الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 08:06 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

في عيد ميلاد رفاعة الطهطاوي الـ218.. محطات في حياة رائد النهضة العلمية

رفاعة الطهطاوي
رفاعة الطهطاوي

يعد رفاعة رافع الطهطاوي من قادة النهضة العلمية في مصر في عهد محمد علي باشا، وُلد الطهطاوي في مثل هذا اليوم 15 أكتوبر 1801، بمدينة طهطا في محافظة سوهاج ، وقد نشأ في عائلة من القضاة ورجال الدين فلقي رفاعة عناية من أبيه، فحفظ القرآن الكريم، وبعد وفاة والده رجع إلى موطنه طهطا، ووجد من أخواله اهتماماً كبيراً حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء فحفظ على أيديهم المتون التي كانت متداولة في هذا العصر، وقرأ عليهم شيئا من الفقه والنحو، التحق رفاعة وهو في السادسة عشرة من عمره بالأزهر في عام 1817 وشملت دراسته في الأزهر الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف، وغير ذلك، خدم بعدها كإمام في الجيش النظامي الجديد عام 1824.

 

سافر الطهطاوي إلى فرنسا ضمن بعثة عددها أربعين طالبًا أرسلها محمد علي في 13 أبريل 1826 لدراسة اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة، وكان عمره حينها 24 عامًا.

 

كان الشيخ حسن العطار وراء ترشيح رفاعة للسفر مع البعثة كإمامٍ لها وواعظٍ لطلابها، وكان بينهم 18 فقط من المتحدثين بالعربية، بينما كان البقية يتحدثون التركية، وذهب بصفته إمامًا للبعثة ولكنه إلى جانب كونه إمام الجيش درس اللغة الفرنسية هناك وبدأ بممارسة علم، وبعد خمس سنواتٍ حافلة أدى رفاعة امتحان الترجمة، وقدَّم مخطوطة كتابه الذي نال بعد ذلك شهرة واسعة تخليص الإبريز في تلخيص باريز.

وحين عودته لمصر عمل رفاعة على ترجمة كتب الطب، ثُمَّ عمل على تطوير مناهج الدراسة في العلوم الطبيعية.

 

وأفتتح مدرسة الترجمة، التي صارت فيما بعد مدرسة الألسن وعُيـِّن مديراً لها إلى جانب عمله مدرساً بها، كما انشأ أقساماً متخصِّصة للترجمة (الرياضيات - الطبيعيات - الإنسانيات) وأنشأ مدرسة المحاسبة لدراسة الاقتصاد ومدرسة الإدارة لدراسة العلوم السياسية.

 

وكانت ضمن مفاخره استصدار قرار تدريس العلوم والمعارف باللغة العربية (وهي العلوم والمعارف التي تدرَّس اليوم في بلادنا باللغات الأجنبية) وإصدار جريدة الوقائع المصرية بالعربية بدلاً من التركية، هذا إلى جانب عشرين كتاباً من ترجمته، وعشرات غيرها أشرف على ترجمتها.

 

 اقرأ أيضا: حضور غير متوقع لـ"رب السيف والقلم" في ندوة القوات المسلحة

نفى الخديوى عباس حاكم مصر حينها، الطهطاوي و أغلق مدرسة الألسن وأوقف أعمال الترجمة وقصر توزيع الوقائع على كبار رجال الدولة من الأتراك، ونفى رفاعة إلى السودان سنة 1850م

 

واصل رفاعة المشروع في منفاه، فترجم هناك مسرحية تليماك ل فرانسوا فنلون، وجاهد للرجوع إلى الوطن وهو الأمرُ الذي تيسَّر بعد موت الخديوى عباس وولاية سعيد باشا، وكانت أربعة أعوام من النَّفْى قد مرَّتْ.

 

أشرف رفاعة الطهطاوي لى مكاتب التعليم، وترأس إدارة الترجمة، وأصدر أول مجلة ثقافية في تاريخنا روضة المدارس، وكتب في التاريخ"َأنْوارُ تَوْفِيقِ الجَلِيل فِى أَخْبَارِ مِصْرَ وتَوْثِيقِ بَنىِ إِسْمَاعِيل"، وفي التربية والتعليم والتنشئة "مَبَاهِجُ الأَلْبَابِ المِصْرِيَّةِ فِى مَنَاهِج الآدَابِ العَصْرِيَّةِ"، "المُرْشِدُ الأَمِينِ للبَنَاتِ والبنَينِ"، وفي السيرة النبوية "نِهَايَةُ الإِيجَازِ فِى تَارِيخِ سَاكِنِ الحِجَازِ" ومن مؤلفاته أيضاً "القول السديد في الاجتهاد والتجديد" و"تعريب القانون المدني الفرنساوى" و"مغامرات تليماك" و"قلائد المفاخر" و"المعادن النافعة" والكتير من المؤلفات الأخرى.