصة لـ«الطريق»، أن الذبح بالسلخانات، يقي الجزارين والمواطنين، من شرور الوقوع في المحظورات القانونية، والأمراض، التي قد تنتج عن إصابة «المواشي» بأمراض خطيرة، كالأمراض «الحممية»، غير المرئية، والتي لا يلقي لها الجزار بالًا، مشيراً إلى أن طبيب المجازر، يقوم بالكشف على «المواشي»  قبل وبعد الذبح، لأن هناك أمراضًا لا تظهر إلا بعد الذبح مباشرة فيجب إعدامها فورًا حال ظهور هذه الأمراض.

وأضاف «سعد»، أن هناك جزارين ممن يقومون بالذبح خارج السلخانة، يذبحون «إناث الأبقار والجواميس»، محذرًا من ذلك قائلًا: يجب فوراً استبعادها، لأنها قد تكون «عُشر»، وهذا عمل إجرامي في حالة استمراره.

وأشار إلى أن انخفاض أسعار إناث الأبقار والمواشي يدفع الجزارين، إلى ذبحها بصورة «مخفية» وذلك لبيعها على أنها لحوم «عجالي» بسعر عال، وكل ذلك دون أن يدرك المواطن الفرق بينهما وهذا ناتج عن عدم ثقافة الأخير، عن فوائد الذبح بـ«المجازر».

وأكد على أن الجزارين، يستخدمون أدوات غير سليمة في تجهيز اللحوم، وهذا يتضح من خلال تعامل الجزار مع الذبيحة في الشارع وكمية الدماء المنتشرة الناقلة للأمراض، وعدم رفعها من على الأرض بصورة سليمة، فهنا يمكن أن تلتقط الذبيحة الأمراض، التي تصل إلى المواطن بمنتهى السلاسة دون أن يدري أي منهما بذلك.

وحول اللحوم المستوردة، وكيفية التعامل معها عبر الحدود، قال «سعد» ، إن مصر تستورد لحومًا من بلدان عدة، منها أوكرانيا والسودان وإيطاليا، والهند، والبعض منها يأتي كلحوم مجمدة، والبعض الآخر يأتي في صورة «مواشي»، أما عن «المواشي» فيتم ذبحها بعد توقيع الكشف الطبي عليها للتأكد من خلوها من أمراض الدول المستوردة منها، وذلك عبر الحجر الصحي، المتواجد في حدود محافظات أسوان والبحر الأحمر وبورسعيد.

وأشار إلى أن هذه المواشي يتم ذبحها على الحدود، بالصور المتعارف عليها طبيًا، بعد التأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض، ثم يتم توزيعها للمحافظات عن طريق سيارات مجهزة خصيصًا لهذه اللحوم، حتى تصل إلى المحال بصورة صحيحة وفي غاية الدقة.

وفي جولة ميدانية لـ«الطريق»، لرصد استعدادات وتسعيرة اللحوم بـ«محال الجزارة»، كشف السيد عبدالتواب، جزار في منطقة سليمان بالدقي «ورثت الشغلانة من أبويا وجدي»، فلذا أنا أدرك جيدًا، ما يعني الاستعداد لعيد الأضحى المبارك، وأعلم مدى أهميته، فأحرص أنا ورجالي، على التجول بالأسواق، في المناطق المربية، «للمواشي والخراف»، بالريف المصري، والصعيد، لأنتقي الأفضل من بينها، وذلك للحفاظ على "الزبون".

 وحول تسعيرة لحوم «العجول والخراف»، خلال عيد الأضحى المبارك، أوضح «الجزار»، أن الأسعار مستقرة ولا تتغير نظرًا لضعف القوة الشرائية بالسوق، في ظل الأزمة الراهنة الناتجة عن سوء السحب والبيع، والمتسببة بها الظروف الاقتصادية للدولة.

وبحسب «عبدالتواب»، فإن أسعار اللحوم في مناطق الزمالك والدقي والأماكن المميزة، تختلف عن نظيرتها في الأماكن الأخرى، كالوراق وغيرها، مثلاً هناك كيلو اللحم يصل إلى 120 جنيهًا، سواء كان «عجالي» أو حتى «الضأن» لأن بطون «الزبائن» مختلفة، مشيرًا إلى أن «زبون» الأماكن المتميزة يطلب تجهيز كيلو اللحم بطريقة معينة، والتي قد ترفع من سعر كيلو لحم «العجالي»، إلى 140 جنيهًا، ومن الضأن إلى 150 جنيهًا.  

ووجه الجزار، رسالة إلى «الزبائن» بشأن معرفة الفرق بين اللحوم الفاسدة والصالحة للأكل، خلال عيد الأضحى المبارك، فقال: «إنه ينبغي للمواطن، أن يدرك جيدًا الفرق بين اللحوم الفاسدة من الطازجة، والفرق بينهما سهل وبسيط، وهو أن اللحم البلدي له «رونق خاص» يخطف أنظارك بمجرد «وقوع عيونك عليه»، بالإضافة إلى أن اللحوم الطازجة تجد بها الدماء طازجة، ولها مواصفات خاصة لأنها تنمو بشكل طبيعي.

 أما اللحوم الفاسدة، فنجدها «تلتصق في اليد» وذلك يرجع إلى كونها لحومًا تمت تربيتها بصورة سريعة ممزوجة بالأعمال المغشوشة، فهنا أعلم جيدًا أنها دخلت في مرحلة التحليل، وستشعر أنها فعلاً لحوم ميتة، مشيرًا إلى أن اللحوم الفاسدة أغلبها يكون من المستوردة من الخارج، فالمزارع المصرية جيدة للغاية.

وبدوره، قال السيد النووي، عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة، لشعبة المستوردين، إن جلود الأضاحي لا يتم تصديرها، بل يتم التبرع بها للمساجد، وهناك الأغلبية العظمى يتجهون لبيعها للمدابغ.

أما عن استيراد مصر لحوم الأضاحى، كشف «النووي» أن استهلاك مصر من الخارج للحوم في عيد الأضحى يصل لـ40%، مشيراً إلى أن هناك جزأين من اللحوم، جزء مجمد والآخر حي، تحرص مصر على استيرادها من عدة دول، الجزء الأول وهو المجمد، يتم استيراده من دول «الهند والبرازيل واستراليا ونيوزولندا وأمريكا".

أما الجزء الحي، فيتم استيراده من إسبانيا وإيطاليا والبرازيل، وجزء من جنوب إفريقيا المتمثلة، في اللحوم السودانية والإثيوبية، مشيرًا إلى أنه يتم ذبحها مباشرًة وتنقيتها من الأمراض في حالة وجود إصابات بها، عن طريق مجزر أبوسمبل، لأنه ممنوع تداولها حيًة، داخل الإطار الجغرافي للدولة.