الطريق
جريدة الطريق

أثمن مجوهرات ارتدتها الملكة إليزابيث.. لكل قطعة حكاية

ما هو أصل مجوهرات الملكة إليزابيث؟ المصدر موقع yandex
سمية عبد الهادي -

في قلعة المورال باسكتلندا، رحلت الملكة إليزابيث الثانية، منهية أطول فترة حكم في التاريخ البريطاني، عن عمر ناهز 96 عاما، عرفت خلال فترة حياتها بالتزامها الشديد بقواعد وبروتوكولات العائلة الملكية، فضلاً عن قواعد الإتيكيت في الملبس والسير والمراسيم الدولية الرسمية، بما في ذلك عدم تخليها عن تاج الملكية في المناسبات الرسمية العامة، مثل مراسيم التنصيب وغيرها.

يتسم تاج الملكية بأهمية كبيرة لدى الملكة الراحلة، إذ يضم جواهر من أغلى الأحجار على مستوى العالم، يتقدمهم جوهرة حمراء كبيرة الحجم، تعد الأكثر إبرازا من بين البقية، ويقال إنها هندية الأصل، وفقا لما ورد بموقع hsonianmag، وscmp، و independent.

عرفت الهند قديما بامتلاكها مناجم الغرينية، إذ جرى اكتشافها منذ آلاف السنين، خرج منها العديد من المجوهرات، كان من بينها الأحجار التي تعرف باسم "كوه نور الماسي"، التي شقت طريقها عبر مؤامرات حدثت في البلاط الهندي متجهة إلى القصر البريطاني، لتنضم إلى جواهر التاج البريطاني بحلول منتصف القرن التاسع عشر.

البداية

كانت البداية عندما جاء الزعيم التركي المغولي ظاهر الدين بابور من آسيا الوسطى عبر ممر كيبر (الواقع بين أفغانستان وباكستان حاليًا) لغزو الهند في عام 1526، وتأسيس سلالة المغول الإسلامية، حيث حكم المغول شمال الهند لمدة 330 عامًا.

في عام 1628، أمر الحاكم المغولي شاه جهان بصنع عرش رائع مرصع بالأحجار الكريمة، الهيكل المرصع بالجواهر مستوحي من العرش الأسطوري لسليمان، الملك العبري، الذي كان يحلم الحاكم المغولي أن يمتلك عرشا مثله.

استغرق صنع عرش شاه جهان سبع سنوات، بتكلفة أربعة أضعاف تكلفة تاج محل، الذي كان أيضًا قيد الإنشاء.

كما كتب مؤرخ المحكمة أحمد شاه لاهور في روايته عن العرش.

بين العديد من الأحجار الكريمة التي كانت تزين عرش الحاكم المغولي، كانت هناك جوهرة ضخمة، كانت الأكثر قيمة على الإطلاق، ولأن المغول كانوا يفضلون الأحجار الملونة، جرى وضعها على قمة العرش.

الطمع في الهند

لكن هذا الازدهار الذي حدث في الهند بعد سيطرة المغول عليها، لفت انتباه الحكام الآخرين في آسيا الوسطى، بما في ذلك الحاكم الفارسي نادر شاه.

قام نادر شاه بغزو الهند عام 1739، ما أدى إلى وقوع العديد من المذابح، راح فيها عشرات الآلاف من الأرواح واستنزاف الخزانة، غادر نادر المدينة برفقة الكثير من الذهب والكثير من الأحجار الكريمة لدرجة أن الكنز المنهوب تطلب 700 فيل و4000 جمل و12000 حصان لسحبه.

سيطرة على عرش الماغولي

أخذ نادر شاه عرش الطاووس الذي صنعه الحاكم المغولي، كجزء من كنزه، وخلال فترة القتال بين فصائل آسيا الوسطى، نما فراغ السلطة في الهند وسرعان ما استغل البريطانيون ذلك.

وكان البريطانيون يراقبون أيضًا قطعة من الكنز الذي لا تقدر بثمن، وهي ماسة كوه نور، وفقا لخبراء التاريخ داريمبيل واناند.

قال المؤرخان، يبدو إن الجوهرة تحمل رمزًا أكبر بكثير بالنسبة لهم من قيمتها المادية، إذا تمكنوا من امتلاك جوهرة الهند وكذلك البلد نفسه، ليكون ذلك رمزًا لقوتهم وتفوقهم الاستعماري.

البريطانيون والماسة

وفي عام 1849، استولى البريطانيون على الهند بكل ما بها من مجوهرات، ومن بينها ماسة "كوه" الحمراء، وأصبحت الماسة ملكية خاصة للملكة فيكتوري.

كانت فيكتوريا ترتدي الماسة كبروش، ومنذ ذلك أصبحت جزءًا من جواهر التاج، أولاً في تاج الملكة ألكسندرا (زوجة إدوارد السابع، الابن الأكبر لفيكتوريا) ثم في تاج الملكة ماري (زوجة جورج الخامس)، حفيد فيكتوريا).

وصلت الماسة إلى مكانها الفخري الحالي في عام 1937، في مقدمة التاج الذي ارتدته الملكة الأم، زوجة جورج السادس وأم إليزابيث الثانية ظهر التاج علنا آخر مرة في عام 2002، حيث كان يستريح فوق نعش الملكة الأم في جنازتها.

تعد ماسة "كوه" أكبر ماسة معروفة في العالم، وتبلغ قيمتها 100 مليون جنيه إسترليني، وهي حاليًا جزء من جواهر التاج البريطاني.

تقول الهند إن الألماسة التي تزن 105 قيراط، سُرقت من موطنها الحقيقي في الهند، وتطالب حكومة المملكة المتحدة بإعادتها.

شهادات بأحقية بريطانيا بالماسة
وعلى الجانب الآخر، قالت نجمة بوليوود بوميكا سينغ: "كوه نور ليس مجرد حجر يبلغ وزنه 105 قيراطًا، ولكنه جزء من تاريخنا وثقافتنا ويجب بلا شك إعادته".

وأكد المؤرخ أندرو روبرتس لصحيفة ميل أون صنداي قائلاً: "يجب على المتورطين في هذه القضية المضحكة أن يدركوا أن جواهر التاج البريطاني هي بالضبط المكان المناسب لإقامة ماسة كوهينور، تقديراً للامتنان لأكثر من ثلاثة قرون من المشاركة البريطانية في الهند، التي أدت إلى التحديث والتنمية والحماية والتقدم الزراعي والتوحيد اللغوي وفي نهاية المطاف إضفاء الطابع الديمقراطي على شبه القارة ".

اقرأ أيضاً: نشاط طلابي بجامعة السويس يحصل على جائزة دولية للمرة الثالثة على التوالي

أما ماسة كولينان، وهي درة التاج، كان مقرها قبل 1905 بأحد مناجم القارة الإفريقية، ولكن القوات البريطانية أجبرت أهل الجنوب، بحفر المنجم لاستخراج الأحجار الثمينة منه، وكان من بينها هذه الماسة، الذي قتل بسببها المئات، نتيجة الأجواء المميتة داخل المنجم أثناء الحفر.

حصيلة مجوهرات الملكة:
تاج


قامت والدة إليزابيث، والدة الملكة، بتسليمها التاج كهدية زفاف، يُقال إن هذه القطعة هي المفضلة لدى الملكة إليزابيث من بين جميع من هم في مجموعتها.

البروش


عنصر آخر تلقته الملكة إليزابيث من جدتها كهدية، هذه المرة مباشرة عندما توفيت في عام 1953،هو مصنوع من ماسة على شكل كمثرى وزنها 94.4 قيراطًا وحجرًا على شكل وسادة، مكون من 63.6 قيراطًا.

عقد من اللؤلؤ


على الرغم من أن الملكة ترتدي قلادات اللؤلؤ بانتظام، إلا أنها نادرًا ما تُرى بهذا العنصر الثمين، أعطاها والدها الملك جورج السادس عقد من اللؤلؤ، في يوم زفافها عام 1947.

خاتم الخطبة
صنع خاتم سوليتير للملكة إليزابيث بثلاثة قيراط، مستدير القطع، وهو مصنوع من الماس الحر.

أقراط الكمثرى من والدتها


الأقراط المتدلية على شكل كمثرى من كارتييه، كانت مملوكة لمارجريت جريفيل، صديقة لوالدة الملكة، وعندما توفيت جريفيل، ذهبت لزوجها، وأهداها للملكة الأم، وعندما توفيت الملكة الأم في عام 2002، ورثت الملكة اليزابيث أقراط Greville Peardrop.

اقرأ أيضا: تعلم لغات جديدة يحسن الصحة العقلية ويقلل التوتر.. تفاصيل