الطريق
جريدة الطريق

«أملي الاستغناء عن المستورد».. فتاة صعيدية تصمم نظارات شمس بطراز مصري أصيل

مونيكا نبيل
سمية عبد الهادي -

تستطيع الأيادي المصرية إصدار منتجات بجودة تنافس المنتجات المستورة، بل تكون أفضل أحيانا، فضلاً عن أسعارها التي تعد في متناول الجميع، هذا الأمر ينطبق برمته على إحدى مصممات نظارات الشمس، التي اعتمدت فيها على إبراز الطراز المصري الأصيل.

من هي؟
هي مونيكا نبيل بوليس، خريجة كلية الصيدلة جامعة القاهرة، لعام ٢٠١٤، عاشت في سوهاج إحدى محافظات صعيد مصر، إلى أن تخطت مرحلة الثانوية العامة، ثم انتقلت للعيش في محافظة القاهرة، تعمل مصممة نظارات شمس.

اقرأ أيضاً: بأنامل ذهبية.. إسلام شكري يعتمد أسلوب الشخبطه العالمي في رسومات مصرية

اكتشاف الموهبة
قالت لـ "الطريق" إنها كانت تقوم بعمل أشكال مختلفة من أسلاك النحاس، حتى بعد أن عادت إلى بلدها في الصعيد، لم تترك الأمر بل كانت تعيد تشكيلها مرة أخرى، ومن هنا اكتشفت أنها تحب العمل بالمعدن، وتحب استغلاله في تشكيل وتصوير الأشياء وتحويلها إلى مجسمات، لذلك حاولت الاشتراك في بعض الورش الحرة بكلية الفنون التطبيقية، كما عملت في مقر لإحدى البراندات المصرية، هذا المكان شارك في مسلسل "أهو ده اللي صار"، وفيلم "الفيل الأزرق" الجزء الثاني، فضلاً عن تراب الماس.

أضافت، أنها بدأت تعمل على تطوير موهبتها بنفسها، بعد أن أغلقت الورشة التي كانت تعمل بها والتابعة للبراند المصري، واستطاعت المشاركة في مسابقة مصر للشباب والإبداع، حتى حصلت على المركز الخامس، بعدها بدأت في تصميم النظارات، لفت نظرها لهذا الأمر شعورها بالسخونة في منطقة العينين، في حالة ارتدائها للنظارة.

البحث
بدأت مونيكا التعرف على سوق النظارات، ومن خلال أخصائيين بصريين، استطاعت التعرف على سبب شعورها بالسخونة كلما ارتدت نظارتها، ووجدت أن السبب في مستوى الصناعة الرديء، خاصة العدسات، لكونها مجهولة المصدر، وبالنسبة للصناعة المصرية، اكتشفت أنه كان يوجد مصنع لصناعة النظارات لكن تم إغلاقه منذ عام ٢٠٠٢.

مصدر الصناعة
وجدت مونيكا أن الصينين كانوا يأتون إلى مصر لأخذ الرمال من سيناء، لتصنيع العدسات، ثم تعود النظارات مصنعة إلى مصر، ووجدت أن إطار النظارة البلاستيك يتم تصنيعه من زغب القطن، وهذا جيد ولكن يتم تصنيعه في الخارج وليس في مصر.

وذكرت أنها قررت العمل بالمواد المصرية لصناعة نظارات مصرية، وكانت المشكلة وقتها في إيجاد شخص مساعد وقادر على الإبداع، لكونهم يعتمدون بالأساس على المنتجات المصنعة خارج مصر، ولذلك واجهت العديد من المواقف المحبطة، حيث كان يرى الجميع أنها لن تستطيع عمل شيء، وهذه هي الإشكالية الوحيدة التي كانت تواجهها.

وأشارت إلى أن الأهل ومن حولها كانوا قلقين عليها بسبب كونها الفتاة الوحيدة التي تتعامل وسط سوق كامل من الرجال في مجال صناعة وتجارة النظارات، إلى أن بدأت الفكرة تخرج للنور، كما كانت تنتشر بين الناس أكثر.

اقرأ أيضاً: بيلوغا.. نقل حوت فرنسي ضخم من النهر لتلقي العلاج تمهيدا لنقله إلى البحر

الحلم
وقالت، إنها تحلم بعودة الصناعة المصرية مرة أخرى، والاعتماد يصبح على المواد المصرية، ويتم الاستغناء عن المنتجات والمواد المستوردة، خاصة أنها كانت موجودة بالفعل داخل مصر، وكل ما قامت به هو إعادة إحياء الصناعة مرة أخرى، من خلال إدخال عدد من الفنون والطرز، إلى المنتجات الجديدة، مثل الفن الإسلامي والقبطي، والعربي أيضا، حتى يشعر الناس أنهم يرتدون شيء مصري أصيل.

المشجعون
كل من حولها يقوموا بتشجيعها على الاستمرار، خاصة أن المشروع نال على إعجاب الكثيرين، كما أنه أصبح لديهم الثقة الكاملة في كونها شخصية قوية، تستطيع مواجهة كل الصعاب.