الطريق
الإثنين 20 مايو 2024 07:49 صـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
محافظ الأقصر يوجه بالضرب من حديد لحالات التعدى على أملاك الدولة لقاءات توعوية وورش للأطفال ضمن فعاليات قصور الثقافة بالإسكان البديل جامعة الأقصر تعقد الاجتماع الدورى لمجلس الدراسات العليا جامعة الأقصر تعقد اجتماعها الدورى لمناقشة شؤون التعليم والطلاب جامعة الأقصر تطلق الحملة التوعوية ”أسرة مستقرة =مجتمع آمن” عاجل.. الزمالك بطلًا للكونفدرالية للمرة الثانية في تاريخه جامعة الأقصر تعقد الاجتماع الدورى لمجلس شؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ”محطمة”.. التليفزيون الإيراني يعلن عثور فرق الإنقاذ على مروحية الرئيس السجن سنتين ونصف للمتهم بالتعدي على شاب من ذوي الإعاقة في ميت عنتر بالدقهلية محافظ الجيزة: نسعى لتطوير الآليات المستخدمة لرفع وعي المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة المفوضية الأوروبية تفعل خدمات القمر الاصطناعى للبحث عن مروحية رئيس إيران محافظ القاهرة يوضح الهدف من مشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبري

في المنوفية| اسطوانات ”الموت” تهدد مصابي كورونا.. والأهالي: الصحة ”غايبة”

اسطوانة أكسجين طبي - أرشيفية
اسطوانة أكسجين طبي - أرشيفية

"اللجان الشعبية" ظهرت مع أحداث ثورة 25 يناير 2011، لتقوم بدور موازي لمؤسسات الدولة في الحفاظ على الأمن في الشارع المصري وتوفير بعض الخدمات للمواطنين في الفترة العصيبة التي عاشتها مصر بعد اندلاع الثورة، وقد حققت هذه اللجان بعض الإيجابيات المشهودة والتي نالت احترام الكثيرين.

 

من جديد ظهرت "اللجان الشعبية"، ولكن هذه المرة بشكل مخلتف، حيث استدعى انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وجود مثل هذه اللجان الشعبية للوقوف بجانب الدولة في معركتها ضد الفيروس القاتل، وكأن وجود مثل هذه اللجان مرتبط بالأحداث الكبيرة التي تشكل خطرًا على الأمة.

 

كان الهدف الرئيسي من انتشار "اللجان الشعبية" في كل أنحاء مصر، هو مساندة الدولة في مواجهة كورونا، وبالفعل نجحت هذه اللجان في توفير مساعدات مادية وعينية وغذائية، وقدمت الكثير من الخدمات التوعوية لمرضي كورونا، إلا أن قلة الخبرة وعدم التخصص أحدث نتائج سلبية وكوارث إنسانية في بعض الأوقات دون قصد، أو كما يقال "الطريق إلى جهنم مليئ بالنوايا الحسنة".

 

لم يكن هناك أي ضرر على الإطلاق من قيام "اللجان الشعبية" بتوفير مساعدات مادية وعينية لمرضى فيروس كورونا أو توفير منتجات غذائية للمرضى، ولكن الضرر يكمن في توعية بمعلومات غير دقيقة أو توفير أدوية غير مناسبة للحالات، أو الدعم بأنابيب أكسجين، دون أشراف طبي، وهو الحدث الكارثي الذي انتشر في كثير من الأماكن وخاصة في محافظة المنوفية، صاحبة المركز الثالث في أعلى إصابة بفيروس كورونا.

اللجان الشعبية لمواجهة كورونا

سلاح ذو حدين

 

قال الدكتور عبد الباري العجيزي، مدير الطب العلاجي بمديرية الصحة في محافظة المنوفية، إن وجود اللجان الشعبية لمواجهة كورونا أمر مهم جدا وضرورض، على مستوى الجمهورية بشكل عام، وفي المنوفية على وجه الخصوص، نظرا لارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في هذه المحافظة بالتحديد.

 

وأضاف "العجيزي"، في تصريحات حاصة لـ"الطريق"، أشدد على أن اللجان الشعبية تعتبر "سلاح ذو حدين"، إذا ما تم استخدامها بشكل خاطئ، منوهًا إلى أن انتشار فكرة توفير أنابيب الأكسجين في منتهى الخطورة، خاصة لو تم تنفيذها دون إشراف طبي، أو تم استخدامها في المنازل بالنسبة للمعزلين ذاتيا دون رعاية طبية متخصصة.

 

وتابع، مدير الطب العلاجي بالمنوفية، أنه لا بد من إشراف طبي في حالة توصيل الأكسجين للمريض لأن الأمر يحتاج إلى قياس نسبة الأكسجين في الدم كل فترة، ولذلك أنا ضد فكرة أن يأخذ المريض اسطوانة الأكسجين منزله بأي حال من الأحوال، مطالبًا من يتبرع باسطوانات أكسجين من خلال اللجان الشعبية؛ بأن يتبرع بها لمستشفى عزل أو أي مستشفى بشكل عام.

اقرأ أيضا.. وكيل صحة الشرقية لـ”الطريق”: شفاء أكبر معمرة من كورونا وخروجها من مستشفى العزل (صور)

 

لا بد من إشراف طبي

 

قال الدكتور أسامة الفيومي، مدير مستشفى أشمون العام، إنه لا يجب أن يحصل مريض كورونا على أكسجين إلا من خلال إشراف طبي، موضحًا أن حدوث ذلك أثناء تواجد المريض في عزل منزلي وبدون إشراف طبي يعرض المريض لأخطار كارثية جسيمة ربما تودي بحياته.

 

وأضاف "الفيومي"، في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، يفضل أن يكون الطبيب المتابع لحالة المصاب بفيروس كورونا، طبيب متخصص من الحميات أو الأمراض الصدرية، مؤكدًا أن عدم وجود إشراف طبي من الممكن أن يجعل المريض يأخد أكسجين بنسبة أعلى وهو ما يُحدث انفجار في الرئتين ويسبب وفاة فورية للمريض.

 

وأكد نائب مدير مستشفى أشمون العام، على ضرورة حجز المريض في المستشفى حال احتياجه للأكسجين، مشددَا على أن العزل المنزلي لا يكون إلا للحالات البسيطة جدًا، ومنبهًا على أنه حال احتياج المريض للأكسجين لا بد من انتقاله للمستشفى لقياس نسبة الأكسجين في الدم.

مستشفى عزل

أسألوا أهل الذكر

 

وعن رأي الدين في انتشار بعض السلبيات الناتجة عن "اللجان الشعبية" دون قصد، يقول الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، أمرنا الله تعالى بالتعاون على البر والتقوى، وكون الإنسان بتعاون على البرو التقوى فهذا شيئ جميل يحسب له عند الله، ولكن الله تعالى قال {فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، والنبي صلى الله عليه وسلم قال ما وضع الله داء إلا وضع له دواء، إلا داءً واحدًا "الهرم" أي الموت.

 

وأضاف "الأطرش"، في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أنه يجب على من يقدم النصيحة والمساعدة أن يكون عالمًا بما يقدم ويصنع من حيث النفع ومن حيث الضرر، مشيرًا إلى أن يقدم مساعدة من أي نوع حتى وإن كانت وصفات طبية؛ ولا يعلم بضرها ونفعها فهو مخطأ، وعلى من يقدم نصائح طبية أو يساعد بأدوات طبية أن يستعين بأهل الطب والتخصص.

 

وأكد رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، أنه ينبغي على الناس أن يكون لديهم الوعي الكافي، فلا يتناولوا علاجًا إلا عن طريق طبيب، فالأجسام تختلف من شخص لآخر، ونسبة المرض وكمية العلاج تختلف من شخص لآخر، مختتمًا بأن النوايا الحسنة لا ترفع الذنب عمن يسيئ لغيره ولو بغير قصد.

مخطط إخواني

 

وقال محمد خليفة، أحد أهالي قرية قورص التابعة لمركز أشمون في المنوفية، أن بعض أعضاء الإخوان قاموا بتجميع أموال من أهالي القرية واشتروا اسطوانات أكسجين لاستخدامها في علاج مرضى فيروس كورونا المعزولين في المنازل بالمخالفة لبروتوكول وزارة الصحة.

 

وأشار "خليفة" في تصريحات خاصة، إلى أن أعضاء الجماعة الإرهابية نفذوا هذا المخطط بغرض زيادة حالات الإصابة وأيضًا زيادة حالات الوفاة الناتجة عن الاستخدام الخاطئ للأكسجين، كل ذلك في ظل غياب تام لوزارة الصحة ممثلة في وكيل الوزراة الدكتور نصيف الحفناوي.

 

أما عن رأي وزارة الصحة في الأمر؛ فكالعادة فشلت كل محاولات الحصول على رد من وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، الدكتور نصيف الحفناوي، لعدم الرد على الهاتف ويبقى حق الرد مكفول.

الدكتور نصيف الحفناوي