الطريق
جريدة الطريق

”النفاق والتلون” الشعب الجمهوري يتظاهر بالمعارضة وحقيقه دعم أردوغان ومؤامراته في الداخل والخارج

أردوغان وزعيم الححزب الشعب الجمهوري
عواطف الوصيف -

النفاق والتلون سمة رئيسية لجميع الرموز السياسية في تركيا، حتى المعارضة التي بدت أنها الأمل الذي سينهي عهد قمع رجب طيب أردوغان يتضح أنها تساعده على تحقيق مطامعه.


نفاق الشعب الجمهوري

 

على الرغم من التصريحات النارية التي طالما أدلى بها حزب الشعب الجمهوري ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأتباعه من أنصار حزب العدالة والتنمية، تبين أن جهوده تتمركز في إضفاء الشرعية على المناورات العدوانية التي يمارسها أردوغان، وكسب الدعم الشعبي للإجراءات الحازمة التي يتبعها في السياسة الخارجية.

ومن أبرز الأحزاب التي تدعي المعارضة وهي في حقيقة الأمر داعم قوي لسياسة أردوغان الغاشمة: "حزب الحركة القومية المتطرف والقومي الجديد، وحزب الوطن العلماني المتشدد، فعلى الرغم من الانقسام الذي أصاب هذه الأحزاب بسبب رفض مبدأ دعم سياسة رجب طيب أردوغان مما أدى إلى انشقاق نسبة كبيرة منهم، إلا أن هؤلاء المنشقين، ولضمان مصالحهم الجيوسياسية، يعملون على دعم "العدالة والتنمية" وسياسته الغاشمة، وفقا لما ورد على "نوردك مونيتور" السويدي.

اقرأ أيضا: المعارضة التركية: حزب أردوغان ورقي ولم يعد له وجود

أجندة أردوغان السياسية

 

على الرغم من أن تركيا وبسبب سياسة رجب طيب أردوغان باتت تعاني من العزلة السياسية لسنوات عديدة إلا أنه بفضل هذه الأحزاب، باستثناء حزب الشعوب الديمقراطي، تمكنت الحكومة التركية من تنفيذ أجندة سياستها الخارجية دون انتقادات كبيرة في البرلمان وتمكنت من فوز الدعم الشعبي.

تظاهر بالانتقاد

 

وبحسب ما ذكر فقد انضم زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كيليجدار أوغلو ومعاونيه، إلى معسكر رجب طيب أردوغان لتعزيز سياسته الخارجية، في حين أنهم تظاهروا بانتقاده.

وبعد قرار الحكومة التركية بسحب سفينة الأبحاث أوريتش رئيس من المياه المتنازع عليها في شرق البحر الأبيض المتوسط، أصدر المجلس التنفيذي لحزب الشعب الجمهوري بيانا، في 13 سبتمبر الجاري، يدعو فيه الحكومة إلى الكفاح ضد التنازل عن حقوق الأمة المستحقة وتحديد عملية الانسحاب كـ "امتياز".

اقرأ أيضا: بالوثائق.. كيف أصبحت تركيا مركزا للمجاهدين؟

وقال البيان: "تركيا معزولة في السياسة الخارجية ووقعت في موقف تقديم تنازلات في قضاياها المشروعة حيث لم يعد البرلمان مركزا للسلطة".


موقف الخارجية التركية

 

بعد البيان الذي أصدره حزب الشعب الجمهوري بشأن سفينة "أوريتش رئيس" وأن عملية الانسحاب لا بد أن تكون امتيازا، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن السفينة عادت إلى ميناء أنطاليا للصيانة الدورية الروتينية وأن ذلك لم يكن امتيازًا، ثم أكدت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية في بيان صحفي في 14 سبتمبر، أن السفينة ستعود قريبا إلى أنشطتها وأن سفن التنقيب الأخرى تواصل أنشطتها في شرق البحر المتوسط.

حزب الشعب الجمهوري وراء عملية نبع السلام

 

في الثامن من أكتوبر 2019 دعم حزب الشعب الجمهوري العمليات العسكرية عبر الحدود في شمال العراق وسوريا، وبالفعل وافق البرلمان، وبعد مرور يوم واحد شنت الحكومة التركية عملية نبع السلام، والتي تهدف إلى إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا موازية للحدود التركية من أجل توطين ملايين اللاجئين السوريين.

وتماشيا مع سياسات حزبه، قدم كليجدار أوغلو دعمه للحكومة وغرد: "بارك الله في أطفالنا وينصرهم".

موقف الشعب الجمهوري من اللاجئين السوريين

 

قال زعيم الحزب الجمهوري أكثر من مرة إنه لا بد من إعادة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم تركيا إلى بلادهم، ويدعي أن اللاجئين يؤثرون على المواطنين الأتراك في العثور على عمل لأنهم يقوضون دفع الأجور، وهو ما يتماشى مع فكر رجب طيب أردوغان.

اقرأ أيضا: الحرمان وانتهاك الأعراض.. سجون أردوغان في قبضة ”ملاك الموت” (وثائق)

كشف العديد من نواب الأحزاب الممثلة في البرلمان عن مشاعر كره الأجانب تجاه اللاجئين السوريين الذين اضطروا إلى الفرار من بلدهم بسبب الحرب الأهلية.. فقد أصبح اللآجؤون السوريون في السنوات الأخيرة الهدف الرئيسي للسياسات القومية في تركيا بالإضافة إلى نواب حزب العدالة والتنمية.