وفاة سارة حجازي تفتح باب الجدل.. المثلية الجنسية ميول أم مرض؟.. والدين بيقول إيه؟

من جديد عاد الجدل حول المثلية الجنسية بعد انتحار الناشطة سارة حجازي، الذي سبب في فتح الباب من جديد حول تعريف المثلية الجنسية، وهل هي شذوذ وانحراف أم مرض يتوجب علاج المصابين به، ومدى تماشيه مع القواعد المجتمعية والأحكام الدينية.
الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، قال إن المثلية الجنسية كانت مصنفة في الجمعية العالمية للطب النفسي حتى عام 1992 أنها شذوذ ومرض نفسي، إلا أنه وأمام الضغط الكبير من الجمعيات المساندة للمثليين رفعتها الجمعية من تصنيف المرض النفسي واعتبرتها ميول جنسية طبيعية.
جمال فرويز: المثلية مرض يجب علاجه.. وتصنيف الجمعية العالمية للطب النفسي غير ملزم
وأضاف فرويز لـ"الطريق" أن تصنيف الجمعية العالمية للطب النفسي ليس ملزمًا، مؤكدًا أنه ما زال يعتبر المثلية الجنسية مرضًا وشذوذًا مخالفًا للفطرة الإنسانية واجب العلاج، لافتًا إلى أنه يعالج العديد من الحالات من المثلية.
وتابع أن علاج المثلية الجنسية يستلزم أولًا اعترافًا ورغبةً من الشخص في العلاج، لأن أي اضطراب نفسي لا يعالج إلا برغبة المريض واعترافه، لافتًا إلى أن العلاج يتم عن طريق جلسات العلاج المعرفي السلوكي وبعض الأدوية المساعدة في العلاج والخروج من تلك الحالة كأدوية الاكتئاب.
من جانبها، رفضت الدكتورة رضوى سعيد عبدالعظيم، رئيس قسم الصحة الجنسية بالجمعية العالمية للطب النفسي، وصف المثليين الجنسيين بالشواذ، لافتة إلى أن التشخيصات العلمية غيرت المفهوم منذ ثلاثين عامًا وأصبحت تعتبرها ميولًا طبيعية، مطالبة بتغيير القوانين والتشريعات ليتناسب مع التوصيفات العلمية.
رضوى سعيد: توجه جنسي حر.. ويجب حماية المثليين من التنمر والعنف
وأشارت في حديثها لـ"الطريق" إلى أن المثلية الجنسية يمكن اعتبارها مرض في حالة واحدة، هي عدم رضا الشخص عن تلك الميول أو إجباره عليها، ويختلف العلاج من شخص لآخر، مؤكدةً انه خلافًا لتلك الحالة فهي توجه جنسي حر وليس مرضًا طبقًا لمعايير الطب النفسي.
وشددت على ضرورة حماية المثليين الجنسيين لأنهم أقليات يجب توفير الحماية لهم وعدم التنمر بهم أو مضايقتهم، مطالبة بقبول الاختلاف وعدم استخدام العنف معهم بالتنمر عليهم، مشيرة إلى أن الشريعة كذلك تحترم العلم وتصنيفاته.
رئيس لجنة الفتوى السابق: المثلية شذوذ حرام قطعا.. والإسلام وضع الشهوة في إطارها الطبيعي
الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، أكد أن المثلية الجنسية لا يمكن اعتبارها ميولًا طبيعية، لأن الله خلق الأنثى أنثى وجعل ميولها للرجل، فالمرأة سكن للرجل والرجل سكن للمرأة كما قال تعالى في محكم التنزيل.
اقرأ أيضًا: بعد إثارة سارة حجازي للجدل.. هل يجوز الترحم على المثليين؟
وأضاف لـ"الطريق" أن المثلية شذوذ حرام قطعًا، يجب أن يعالج أو يقاطع، والدليل أن الله سبحانه وتعالى أهلك قوم لوط به، كما أن من يأتي المرأة من دبرها قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ملعون، فلو كانت ميولًا طبيعيةً لما تنهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى أن الإسلام لم يأت لكبح شهوة البشر وقتلها، وإنما نظمها ووضعها في إطارها الطبيعي، حيث يقول الله تعالى: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن".