صحيفة روسية: هل تراهن موسكو على سوريا كما راهنت على أفغانستان؟

هل تتحول سوريا إلى أفغانستان ثانية بالنسبة لروسيا؟ هكذا تساءلت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا الروسية"، حيث ركزت على رهانات روسيا في سوريا، كما أنها نوهت عن الأمور التي من الممكن أن تجعل عملية حسم المعركة صعبة على الأقل في الوقت الراهن.
وأبرز التقرير الذي نشرته الصحيفة الروسية، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي قال فيها إنه لا يرى شيئا خاطئا في أن تتلقى سوريا مساعدة من روسيا، كما أشارت الصحيفة إلى استشهاد الرئيس الأمريكي بالعملية العسكرية التي سبق وأجرتها موسكو في أفغانستان، للرد على الانتقادات التي وجهت ضده واتهامه بأنه تعمد خيانة الأكراد ولم يفكر في مصالحهم رغم وقوفهم معه في مواجهة "داعش".
وقالت الصحيفة الروسية، إن الولايات المتحدة لا تتخلى عن خططها الاستراتيجية في سوريا والشرق الأوسط ككل، كما أنها، لا تعمل ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها تريد أن تعرقل المصالح العسكرية والاقتصادية والجيوسياسية لموسكو، التي تدعم هذا النظام.
وقدمت "نيزافيسيمايا جازيتا الروسية"، وفقا لرؤيتها العديد من النقاط، هي:
أولا: من الصعب أن نعتبر أن القوات الأمريكية غادرت سوريا، فهم وبحسب القيادة التي تمثل البنتاجون، سيظلون في قاعدتهم التي تقع في التنف، على الحدود مع الأردن، مما يوضح أنهم سوف يستمرون في دعم المقاتلين المعادين للرئيس بشار الأسد في معسكر الركبان المجاور لهذه القاعدة.
ثانيا: قال الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشأن السوري، ألكسندر لافرينتيف: "وافق الأكراد على السماح لقوات الحكومة السورية بدخول مناطق معينة"، تلك الاتفاقية التي لم تتناول أي موضوعات سياسية أو اقتصادية، تشمل الأراضي المنقولة إلى دمشق، كما يتضح على الخريطة، شريطا أمنيا على طول الحدود السورية التركية، لكن جميع حقول النفط، جنوبي هذا القطاع، تقريبا، ستكون خارج سيطرة الحكومة السورية.
عند النظر لما نوه عنه الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فياتشسلاف ماتوزوف نجد أنه وبعد الانسحاب الأمريكي، سيتعين على القوات التابعة للحكومة السورية أن تفرض سيطرتها على منطقة أكبر بكثير، وهذا يعني أن خطر الاشتباكات العسكرية مع القوات التركية وعصابات الدولة الإسلامية سيزداد أيضا، وهنا بالتأكيد، سوف يكون دعم الوحدة الروسية في سوريا مطلوبا.
واستطرد فياتشسلاف، أنه رغممن إعلان موسكو الانتهاء من المرحلة العسكرية للعملية في سوريا، فمن السابق لأوانه الحديث عن انتقال البلاد إلى الحياة السلمية، فدمشق، وبدعم من روسيا تحقق فقط انتصارات موضعية، لكن حل المشاكل السياسية في البلاد لم يبدأ بعد، أما حقيقة ما حدث في أفغانستان فإن موسكو وعلى حد تقديره تورطت بشكل ملحوظ في الحرب من خلال مساعدتها كابول، حيث أنها تعمدت الدخول في حرب ضد خصومها.