مع ذكرى نصر أكتوبر.. ”نيويورك تايمز” تشيد بدهاء السادات الاستراتيجي

تعيش مصر خلال هذه الأيام ذكرى الاحتفال بانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، والتي كان يستلزم اندلاعها من قبل القوات المسلحة المصرية، لاسترداد الأرض والكرامة، بعد نكسة 67، وهي في حقيقة الأمر دليل على الدهاء الاستراتيجي لدى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لكن ترى هل كانت حرب 73 هي فقط الدليل على دهاء السادات أمام ممثلي الكيان الصهيوني؟
حرص أمريكي
حرصت صحيفة "نيويورك تايمز" على نشر تفاصيل جديدة، أكدت أنها لم تكن معروفة من قبل، تلك التفاصيل التي نقلتها عن وثائق تابعة للخارجية الأمريكية، موضحة أنها لا تكشف دهاء الرئيس السادات في حرب أكتوبر 73 فقط، وإنما تثبت ذكاءه وبعد نظره حينما قرر الذهاب إلى إسرائيل وأبرم معاهدة كامب ديفيد، وذلك مع رئيس وزراء إسرائيل حينذاك مناحيم بيجن.
بالوثائق والتواريخ
كشفت برقية مؤرخة بـ10 أغسطس عام 1978، تم بعثها من السفارة الأمريكية في السعودية إلى وزارة الخارجية الأمريكية، عن لقاء عقد يوم 9 اغسطس من العام ذاته في مدينة الطائف جمع السفير الأمريكي، جون سي ويست، مع وزير الخارجية السعودي آنذاك، والأمير سعود الفيصل، وقال مسؤول أمريكي، شارك في هذا اللقاء حرص على عدم الكشف عن هويته، إن الأمير سعود "أعرب عن دعمه الكامل" لدعوة الرئيس الأمريكي، جيمي كارتر، لكل من الرئيس أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، مناحيم بيجين، لعقد اجتماع في كامب ديفيد، وصرح بأنه يفكر في توصية اللجنة الاستشارية العامة بإصدار بيان علني حول هذا التأييد.
كشف تفاصيل
سبق وقد نوه عن البرقية التي كانت بتاريخ 10 أغسطس من عام 1978، لكن في محاولة لتوضيح أهم ما ورد فيها، فقد أوضح الأمير سعود خلال الاجتماع أن زيارة الأمير فهد إلى مصر جاءت بعد أن قرر السادات عدم الذهاب إلى المفاوضات في قلعة ليدز بإنجلترا، والتي كانت في الفترة من 18-19 يوليو 1978، وتابعت الوثيقة بنقل رد الأمير سعود، حيث قال: "إننا نريد أن ينجح كامب ديفيد، لأن ذلك سيكون نجاحا لأصدقائنا الأقرب في مصر والولايات المتحدة"، وأضاف وزير الخارجية السعودي متعهدا: "سنفعل كل ما بوسعنا للمساعدة".
دعم وقلق في آن واحد
وفقا للوثيقة الأمريكية، التي نشرتها "نيويورك تايمز" فقد أشار الفيصل إلى أن المملكة ستجعل دعمها علنيا، لكنه في نفس الوقت شدد على أن كل ما ستضمنه كامب ديفيد لابد وأن يلق قبولا واسعا في العالم العربي، معربا في نفس الوقت خلال الاجتماع عن قلقه من أن الولايات المتحدة ستضغط على السادات لجعله يقدم تنازلات في مسألة الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة والقضية الفلسطينية، وهو ما سيكون غير مقبول على الإطلاق من قبل العرب، إلا أنه تعهد بأن "جميع الأفكار، التي ستتقدم بها الولايات المتحدة حول القضايا الأساسية، أي السلام والانسحاب والأمن والفلسطينيين"، ستتطابق مع الموقف الأمريكي من القرار رقم 2424.
آمال المملكة السعودية
بحسب ما ورد في وثائق الخارجية الأمريكية، فقد أعرب الأمير سعود عن أمله في أن يتوج لقاء كامب ديفيد بنتيجة تشمل إرادة الفلسطينيين ومبدأ حقهم في تقرير المصير، وقالت "نيويورك تايمز" إن الولايات المتحدة حينذاك كانت تسعى لوضع دائرة من المبادئ القابلة للتطبيق.
اقرأ أيضا