تفسير سورة الكوثر للإمام ابن باز رحمه الله

دروس وعبر أرسلها الله عز وجل للمسليمن في القرآن الكريم، ليقتدوا ويعملوا بها، وتأتي سورة الكوثر، لتكون واحدة من هذه الدروس.
فسر الإمام ابن باز، سورة الكوثر، بداية من قول الله سبحانه "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ" أن هذه السورة كانت في خطاب للنبي عليه الصلاة والسلام، و"الكوثر" هو نهر عظيم في الجنة رآه النبي عندما صعد في رحلة الإسراء والمعراج،، يصب منه ميزابان يوم القيامة في حوضه ﷺ.
وفي قول الله "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ"، يعني تقديم الشكر والصلاة التي أمرك الله بها، فيما تعني "وانحر" خلال صلاة العيد، بذبح الأضحية، ولكن المعني العام من الآية، هو أن تعم الصلوات كلها والنحر كله لله سبحانه لا لغيره جل وعلا، ولكن صلاة العيد وذبح النحر داخل في ذلك.
ويشير الإمام ابن باز في الآية "فصل لربك"، تعني تأدية الصلوات الخمسة وصلاة العيد، وصلاة الجمعة كلها لله وحده، كما قال في سورة الأنعام "قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
اقرأ أيضاً: من عدة آلاف لـ1.8 مليون مصلٍ.. تاريخ تطوير وتوسعة المسجد النبوي وصولا للدولة الحديثة
وفي قوله "إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ"، حيث تعني "الشانئ" بالمبغض المعادي، و"الأبتر": "هو المقطوع، فالمبغض للنبي عليه الصلاة والسلام وشانئه هو الأبتر في الدنيا والآخرة، حيث يكون معادي بين الناس ومقطوع الصلة بالله عز وجل، ومحروم من أسباب السعادة، وليس له إلا النار في الآخرة.