الطريق
السبت 4 مايو 2024 11:49 صـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الحلقة 7

حكايات حقيقية أغرب من الخيال .. طبيب متهم بمعاشرة جثة حبيبته لمدة 7 سنوات (فيديو)

الطبيب ظل ينما مع الجثة في السرير 7 أعوام كاملة
الطبيب ظل ينما مع الجثة في السرير 7 أعوام كاملة

قصة الطبيب الألماني أثارت ضجة كبيرة في ثلاثينيات القرن العشرين

الطبيب قال إن أرواح الموتى كانت تزوره وتخبره أن ماريا ستكون حبيبة عمره

الألماني العاشق لم يستسلم لفكرة أن حبيبته المستقبلية قد تفارق الحياة قريبا

شقيقة ماريا شاهدت جثتها تحدق بها في غرفة كارل

في دنيانا العديد من القصص والحكايات، التي تفوق ما تبدعه أقلام كتاب الخيال العلمي وأدب الرعب غرابة، وليست جميعها متعلقة بالجن والأشباح، أو الكائنات الفضائية، فمنها ما هو متعلق بتصرفات البشر أنفسهم.

ومن أغرب تلك القصص، حكاية الطبيب الألماني كارل تانزلر المروعة، والتي أثارت ضجة كبيرة جدا في ثلاثينيات القرن العشرين.

الطبيب الألماني كارل تانزلر

حلم أم أوهام مريضة؟

كان تانزلر طفلا ذكيا وغريبا، ورغم أنه تزوج في شبابه، إلا إنه لم يتوقف أبدا عن البحث عن الوجه الذي رآه في أحد أحلامه عندما كان في الحادية عشرة من عمره، إلى أن رأى وجه حبه الحقيقي المقدر.

في مدينة "كي ويست" الأمريكية"، وبالتحديد في عام 1931، بدأت تلك القصة التي صدمت جميع من سمع بها بشدة، حيث التقى الدكتور كارل تانزلر بمريضته الشابة ماريا إلينا هويوس، ابنه صانع السيجار الأمريكي فرانسيسكو هويوس، والتي وقع في غرامها من النظرة الأولى.

ووفقا لما نشره موقع All That’s Interesting، فإن ماريا كانت تجسيدا لشكل فتاة أحلام الطبيب الألماني، وصورة مطابقة لما كان يتخيله في صغره عندما يفكر في الحب، حيث قال فيما بعد إن أرواح الموتى كانت تزوره، وتخبره أن صاحبة تلك الوجه ستكون حبيبة عمره، وربما كانت تلك الأوهام هي التي جعلته ينفصل عن زوجته ويذهب للعيش في أمريكا، قبل لقاء ماريا هويوس.

اقرأ أيضا: قصة عفريت فيلا عائلة عزت أبوعوف

اندهش كارل بشدة لتطابق صورة الفتاة مع ما كان يحلم به بالفعل، وقال لنفسه إنه يجب أن يرتبط بها ويتزوجها، لكن فرحته برؤية ماريا لم تستمر طويلا، فسرعان ما اكتشف أنها تعاني من مرض السل، وهو المرض الذي كان يعتبر مميتا في تلك الأيام.

ماريا هويوس

صدمة وتحد ثم فراق

لم يستسلم الألماني لفكرة أن حبيبته المستقبلية قد تفارق الحياة قريبا، وقرر استخدام كل ما لديه من خبرة في علاج ماريا هويوس، وبالفعل حاول إنقاذها من مصيرها المحتوم عن طريق مجموعة متنوعة من المقويات والإكسير والأدوية المصممة خصيصا لمثل ذلك المرض.

وفي منزل عائلة فرانسيسكو هويوس والد ماريا، بدأ كارل في علاج فتاة أحلامه، وكان يأتي إليها في كل مرة بهدايا مختلفة، ويعلن للجميع أنه وقع في غرامها، لكن لم يثبت أن الفتاة تجاوبت معه وبادلته المشاعر.

اقرأ أيضا: صدق أو لا تصدق.. مصرى يدفن نفسه 28 يوما تحت الأرض ويخرج حيا

ورغم جهود الطبيب الألماني المضنية، إلا أن ماريا استسلمت للمرض تماما، ولم يتمكن من إنقاذ حياتها، لتفارق الحياة وهي في عمر 22 عاما، وسط صدمة كارل وحزنه الشديد، والذي لم يتوقع أحد وقتها أن يقدم بسببه على واحدة من أكثر الجرائم غرابة ورعبا.

الطبيب الألماني والفتاة الأمريكية

الجريمة المروعة

أصر تانزلر على شراء ضريحا حجريا باهظ الثمن على نفقته الخاصة في مقبرة كي ويست من أجل حبيبته ماريا، وبإذن والديها، استأجر متخصصا لتحنيط جثتها حتى تحافظ على ملامحها قبل حبسها داخل الضريح.

لم تدرك عائلة هويوس أن المفتاح الوحيد لصندوق الجثة سيظل في حوزة تانزلر، وسرعان ما استغل الألماني بسرعة هذا الامتياز، مما أدى إلى واحدة من أكثر الحكايات المروعة في كل العصور.

كان كارل يزور قبر ماريا هويوس كل ليلة لمدة عامين تقريبا، وهي عادة توقفت فجأة بعد أن فقد وظيفته لأسباب غير معروفة، ورغم أن عائلتها اعتبرت هذا التغيير الجذري في السلوك غريبا بعض الشيء، إلا أنهم لم يتوقعوا السبب وراء ذلك أبدا.

ففي أبريل من عام 1933، استخرج كارل تانزلر جثة ماريا من الضريح، وبهذا لم يجد ضرورة لزيارة قبر حبيبته بالطبع، فهي الآن معه في منزله.

كانت مهمة كارل بعد تلك الفعلة الغريبة هي ملء جثة حبيبته بالقماش، وتشميع جلدها بالكامل ليحافظ عليه، كما ركب لها عينين زجاجيتين في وجهها، ووضع على رأسها شعرا مستعارا، لتبدو هيئتها وكأنها إنسان حي.

وفي الوقت نفسه، بدأ في تثبيت هيكلها العظمي بالأسلاك، وواظب على شراء كميات وفيرة من العطور والزهور والمطهرات، والمواد الحافظة بالطبع، للتغلب على الرائحة المتعفنة التي تخرج من الجثة، كما استخدم شمع الموتى بشكل روتيني على وجه هويوس في محاولة لإبقائها وكأنها "على قيد الحياة".

قام كارل تانزلر أيضا بشراء العديد من الفساتين والمعاطف والقفازات والمجوهرات لجسد حبيبته الذي وضعه في فراشه الخاص، والذي شاركه مع الجثة لمدة سبع سنوات.

اكتشاف الجريمة

مع تحدث المدينة بأكملها تقريبا عن الرجل المنعزل الذي غالبا ما يشاهد وهو يشتري الملابس والعطور النسائية، بالإضافة إلى رواية صبي محلي عن رؤية الطبيب يرقص مع ما يبدو أنه دمية عملاقة، بدأت عائلة هويوس تشك في أن شيئا ما قد حدث.

ووفقا لما ذكره موقع AMERICAN HAUNTINGS، ففي عام 1940، وبعد أن انتشرت شائعات في المدينة عن نوم كارل مع جثة في منزله، قررت شقيقة ماريا أن تذهب لزيارة كارل، ومواجهته بما يشاع عنه، لكنها وبمجرد أن دخلت المنزل، تسمرت في مكانها من الرعب والذهول، فقد كانت جثة شقيقتها المحنطة ترقد على سرير كارل وتبدو وكأنها تحدق بها.

جثة ماريا بعد تحنيطها

صرخت شقيقة ماريا من شدة الرعب، وهرولت مسرعة إلى الشرطة للإبلاغ عن كارل وفعلته الشنيعة، واتهمته بمعاشرة جثة شقيقتها جنسيا بعد سرقته لها من القبر، وبالفعل داهمت الشرطة منزله، لتجده يرقص مع الجثة أمام النافذة، وتم احتجازه بتهمة تنديس حرمة الموتى وسرقة الجثة.

وكشف تشريح الجثة عن عمل تانزلر المعقد لإيقاف تحلل جثة ماريا والحفاظ على جسدها أكبر وقت ممكن، والذي تضمن أنبوبا ورقيا تم إدخاله بين ساقيها، لتشكيل المهبل المؤقت من أجل العلاقة الجنسية، لكن الطبيب الألماني لم يعترف أبدا بمعاشرة الجثة وأنكر الأمر برمته.

الصحف تتحدث عن الجريمة

ووصل هوس كارل بحبيبته المتوفاة إلى أنه طلب من جهات التحقيق أن يجعلوه يأخذ جثة ماريا ويسافر بعيدا عن الجميع، بل إنه أخبرهم أن روحها كانت تأتي له يوميا وتطلب منه إخراجها من القبر، كما قال للمحققين إن روح ماريا ستأتي إليه عندما يجلس عند قبرها ويغني مع جثتها بأغنية إسبانية مفضلة.

تم فحص تانزلر من الناحية النفسية، ووجد أنه مؤهل عقليا للمثول أمام المحكمة بتهمة تدمير قبر بوحشية وإزالة جثة دون إذن، لكن تم إسقاط القضية في نهاية المطاف والإفراج عنه، حيث انتهت القضية طبقا لما يعرف في أمريكا وقتها بقانون التقادم المسقط للجريمة، بسبب انقضاء المدة الزمنية لرفع قضية ضد المجرم، كونه دنس القبر في عام 1933.

بعد وقت قصير من اكتشاف السلطات للواقعة، تم فحص جثة ماريا إلينا من قبل الأطباء وعلماء الأمراض، وعرضها على الجمهور في منزل دين لوبيز الجنائزي، حيث شاهده ما يقرب من 7000 شخص، قبل أن يتم إعادة جثة ابنة عائلة هويوس في نهاية المطاف إلى مقبرة كي ويست، حيث تم دفن الرفات في قبر غير مميز، وفي مكان سري، لمنع المزيد من العبث.

اقرأ أيضا: أغرب من الخيال.. صعيدي للتلفزيون المصري: ”الفضائيين خطفوني وجردوني من ملابسي” (فيديو)

ورغم بشاعة ما قام به الطبيب الألماني، إلا إن كارل تانزلر حصل في الواقع على قدر كبير من التعاطف في أثناء محاكمته، حتى أن البعض اعتبره رومانسيا يائسا غريب الأطوار.

وبعد الإفراج عن كارل ذهب ليعيش بقية أيامه بمفرده في ولاية فلوريدا، لكن هوسه بحبيبته لم يفتر، صنع دمية بالحجم الطبيعي لها، ووضع على وجهها قناعا طبق الأصل من صورتها، واحتفظ بها في سريره إلى أن فارق الحياة في عام 1952، وقالت الروايات إن وفاته اكتشفت بعد 3 أسابيع من مفارقته الحياة، وأن جثته كانت على الأرض محتضنة دمية ماريا.

موضوعات متعلقة