الطريق
جريدة الطريق

رغم دعمها عسكريا أمام أرمينيا.. لماذا رفضت أذربيجان استقبال ميليشيا أردوغان؟

ميليشيات أردوغان
عواطف الوصيف -

اصطدمت ميليشيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بواقع صادم، فقد باعوا أنفسهم له وظلوا سلاحا في يده يستغله وقتما يشاء لتحقيق أطماعه في المنطقة، لكن موقف السلطات الأذرية ربما يجعلهم يغيرون سياستهم بالكامل.


السلطات الأذرية تطرد الميليشيات

 

رفضت الحكومة الأذرية إبقاء الميليشيات المسلحة التابعة لرجب طيب أردوغان أو توطينهم وفقا لما ورد على المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأشار المرصد إلى أن أكثر من 900 مقاتل من الفصائل الموالية لأنقرة ممن حاولوا الاستقرار في أذربيجان عادوا إلى سوريا على دفعات، كان آخرها يوم الخميس الماضي، منوها أنه من المتوقع وصول دفعات جديدة خلال الأيام المقبلة.

اقرأ أيضا: واشنطن وباريس تطالبان روسيا بالكشف عن دور تركيا في اتفاق قرة باغ

مساعدة مسلحة

 

خاذلت السلطات الأذرية، الميليشيات المسلحة التابعة لأردوغان على الرغم من المساعدات العسكرية التي قدموها لهم خلال حربهم التي جرت الأيام الماضية أمام أرمينيا بالسلاح وكان ذلك بمساعدة وترتيب من تركيا، حيث أكد رجب طيب أردوغان أنه سيعمل على تقديم كافة المساعدات لأذربيجان حتى تتمكن من الانتصار على أرمينيا.

نفايات من البشر

 

وردا على علامات الاستفهام التي طرحتها أذربيجان بعد موقفها الأخير من ميليشيات رجب طيب أردوغان، قال الكاتب الصحفي والباحث السياسي في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية محمود بسيوني، إن الموقف الذي أتبعته السلطات الأذرية حيال ميليشيات رجب طيب أردوغان طبيعي جدا، موضحا أن هؤلاء الميليشيات لا يزيدون عن كونهم نفايات من البشر، ولا يوجد دولة في العالم من الممكن أن تقبل اسقبالهم أو توطينهم، مشيرا إلى أنه من الممكن وصفهم بـ "الحسالة" ، فقد حرصوا على حمل السلاح باسم الدين.

وأشار بسيوني في تصريحات خاصة لـ"الطريق" إلى أنه لا توجد أي دولة في العالم على استعداد للتعامل مع هذه الميليشيات أو مساعدتهم فهم لا أمان لهم وأي دولة حتى وإن ساعدتهم تذوق في النهاية سمهم وشرهم.


أذربيجان شيعية

 

كشف بسيوني أن أذربيجان في الأساس تنتمي للمذهب الشيعي، لذلك إذا قبلت توطين مثل هؤلاء المرتزقة، فإنها بهذا الشكل سوف تتسبب في حدوث أزمات وخلافات لا حصر لها في المستقبل على أراضيها، مؤكدا أن حالة الشتات الحالية التي يعاني منها هؤلاء المرتزقة، هو المصير المتوقع لكل من يقرر أن يبيع روحه وعقله لرجب طيب أردوغان، الذي استغل هؤلاء الميليشيات بالطريقة التي تساعده على تحقيق مصلحته والآن يلق بهم كالنفايات.

اقرأ أيضا: صدام روسي تركي منتظر في قرة باغ.. وخبير: أردوغان يحاول إخفاء فشله (تحليل)

وأوضح الباحث محمود بسيوني أن الرئيس التركي لن يتدخل أو يبذل أي جهود لمساعدة هؤلاء الميليشيات أو منحهم فرصة جديدة للحياة، والدليل أن الآلاف منهم لقوا مصرعهم في ليبيا ولم يعرف عنهم أي شيئا، فهم في البداية خدعوا وراء الأحلام التي ساقها أردوغان حول دولة الخلافة وأنه سيحقق كل ما يحتاجونه، لكن في النهاية يواجهون الحقيقة، فتركيا لا تبحث إلا عن مصلحتها.


الموقف الروسي

 

أشار الباحث السياسي إلى أن روسيا تحديدا لن تقبل بأي شكل من الأشكال وجود هذه الميليشيات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان لضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار، موضحا أنها تعمل دائما على محاربة مثل هذه العناصر، فمسكو لن تنسى أن المرتزقة كانوا السبب الرئيسي وراء سقوط الاتحاد السوفيتي، كما أنهم تركوا تأثير سلبي كبير على الجيش الأحمر في أفغانستان، مضيفا أن أرمينيا أيضا لن تسمح بوجود مثل هذه العناصر على الخط الحدودي مع أذربيجان التي لن تغضب منها تركيا إذا قامت ضدهم بأي إجراء.

وتوقع بسيوني أن تشهد المرحلة المقبلة انسحاب تركي من مختلف المناطق التي حاولت تعزيز تواجدها فيها، منوها أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن تعهد بتحسين الأوضاع في سوريا وحل الأزمة الليبية بمنع تركيا من فرض سيطرتها عليهما أو التدخل في شؤونهما، كما أنه أكد نيته لفرض عقوبات صارمة على تركيا وهو ما سيؤثر بشكل قوي على الاقتصاد التركي.

اقرأ أيضا: تركيا تدين قرار مجلس الشيوخ الفرنسي بشأن أذربيجان

سر غضب بايدن

كشف الباحث محمود بسيوني، عن سر غضب جو بايدن من رجب طيب أردوغان، موضحا أنه يريد معاقبته بسبب الاتفاق الذي أبرمه مع روسيا بشأن منظومة الدفاع الجوي "أس-400"، موضحا أنه في ظل جميع هذه الجبهات الخارجية الكثيرة التي فتحت أمام أردوغان سيتطلب منه الإلتفات للشأن الداخلي التركي خاصة مع انخفاض الليرة التركية التي تنبأ بأزمة اقتصادية خطيرة.