«مدارس السفارات».. لماذا لا تدرس وزارة التعليم تجاربها؟

المدارس تقدم مناهج دراسية للدول التابعة لها 

أكثر من 12 مدرسة خارج كنترول التعليم لطلاب «ألمانيا وباكستان والسودان وكندا»

أيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الدراسى الجديد 2019 – 2020؛ حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم أنه سيتم بدء العام بداية من يوم 21 سبتمبر الجارى، إلا أن الدراسة قد بدأت على أرض مصر بالفعل، ولكن فى المدارس الأجنبية التى تتبع السفارات الأجنبية فى مصر.

ترصد «الطريق» أجواء الدراسة فى المدارس الأجنبية فى مصر..

المدارس السودانية

تستهل المدارس السودانية العمل الدراسى لها، كأولى المدارس التى بدأت العام الدراسى الجديد لعام 2019 - 2020 لها فى مصر، ومنها مدرسة «FOUND AFRICAN».

تروى خميسة عارف، إحدى الطالبات فى مدرسة «FOUND AFRICAN»، التى تدرس فى الصف العاشر من المرحلة الثانوية، أن المدرسة بدأت العام الدراسى لها منذ شهر يوليو الماضيى، مشيرة إلى أنه الوقت المحدد لبدء العام الدراسى لهم من كل عام، وهو نفس الوقت الذى تبدأ به الدراسة فى بلدها السودان.

وتابعت «خميسة» فى حديثها لـ«الطريق»، أن الدراسة فى المدارس السودانية الموجودة فى مصر، تنقسم إلى مدارس للمرحلة الابتدائية، ومدارس تضم المرحلتين الإعدادية والثانوية معًا، قائلة «مدرستنا إعدادى وثانوى مشترك».

وأوضحت أن الدراسة فى المدرسة الابتدائية تكون فترة واحدة صباحية، ولكن فى المدرسة الإعدادية والثانوية فتتم على فترتين، مبينة أن الفترة الأولى تكون لطلاب المرحلة الإعدادية، الذين تكون فترة دراستهم اليومية من الساعة 8 صباحًا، وحتى الساعة 11 ظهرًا، ثم استراحة لمدة ساعة، لخروج طلاب المرحلة الإعدادية، واستقبال طلاب المرحلة الثانوية للفترة الثانية من اليوم الدراسى، والتى تبدأ من الساعة 12 ظهرًا.

وأكدت خميسة أن الامتحانات، من الصف الأول وحتى الصف السابع، يتم وضعها من قِبل المدرسة، بينما الامتحانات من الصف الثامن والمرحلة الثانوية تأتى إلى المدرسة من مدينة الخرطوم السودانية.

وفى السياق ذاته، يقول إدوارد مانويل، الطالب فى الصف الخامس، من المرحلة الابتدائية فى مدرسة «الأمل الإفريقى»، إن المناهج الدراسية التى يدرسها فى مدرسته بمصر، تشبه المناهج التى درسها فى مدرسته بجنوب السودان، قبل الانتقال مع أسرته إلى مصر.

ويضيف إدوارد لـ«الطريق»، أن المواد الدراسية التى يتلقاها تتحدث عن جنوب السودان بلده، وتاريخ السودان والأوضاع فى السودان وجنوبها، بالإضافة إلى تعريفهم بأبرز الأشخاص المؤثرين فى جنوب السودان.

وتابع إدوارد، أنه يتلقى التعليم من العديد من المعلمين من دول مختلفة، لكنهم جميعًا من دول إفريقية، مبينًا أن لديه معلمًا من السنغال وآخر من موريتانيا، وهناك معلم آخر فى مدرسته من مصر.

تاريخ المدارس السودانية في مصر

تأسست أولى المدارس السودانية فى مصر، منذ عام 2000؛ حيث تعمل تحت الإشراف الكامل لوزارة التعليم السودانية والمستشارية الثقافية بالسفارة السودانية فى القاهرة.

وتتكون المدرسة السودانية الجديدة بمصر من 16 فصلًا فى مرحلتى الأساس والثانوى، يسع كل فصل 30 طالبًا تقريبًا، وتم تقديم 120 طالبًا من أبناء الجالية للمدرسة، وتعد هذه بداية جيدة مقارنة بمدارس سودانية خاصة موجودة فى مصر، مثل مدرسة المجلس الإفريقى التى تأسست منذ عام 2000 والتى بدأت عملها بـ20 طالبًا فقط.

وتهدف إقامة المدارس السودانية فى مصر، إلى توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين، والتعاون مع الجهات المصرية المختصة ووزارة التربية والتعليم، لكى تحرص هذه المدارس على التميز الذى تحظى به المدارس المصرية فى تلقى العلم، بحسب تصريحات لمسؤولين من جنوب السودان.

المدارس الباكستانية

أما المدارس الباكستانية الموجود فى مصر، فلها دور كبير فى تعليم الطلاب الباكستانيين المغتربين فى مصر، ويظهر دور مدرسة «باكستان الدولية»، الموجودة فى حى الزمالك فى القاهرة، والتى تأسست منذ عام 1982، تحت إشراف وإرشاد سفير باكستان فى مصر.

ويأتى الهدف من إقامة مدرسة «باكستان الدولية» فى مصر، لتلبية احتياجات أطفال المجتمع الباكستانى الذين يعيشون فى القاهرة، والحفاظ على النسبة المثلى بين المعلمين والطلاب الباكستانيين المغتربين الموجودين فى مصر، كما يبدأ العام الدراسى بالنسبة للطلاب الباكستانيين فى شهر يونيو من كل عام.

وتدار المدرسة تحت إشراف سفارة باكستان، ويشرف عليها مجلس محافظين، يرأسه سفير باكستان لدى مصر، والذى يقوم باختيار أعضاء المجلس؛ للاستفادة من تجاربهم وأفكارهم.

وتبذل المدرسة كل جهد لتسخير المواهب والمصالح الاجتماعية للأطفال، كما أنها تسعى إلى دمج السعى الأكاديمي مع الأنشطة، التى تشمل الرياضة والموسيقى والفن والرحلات فى الهواء الطلق؛ لتطوير شخصيات وقدرات طلابها.

المدارس الألمانية

على خطى العلاقات التى تجمع بين مصر وألمانيا، تأتى المدارس الألمانية التى تضم عددًا كبيرًا من أبنائها المقيمين فى مصر، الذين يدرسون فى مدارسهم التى تتبع السفارة الألمانية، ومنها «المدرسة الألمانية الإنجيلية الثانوية»، الموجودة فى شارع الدقى بالجيزة، المدرسة «الألمانية بنات»، الموجودة فى منطقة المعادى، والتى تعمل على تأهيل طلابها للالتحاق بالتعليم الجامعى فى ألمانيا.

ويتم تقسيم نظام التعليم بتلك المدارس على ثلاث مراحل؛ لانتقاء الأطفال المسموح لهم بالصعود إلى نظام شهادة الثانوية الألمانية المؤهلة للدراسة الجامعية، كما يتم إجراء اختبارات معرفية للأطفال المتقدمين للدراسة بها، ثم يتم إخضاع التلاميذ فى سن العاشرة لعملية انتقاء بغرض تحديد المسار التعليمى المناسب لمستواهم، إما بإكمال تعليمهم الجامعى، وإما الالتحاق بتدريب عملى، بعد 10 سنوات من التعليم يستطيع بعدها الطالب استكمال دراسته الجامعية فى نفس التخصص الذى تدرب فيه.

ويبدأ العام الدراسى فى المدارس الألمانية الموجودة فى مصر، مع بداية العام الدراسى فى ألمانيا؛ حيث يبدأ العام الدراسى فى ألمانيا فى شهر أغسطس ويستمر حتى شهر يوليو.

مدارس السفارات والقنصليات في مصر

تحتضن مصر العديد من المدارس التى تتبع سفارات وقنصليات الدول الأجنبية المقيمة على أرضها؛ حيث تمتلك السفارة الألمانية «6 مدارس» خاصة بها فى مصر، هى «المدرسة الألمانية الخاصة بالقاهرة، والمدرسة الألمانية الإنجيلية الثانوية، والمدرسة الألمانية بنات فقط، والمدرسة الألمانية لراهبات القديس شارل بورومى، والمدرسة الألمانية بالغردقة».

كما أن السفارة الكندية تمتلك المدرسة الكندية الدوليةCISE ، فى منطقة التجمع الخامس- القاهرة الجديدة، والسفارة الفرنسية لديها «مدرسة كونكورديا الفرنسية الدولية»، فى منطقة التجمع الخامس- القاهرة الجديدة، والسفارة البريطانية تمتلك «المدرسة البريطانية الدولية بالقاهرة الجديدة»، والسفارة السودانية تمتلك مدرسة الأمل الإفريقى، ومدرسة FOUND AFRICAN، والسفارة الباكستانية تمتلك «مدرسة باكستان الدولية».