الحكومة التونسية.. الإخوان تعمق الانقسام وتهدد مستقبل البلاد

أزمة حقيقية تواجهها حكومة إلياس الفخفاخ التونسية، بسبب الخطوة التي اتخذتها حركة النهضة التابعة للإخوان في تونس، بإعلان انسحابها عن الائتلاف الحكومي الجديد، وهو ما يأتي دعما للقرارات التي اتخذت ضد حزب "قلب تونس"، ما يضع البلاد في جعبة مليئة من الخيارات الصعبة.
النهضة تدعم قلب تونس
أعلنت حركة النهضة، المقربة من جماعة الإخوان الإرهابية، انسحابها من التشكيلة الحكومية التونسية، التي كان من المفترض أن يقدمها، رئيس الحكومة المكلف، إلياس الفخفاخ، للرئيس قيس سعيد، تمهيدًا لطرحها على البرلمان، مؤكدة أنها ستصوت ضدها عند طرحها على البرلمان، مبررة تلك الخطوة برفض تشكيل حكومة وطنية تجمع كافة الأطياف.
ثقة البرلمان
فيما عقَب رئيس الوزراء التونسي المُكلَف بتشكيل الحكومة الجديدة إلياس فخاخ على الخطوة التي اتخذتها حركة النهضة، معتبرا أن انسحاب حركة النهضة في اللحظات الأخيرة من التشكيلة، ورفضهم منحها الثقة بالبرلمان، سوف يضع البلاد أمام في مأزق صعب، وفق لـ"سي إن إن" الأمريكية.
اقرأ أيضا: عاجل| رئيس الوزراء التونسي المكلف يعلن تشكيل الحكومة الجديدة
وقال "الفخفاخ" عن "حركة النهضة": إنها "تشكل شريكًا أساسيًا"، منوها: "خيرت النهضة قبل ساعة من الإعلان على هذه التركيبة، إلا أنها انسحبت ورفضت منح الحكومة الثقة، وذلك لعدم تشريك حزب قلب تونس في الائتلاف الحكومي".
وأضاف رئيس الحكومة التونسية "هذا الخيار يضع البلاد أمام وضعية صعبة تقتضي التمعّن في الخيارات الدستوريّة والقانونيّة والسياسيّة المتاحة"، مشيرًا إلى أنه ومن باب المسؤولية، استغلال ما تبقى من الآجال الدستورية لأخذ التوجه المناسب، بما يخدم مصلحة البلاد العليا".
الرئيس التونسي يفتح النار على الإخوان
اعتبر الرئيس التونسي قيس سعيد، أن إعلان حركة النهضة الانسحاب من التشكيل الجديد للحكومة يعد محاولة يائسة منهم للضغط على "الفخفاخ"، لإجباره على تعيين قياداتها على رأس وزارتي الداخلية والعدل، لعدم افتضاح جهازها السري.
وأكد سعيد، أن محاولات الضغط التي يمارسها الإخوان لا تزيد عن صفقات يبرمونها في الظلام، مؤكدا أن بلاده سوف تظل أكبر منهم ومن صفقاتهم، مشيرا في اللقاء الذي أجراه مع رئيسي الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الأعراف، الذي يعد من أكبر المنظمات الوطنية، إلى إنه لن يسمح بالمناورة تحت عباءة الدستور، على حد وصفه.
أغلبية برلمانية
ويرى الدكتور حسام عيسى نائب رئيس الوزراء الأسبق أن السبب وراء خطوة انسحاب حركة النهضة من التشكيل الحكومي الجديد، هو حزب "قلب تونس"، موضحا أن "النهضة" لن يكون لهم أغلبية برلمانية.
اقرأ أيضا: رئيس الوزراء التونسي المكلف يؤجل الإعلان عن تشكيل الحكومة
إثارة الفتنة
وأشار عيسى في تصريح لـ"الطريق"، إلى أنهم يريدون الاعتماد عليه لفرض سيطرتهم وبسبب تخوفاتهم بعد استبعاد "قلب تونس"، ما دفعهم إلى إثارة البلبلة.