صدام روسي تركي منتظر في قرة باغ.. وخبير: أردوغان يحاول إخفاء فشله (تحليل)
يصر الرئيس رجب طيب أردوغان على ممارسة سياسة التحدي لجميع القوى الدولية، طالما أن ذلك سيصب في مصلحته، وبوابته اليوم هي قرة باغ المتنازع عليها بين أرمينيا وأذريبجان، التي ربما تجبره على الدخول في مواجهة حاسمة ضد روسيا.
القوات التركية
وكشف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن الاستعدادات التي تتم لتوجه القوات العسكرية التركية إلى أذربيجان، مشيرا إلى أن قواته ستقوم بدورها، لمشاركة روسيا في مراقبة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه خلال شهر نوفمبر الجاري بين أرمينيا وأذربيجان برعاية روسيا.
اقرأ أيضا: الحكومة التركية تطالب البرلمان بإرسال قوات عسكرية لأذربيجان
وتأتي هذه الترتيبات بعد موافقة البرلمان التركي على مرسوم تقدم به الرئيس رجب طيب أردوغان طالب فيه بضرورة إرسال قوات إلى أذربيجان، موضحا أن الهدف هو مشاركة روسيا في مراقبة عمليات وقف إطلاق النار في إقليم ناجورني قره باغ.
تحد صارخ
وتعد الخطوات العسكرية التي تنفذها تركيا تحد صارخ لروسيا، فقد رفضت مطالبات أردوغان السابقة وهي مشاركة تركيا في الإجراءات التي تقوم بها لوقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان.
اقرأ أيضا: بعد طرد الأرمينيين.. الرئيس الأذربيجاني وزوجته في زيارة لكاراباخ
من جانبه، نفى الكرملين ما ورد في بيان الرئاسة التركية خلال الشهر الجاري، بمشاركة عسكرية من تركيا لقوات حفظ السلام الروسية المنتشرة في قرة باغ لمراقبة وقف إطلاق النار، وأكد أنه لن يسمح لتركيا بالمشاركة بأي شكل من الأشكال.
خروج تركيا من المعادلة
وردا على التساؤلات التي تطرحها استعدادات تركيا العسكرية لحشد قواتها في أذربيجان، قال محمد الديهي الباحث المتخصص في الشأن التركي، إن إعلان وقف اطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا بدعم ورعاية من روسيا ، يعني خروج تركيا من المعادلة، خاصة وأن الاتفاق شدد على أن تكون القوات الروسية هي المسؤلة عن عزل القوات ودفع عملية السلام.
وأشار الديهي في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن رفض تركيا لاتفاق وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان جاء لعدم وجود قوات تابعة لها، موضحا أن الاتفاق في حد ذاته يحسب لروسيا ويساعد على تعزيز قوتها الاستراتيجية في إقليم القوقاز وهو بالتأكيد ما يثير استياء تركيا، التي قرارها لإرسال قوات عسكرية لأذربيجان يحمل في طياته العديد من الاحتمالات.
مخططات أردوغان
وأضاف محمد الديهي أن أولى الاحتمالات التي يحملها قرار ارسال قوات تركية لأذربيجان، هو أن يكون الرئيس رجب طيب أردوغان يحاول تجميل صورته، خاصة بعد فشله المتكرر في تحقيق أي مكاسب سياسية أو اقتصادية من التدخل في الأزمة التي تأججت بين أرمينيا وأذربيجان، موضحا أن أردوغان يعي جيدا الفشل الذي حققه في كافة الملفات السياسية الخارجية الأخرى.
اقرأ أيضا: الدفاع التركية تعلن إرسال قوات إلى أذربيجان
وأوضح الديهي ان الاحتمال الثاني الذي يحمله ارسال قوات عسكرية تركية لأذربيجان، هو العمل على اشعال الصراع من جديد بين ارمينيا اذربيجان لكي ينشغل الرأي العام التركي الداخلي عن الفشل الاقتصادي والفساد الذي تفشى في البلاد وتتأثر به مختلف الفئات داخل تركيا.
صدام روسي تركي
واختتم باحث الشأن التركي بأن هذه الخطوة من الممكن جدا أن تؤدي لتأجيج الصراع بين تركيا وروسيا، مما سيزيد من الأزمات التي يواجهها رجب طيب أردوغان والتي جميعها كشفت أنه يقوم بمؤامرات عديدة في المنطقة الهدف منها تحقيق أطماع تصب في مصلحته أولا.
